دراسة جديدة تؤكد استمرارية وجود أصل كنعاني للسكان اللبنانين، ما ينفي احتمال إبادة الشعب الكنعاني في بعض المدن بالكامل منذ نحو 3000 عام!
التاريخ وعلم الآثار >>>> تحقيقات ووقائع تاريخية
سكن الكنعانيون في منطقة بلاد الشام خلال العصر البرونزي، وأنشؤوا ثقافة أصبحت مؤثرة في الشرق الأدنى وما وراءه. ومع ذلك، فإن الكنعانيين، وخلافًا للشرقيين القدماء الآخرين معظمهم في هذه المرحلة، تركوا قليلًا من السجلات النصية المتبقية، ومن ثَمَّ فإن أصلهم وعلاقتهم بالسكان القدماء والحاليين ما تزال غير واضحة.
ثم إن حالة عدم اليقين التي أحاطت بمصير الكنعانيين والمدن الكنعانية وإبادة شعبها لم يوجد عليها أي دليل أثري حتى اليوم، بل إن هذه الدراسة الجديدة تؤكد استمرارية هذا الاستيطان (في مدن كصيدا وصور) إلى يومنا هذا.
درس الباحثون في هذه الدراسة تسلسل خمسة جينومات كاملة من أفراد يعود عمرهم إلى 3700 سنة من مدينة صيدا، وهي مدينة كنعانية كبرى تقع على ساحل شرق البحر الأبيض المتوسط. ودرسوا تسلسل جينومات 99 شخص من لبنان الحالي، وذلك لتصنيف التنوع الجيني الحديث في بلاد الشام.
وقد وجدوا أن السلالة الكنعانية العائدة إلى العصر البرونزي كانت منتشرة انتشارًا واسعًا في المنطقة، وهي مشتركة بين سكان الحضر الذين يقطنون في الساحل (صيدا) والسكان الداخليين (الأردن) الذين كانوا يعيشون -على الأرجح- في مجتمعات زراعية أو كانوا من البدو الرحل. هذا النسب الكنعاني المتصل مستمد من الخليط بين سكان العصر الحجري الحديث المحليين والمهاجرين الشرقيين وراثيًا المرتبطين بالإيرانيين من العصر النحاسي.
وتبين لهم أن اللبنانيين الحاليين يستمدون أصولهم معظمها من السكان الكنعانيين، ما يعني –ضمنًا- استمرارًا جينيًا كبيرًا في بلاد الشام منذ العصر البرونزي على الأقل. إضافة إلى ذلك، وجدوا أصولًا أوراسية في اللبنانيين غير موجودة في العصر البرونزي أو في وقت سابق في بلاد الشام. ويخمن الباحثون أن هذا الأصل الأوراسي وصل إلى بلاد الشام حوالى عام 3750 - 2170، وذلك خلال مرحلة الغزوات المتعاقبة.
المصدر:
هنا30276-8