ارتباط فيتامين D بالتوحد
الطب >>>> مقالات طبية
أوضحت دراسة جديدة أجراها معهد الأبحاث التابع لمشفى الأطفال في أوكلاند ، أن فيتامين D قد يكون له تأثير على السلوك الاجتماعي المرافق لمرض التوحد. حيث شرح الباحثون بأن هرمونات الفازوبريسين والأوكسيتوسين والسيروتونين (وهي هرمونات موجودة بالدماغ وتؤثر على السلوك الاجتماعي) تتفعّل بتأثير من فيتامين D.
لقد تمّ سابقاً ربط التوحد، المتّصف بأنه سلوك اجتماعي غير طبيعي، بانخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ ، كما تمّ ربطه بمستويات منخفضة من فيتامين D أيضاً، إلّا أنّه لم يتمّ إيضاح أيّ آليّة تربط هذين العاملين حتى هذه الدراسة التي أشارت إلى أن فيتامين D يحفّز الجين المسؤول عن اصطناع أنزيم التريبتوفان هيدروكسيلاز2 (TPH2) والذي يحوّل الحمض الأميني الأساسي تربتوفان الى سيروتونين في الدماغ، وبالتالي فالمستويات المناسبة من الفيتامين قد تكون ضرورية لإنتاج السيروتونين والذي يعمل كناقل عصبي ويؤثر على السلوك الاجتماعي. وقد وجد الباحثون أيضاً دليلاً على أن الجين المسؤول عن اصطناع أنزيم التربتوفان هيدروكسيلاز1 (TPH1) يتثبط بواسطة فيتامينD والذي يوقف لاحقاً إنتاج السيروتونين في القناة الهضمية والأنسجة الأخرى حيث تسبب زيادته في هذه الأنسجة إلى حدوث التهابات.
إنّ هذه الآلية المكتشفة من الممكن أن تمنع حصول التوحد وقد تكون بداية لمعالجته ، حيث تشرح الكثير مما كان معروفا عن التوحد ولم يكن مفهوما سابقا مثل :
1) "شذوذ السيروتونين" وهي حالة انخفاض السيروتونين في الدماغ وارتفاعها في الدم عند الأطفال المصابين بالتوحد.
2) رجحان نسبة الأطفال الذكور المصابين بالتوحد على الاناث وذلك لأن هرمون الاستروجين (هرمون جنسي أنثوي) يزيد أيضاً مستويات السيروتونين الدماغية عند الاناث.
3) وجود الأضداد المناعية الذاتية لدماغ الجنين في أمهات الأطفال المصابين بالتوحد حيث ينظم فيتامينD انتاج الخلايا T اللمفاوية من خلال تثبيط أنزيم TPH 1.
تعتبر المستويات الحالية المناسبة من فيتامينD هي التراكيز فوق 30 نانوغرام/مل ، ويتشكل الفيتامين في الجلد نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية ، مع الاخذ بالاعتبار أن واقيات الشمس وصباغ الميلانين تحدّ من هذا العمل. وهذا سبب رئيسي لنقص فيتامينD عند داكني البشرة. وأشار أحدث استفتاءات فحص الغذاء والصحة الوطنية في أمريكا بأن أكثر من 70% من الأميركيين لايحصلون على الكميات الكافية من فيتامين D ،وقد تزامن هذا الانخفاض الحاد في مستويات الحصول على الفيتامين مع الارتفاع في معدلات التوحد.
وتشير الدراسة أن التدخل الغذائي باعطاء فيتامين D والتربتوفان والأوميغا 3 تعزز مستويات السيروتونين في الدماغ وتساعد على إيقاف أو تخفيف الأعراض المصاحبة للتوحد من دون آثار جانبية.
حالياً فإنّ كمية فيتامين D في الطعام قليلة كما هي كميته في المكملات الغذائية التي تعطى خلال فترة الحمل وقبل الولادة. المكملات الغذائية لفيتامين D غير مكلفة وتقدم حلاً مناسباً لرفع مستويات الفيتامين الى الحدود المناسبة.
بالاضافة لذلك ، يجب قياس مستويات فيتامين D بشكل روتيني عند الجميع وهذا الإجراء يجب أن يكون أساسياً أثناء الرعاية الصحية قبل الولادة.
هالوظيفة الجديدة لفيتامينD بتخلينا نكفي أبحاث ع كل شي تعرفنا عليه سابقا لأن أكيد العلم رح يضل يفاجئنا باكتشافات مهمة.
المصدر: هنا
Photo Credit: © Bob Rannells / Fotolia