أول صورة لثُقبٍ أسوَد
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
وظّفَ الفلكيون ثمانِيةَ تلسكوباتٍ لتعمل معًا وكأنها تلسكوبٌ افتراضيّ واحِد بِحجم الأرض. فكلما كبُرَ حَجمُ التلسكوب كُلّما ازدادت جودةُ الصورة. يختبئ الثُقبُ الأسود المُستهدف في مركز درب التبانة، في منطقةٍ تُسمّى بُرجَ القوس Sagittarius constellation، تبعد حوالي 26 ألف سنة ضوئية عن الأرض. ويزِنُ هذا الوحش الضخم Sagittarius A أو Sgr A ما يُعادِل وزنَ أربعِ ملايين شمسٍ مثل شمسنا.
يعتقِدُ العلماء أنّ الثُقبَ الأسود يُصدر ومضةً خاطِفةً مِن الضوء حين يبتلع جسمًا ما، مثل حطام أو كوكب أو أي شئ قريب جدًا من الثقب الأسود. تُسمّى المَسافَةُ التّي إذا تعداها جسمٌ ما لا يُمكنه العودة باسم "أفق الحدث Event of horizon". يشبّهُ الفيزيائيّ البريطاني ستيفن هوكينج الأمرَ بشلالات نياجرا في كندا، فإذا كنت في زورقٍ في أعلى الشلال فإنك تستطيع ببذل بعض الجهد أن تُفلِتَ مِن التيّار طالما لَم تَسقُط عن حافَتِه بَعد. ولكِن بِمجرّد أن تبدأ بالسقوط من حافة الشلال لا يُمكنكَ الإفلاتُ أبدًا.
صممّ العُلماء شبكَة التلسكوبات لتلتقط الضوء الذي يَظهرُ قَبلَ أن يختفي الجسمُ المُبتَلَع في الثقب الأسود. إنها المرّةُ الأولى في تاريخنا الّتي نمتلكُ فيها من القُدرةَ على استكشافِ الثّقبِ الأسود بالتفصيل. فالتلسكوب الافتراضي الموجّه لِمجرّةَ درب التبانة قادِرٌ على تحديد موقعِ كُرةِ جولفٍ صغيرة على سطح القمر.
تشمل شبكة التلسكوبات: تليسكوب IRAM الموجود في إسبانيا وهو الوحيد في أوروبا، بالإضافَةِ إلى تليسكوب جيمس كلارك ماكسويل في هاواي، وتليسكوب أتاكاما لعلم الكونيات the Atacama Cosmology Telescope في شمال شيلي وتلسكوب القطب الجنوبي.
تُقدّرُالبيانات الّتي جمعها كلّ من التلسكوبات المُشاركة في الدراسة بنحو 500 تيرابايت!
وبسبب ضخامَةِ هذه البيانات ستُنقَلُ بالطائِرات لِمُعالجتها من قِبلِ الحواسيب الفائِقة في مَرصَدِ معهد ماساتشوستس التقني MIT Haystack Observatory in Massachusetts. وبحسب القائمين على الدراسة فإن الصور سَتظهرُ فورَ مُعالجَتِها ولكِنَ العمليّة ستستغرِقُ بِضع شهور.
المصدر: هنا