المقاريب المُجَمَعَة
الفيزياء والفلك >>>> أساسيات الرصد الفلكي
Image: SYRRES
ولكن، لم هذا التّعقيد كله؟
في الواقع، يُمكننا فهمُ الهدفِ من هذا بالعودةِ إلى تعريفِ الطّولِ المحرقيّ. فالطّول المحرقيّ لمِقرابٍ ما هو المسافةُ الّتي يقطعها الشّعاعُ الضّوئي من العدسةِ الرّئيسةِ (المرآة الرّئيسة) إلى النّقطة المحرقيّة. بسببِ الانكسارِ والانعكاساتِ الكثيرةِ داخل أُنبوب المِقراب، يُمكنُ الحصولُ على أطوالٍ محرقيّةٍ كبيرةٍ باستخدامِ أنبوبٍ قصيرٍ، وهذا يعني إمكانيّةَ الحصولِ على مقرابٍ صغيرِ الحجمِ قوّيٌِ القُدرة، الأمرُ الّذي يجعلُ من نقلِ المقاريبِ من مكانٍ إلى آخرَ أمراً بالغ السّهولة. إنّها إحدى المزايا الّتي جعلتِ المقاريبَ المُجَمَعة محبوبةً لدى الجميع. علاوةً على ذلك، فإنّ وجودَ مرايا وعدساتٍ جعلَ وجودَ أخطاءٍ في الصّورة أمراً صعباً. فالعدساتُ تُصحّحُ أخطاءَ المرايا والمرايا تُصحّحُ أخطاءَ العدسات. الأمر الذي يؤدّي إلى إيصال صورةٍ عاليةِ الدّقة وبارزةِ الألوان.
بالطبع فإنّ لهذه المقاريبِ مساوئ، فعمليّةُ تركيزِ الصّورةِ تتمّ بتحريكِ المرآةِ الثّانوية، الأمرُ الّذي سيؤدّي إلى حجب المزيدِ من الضّوء وربما إلى فقدانِ الصّورة المُركّزة في حالِ كان الانتقالُ كبيراً جداً. إضافةً إلى ذلك، فإنّ المقاريبَ المُجَمَعةَ باهظةُ الثّمن، لأنها تستعملُ المرايا والعدساتِ في آن معاً. يضافُ إلى ذلك أنّ مسارَ الضّوء طويلٌ جدّاً ممّا يُسبّب خسارةَ بعضِ الضّوءِ، كذلك فإنّ المقاريبَ بحاجةٍ إلى وقتٍ طويلٍ جدّاً لتبردَ أو لتعدّل حرارتها مع حرارةِ المُحيط.
تبدو المقاريبُ المُجَمَعة بالشّكل التّالي:
Image: astroshop.de
بعدَ أن تعرّفنا على أبرزِ أنواعِ المقاريبِ وآليةِ عملها نتابعُ معكم أعزّائنا المتابعينَ في مقالاتٍ قادمةٍ عن أهمّ أهداف هذه الأدوات العظيمة تبعاً لفصول السنة.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
3 - Night Watch by Terence Dickinson