كشفت صورةٌ مركّبةٌ التُقطت بالأشعّةِ تحتَ الحمراءِ لعملاقِ المجموعةِ الشّمسيّةِ؛ كوكبِ المُشتري، جسيماتِ الضّباب على ارتفاعاتٍ مختلفةٍ، وذلك عن طريقِ أشعّةِ الشّمس المُنعكسةِ عنه. التُقطتِ الصّورةُ باستخدامِ مقرابِ "Gemini North telescope" في هاواي باستخدامِ أداةِ التّصويرِ القريبةِ من الأشعّةِ تحتَ الحمراء "Near-Infrared Imager" بتاريخ الثامن عشر من أيّار 2017.

تُغطّي مُرشّحاتُ الضّوءِ الخاصّةِ بالأطوالِ الموجيّةِ مدىً يتراوح بين (1.690- 2.275) ميكرومتر (الميكرومتر = جزء من مليون جزء من المتر) وظهرتِ البُقعةُ الحمراءُ الكبيرةُ "Great Red Spot GRS" في الصّورةِ بلونٍ أبيضَ ساطعٍ ضمنَ ذلك المدى من الأطوال الموجيّةِ الحسّاسة للارتفاعاتِ الكبيرةِ من السّحبِ والضّباب، القريبةُ من منطقة الحمل الحراريّ في كوكب المشتري، ممّا يكشفُ أنّ منطقةَ البُقعةِ الحمراءِ الكبيرةِ من أكثرِ المناطقِ ارتفاعاً في غلاف المشتري الجويّ، كما يُعزى ظهور منطقتي القُطبيين باللون الأصفرِ والبرتقاليّ إلى انعكاسِ أشعّةِ الشّمس عن الضّباب العالي النّاتج عن عمليّةٍ كيميائيةٍ متعلّقةٍ بالشّفق القطبيّ في الطّبقةِ العليا لغلافِ المشتري الجويّ.

تَظهرُ الشّرائطُ الحلزونيّةُ الضّيقةُ من مناطقَ مجاورةٍ كما لو أنّها تدخلُ ضمنَ البُقعة الحمراءِ أو تخرجُ منها، والّتي ربما تُمثّل خصائصَ الغلافِ الجويّ والّتي تُمدّدها الرّياح الشّديدةُ ضمن تلكَ المنطقة؛ كما يظهرُ في الجانبِ الأيسرِ من الصّورة على هيئة خُطّاف، في حين تنتشرُ بعضها باتّجاه اليمينِ كموجةٍ واسعةٍ مستمرّةٍ، فضلاً عن وجود أثرٍ لتدفّقٍ يبدأ من شَمالها.

توجد خاصيّةٌ أخرى بالقربِ من البُقعةِ الحمراءِ تتمثّلُ بالكتلةِ المظلمةِ والإهليلجِ الداكنِ الموجودانِ في شمالِ وجنوبِ التّدفقِ الظّاهر شرقاً (على التّرتيب)، وهو ما يُشير إلى وجودِ كثافةٍ منخفضةٍ من السّحب والضّباب في تلك المناطق، وكلاهما دواماتٌ دائريّةٌ طويلةُ الأمدِ تدورُ في اتّجاه عقاربِ السّاعة، وهو دوران مُعاكسٌ لاتّجاه دورانِ البقعةِ الحمراء.

هنالكَ ظاهرةٌ موجيّةٌ بارزةٌ شمالَ خطّ الاستواءِ، إضافةً إلى إهليلجين ساطعينِ؛ وهما إعصارانِ مضادّانِ ظهرا في كانون الثاني، وقد تكونُ الظاهرتانِ مرتبطتانِ بارتفاعٍ مفاجئٍ في النّشاط العاصفِ للعملاقِ الغازيّ، والّذي رُصد في خطوطِ العرضِ خلال هذا العام، كما يظهر أهليلجٌ آخرُ شمالاً.

تظهرُ ارتفاعاتٌ ضبابيّةٌ في منطقتي القُطبينِ ذاتُ بنىً مكانيةً لم تكن بهذا الوضوحِ في الصّورِ المُلتقطة سابقاً، مع تغيّراتٍ واضحةٍ في هيكلها المكانيّ.

خُصّصتُ الألوانُ حسب الطّولِ الموجيّ للمرشّحاتِ وهي كالتّالي: 1.69 ميكرومتر (الأزرق)، 2.045 ميكرومتر (سماوي)، 2.169 ميكرومتر (الأخضر)، 2.124 ميكرومتر (الأصفر)، 2.275 ميكرومتر (الأحمر).


Image: http://www.gemini.edu/node/12679
صورةٌ بالأشعّة تحتَ الحمراءِ لكوكبِ المُشتري، تعكُس الضّباب والسّحب المُنتشرةَ على ارتفاعاتٍ مختلفة.


Image: http://www.gemini.edu/node/12679
صورٌ مُقرّبةٌ للبقعةِ الحمراءِ الكبيرةِ، تُظهر اختلافاتِ البُنيةِ الدّاخليةِ لهذه الدّوامة العملاقة، التُقطت الصورةُ العلويّة بواسطةِ مرشّحٍ بطولٍ موجي بلغ 2.275 ميكرومتر؛ والّذي يتحسّس الجسيماتِ الموجودةِ بضغطٍ مساوٍ أو أعلى من 10 ملي بار، أي ما يُعادل 1% من الضغط الجوي عند مستوى سطح البحرِ على الأرض.


Image: http://www.gemini.edu/node/12679
تُظهرُ هذه الصّورة المُلتقطةُ بالأشعّةِ تحتَ الحمراءِ - ولكن بموجاتٍ أطولَ - العملاقَ الغازيّ وهو يتوهّجُ بسببِ الانبعاثاتِ الحراريّة، أمّا المناطقُ المُظلمةُ في الصّورة فهي تُبيّنُ وجودَ سحبٍ كثيفةٍ للغايةِ تُعيقُ الانبعاث الحراريّ.

المصدر: هنا