وادي بردى... تاريخ وآثار عظيمة بين طبيعة خلابة
التاريخ وعلم الآثار >>>> الحضارة السورية
مقالنا التالي سيقدمُ لمحة عن الآثار المكتشفة في منطقة وادي بردى منذ أن بدأ التنقيبُ غير المشروع فيها، فتابعونا...
صحيحٌ أن منطقة وادي بردى تعتبر من أهم مصايفِ سوريا، إلا أنه اكتُشف فيها الكثيرَ من بقايا أطلال مبانٍ أثرية كالمعابدِ والقصور والحمامات والجسور الحجرية. بالإضافة للعديدِ من الآثار المنقولة، لعل أهمها المذبح الحجري المقدم هدية للمعبوديْن، زيوس و أزيس و للامبراطورِ الروماني، والذي يعود تاريخهُ لعام 188م، كما تبين ذلك من النقش الذي يحمله ومن الصور المنحوتة على وجوهه الأربعة ومن بينها مشاهدُ حيوانية وبشرية يرمز أحدها ل (تيكة) ربة نهر بردى ومملكة أبيلا، والتي يعتقد أن عاصمتها هي بلدة سوق وادي بردى الحالية.
وقد عثر الأهالي عام 2013 في بلدة (برهليا) الواقعة في ريف دمشق في منطقة وادي بردى صدفةً على لوحةٍ فسيفسائيّةٍ، فتم قلعها ونقلها إلى المتحف الوطني بدمشق.
تعود تلك اللوحةُ حسب التأريخ الأوّلي لها إلى منتصف القرن الرابع للميلاد، ويبدو أنها كانت جزءاً من بناء شديد الأهمية، فهي أرضية لقاعةٍ أو ردهة واسعة ضمن بناء ربما كان معبداً رومانياً أو قصراً يعود للعصر الروماني. وهي مشغولة بمكعبات حجرية صغيرة بشكل بارع ومتقن، مساحتها نحو 42 متراً مربعاً وهي جزء من لوحةٍ أكبر حجماً، تعرضت للتخريب خلال عقود سابقة مما أدى إلى فقدان الكثيرِ من التصاوير المهمة فيها، إلا أن هذا الأمر لا يقلل من أهمية الجزء المتبقي منها لفرادتها.
Image: Sana.sy
الشكل (1): لوحة فسيفسائية عثر عليها في بلدة برهليا عام 2013م
وبعد مضي حوالي الأربع سنوات تعود بعثة الآثار الوطنية العاملة في بلدة برهليا للعثور على لوحة فسيفسائية ثانية، تبلغ مساحتها نحو 50 متراً مربعاً، كانت تشكل أرضية لقاعةٍ كبرى لها بابٌ عريض، وتتألف من مدخل واسع في الوسط، ومدخلين جانبيين أضيق. وتدل الزخارف الموجودة في اللوحة أن تاريخ اللوحة يعود إلى نهاية العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي(القرن الرابع للميلاد).
Image: dgam.gov.sy
الشكل (2): لوحة فسيفسائية عثر عليها في بلدة برهليا عام 2017م
وتأتي أهمية اللوحتين من كونِهما الأول من نوعهما في منطقة دمشق وريفها، ومن حجمهما الكبير وإتقانِ رصفِهما، ولأنّهما تحملان الكثير من التشكيلات الزخرفية التي نفذت بأشكال هندسية منها المعينات والأقواس والمربّعات المتقاطعة، تخرج منها مشاهد نباتية وضفائر وزهرات جميلة رباعية البتلات. كما أنهما تدلان على أهمية الموقع الأثري الذي كان عاصمة للمملكة التي عرفت باسم (أبيلينيه)، خلال عصر الدولة السلوقية في القرون الثلاثة قبل الميلاد، ثم باسم (أبيلا) خلال العصرين الروماني والبيزنطي.
المصادر:
هنا
هنا
هنا