سرطان حلمة الثدي paget39;s disease of the nipple
الطب >>>> مقالات طبية
هو نوعٌ نادرٌ من سرطانِ الثدْيِ ينشأ عادةً في قنواتِ الثديِ، وينتشرُ للجلدِ على الحلَمةِ والهالةِ المحيطةِ بها، وهويشكل قرابةَ 5% من جملةِ سرطاناتِ الثديِ في الولاياتِ المتحدةِ اﻷمريكيةِ. غالباً ما يحدثُ هذا السرطانُ بعدَ سنِّ الخمسين، وتقول الإحصائياتُ بأنّ متوسطَ العمرِ الذي يُشخَّصُ به هو 62 عاماً عند النساء.
يترافق سرطانُ حلَمةِ الثديِ في 97% من الحالاتِ مع أنواعٍ أخرى من سرطانِ الثديِ، ومن الجديرِ بالذكرِ أنّ هذا السرطانَ (كغيرِهِ من أنواعِ سرطانِ الثدي) يمكنُه أن يصيبَ الرجالَ أيضاً.
سُمِّيَ هذا السرطانُ بداءِ باجيتْ في الثدي؛ نسبةً للطبيبِ الجرّاحِ المتخصّصِ بعلمِ الأمراضِ (pathologist) الإنجليزيِّ السِّير جيمس باجيت Sir James Paget، ومن الجديرِ بالذكرِ وجوبُ تمييزِه عن "مرضِ باجيت في العَظم paget disease of bone"؛ حيث أنه مرضٌ مختلفٌ تماماً يتعلقُ بمشاكلَ في اﻷيضِ في العظام.
الأعراض والتشخيص:
يقتصر سرطانُ حلَمةِ الثدي بوجهٍ عامٍّ على حلمةِ ثدْيٍ واحدةٍ، وتبدأ أعراضُه عادةً باحمرارٍ وألمٍ حولَ الحلمةِ بصورةٍ متقطِّعةٍ؛ إذ أنّها تأتي وتذهبُ في أولِ اﻷمرِ، وعندما يتطور المرضُ يصبح هناك حكةٌ وتنميلٌ وإحساسٌ حارقٌ حول الحلمةِ، ويلاحَظُ أيضاً زيادةٌ في سماكةِ الجلدِ وتقشُّرُه وظهورُ بعضِ التقرُّحاتِ، إضافةً إلى خروجِ إفرازاتٍ غيرِ طبيعيةٍ من الحلمةِ، تكون صفراءَ اللونِ عادةً وقد تمتزجُ بالدمِ.
بسببِ ندرةِ هذا المرضِ وتشابُهِ أعراضِه مع أعراضِ الإكزيمه أو الأخماجِ (العداوى). قد يُخطئُ بعضُ اﻷطباءِ في تشخيصه بادئَ اﻷمر.
هنالك العديدُ من اﻷدواتِ التشخيصيةِ التي تساعد على تشخيصِ المرضِ بطريقةٍ غيرَ باضِعةٍ (non-invasive)؛ إذ يبدأ اﻷمرُ من أخذِ القصةِ المَرضيةِ بشكلٍ جيدٍ وتفصيليٍّ، ثم القيامُ بالفحصِ السريريِّ للثديِ وإجراءِ صورةٍ شعاعيةٍ للثدي (صورةِ الماموغرام) لإظهارِ مِنطقةِ الحلَمةِ، وللبحثِ عن أيِّ سرطانٍ آخرَ في المناطقِ الأخرى من الثديِ، ومن الممكنِ أيضاً استخدامُ التصويرِ بالأمواجِ فوقَ الصوتيةِ أو بالرنينِ المغناطيسيِّ في بعضِ الأحيان. لكنّ التشخيصَ النهائيَّ لا يمكنُ إلا عن طريقِ أخذِ خزعةٍ (biopsy) من الحلَمةِ والهالةِ، وهو إجراءٌ جراحيٌّ بسيطٌ يُستأصلُ فيه جزءٌ صغيرٌ من نسيجِ الحلمةِ والهالةِ، لاختبارِه لاحقاً بواسطةِ المجهرِ للكشفِ عن وجودِ الخلايا السرطانية.
العلاج :
يعتمد الخَيارُ العلاجيُّ لسرطانِ حلمةِ الثديِ إلى حدٍّ بعيدٍ على مدى انتشارِ المرضِ، ونجدُ أنّ العلاجَ التقليديَّ هو الاستئصالُ الكاملُ للثديِ، ويتم اللجوءُ لهذا الخَيارِ إذا كان السرطانُ قد غزا الأنسجةَ المجاورةَ في الثديِ، وفي بعضِ الأحيانِ يتطلّب الأمرُ تجريفَ العقدِ اللمفاويةِ في الإبطِ إذا ما انتشرَ إليها السرطان.
أما في حالاتِ المرضِ محدودِ الانتشارِ فمن الممكنِ إجراءُ جراحةٍ محدودةٍ تهدفُ لإزالةِ السرطانِ مع الإبقاءِ على الأنسجةِ السليمةِ، ويُطلقُ عليها اسمَ "جراحةِ المحافظةِ على الثديِ" breast-conserving surgery ولكن لا بدّ في هذه الحالةِ من إضافةِ معالجةٍ إشعاعيّةٍ مع الجراحيةِ للقضاءِ على أيِّ خلايا سرطانيةٍ متبقّيةٍ، كما توجد خَياراتٌ علاجيّةٌ أخرى قد يحتاجُها بعضُ المرضى مثلَ العلاجِ الكيميائيِّ والهرمونيِّ، وهذه تتحدّدُ وفقاً لحالةِ المريضِ ونوعِ ودرجةِ الورمِ السرطانيِّ ونوعِ مستقبِلاتِ الهرموناتِ في الأنسجةِ (HER2 positive).
وأخيراً وليس آخراً.. بالتأكيد هناك العديدُ من الخياراتِ المتوفرةِ للجراحاتِ التجميليةِ لإعادةِ تكوينِ الثديِ واستعادةِ الشكلِ الطبيعيِّ لصدرِ السيدةِ التي خضعتْ لاستئصالِ الثدي.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا
4 - هنا