إنَّ التحديَ الرئيس الذي يواجه أطباءَ الأسنانِ أثناءَ العلاجِ اللُّبي "سحبُ العصبِ" هو التطهيرُ الكاملُ لقناةِ الجذرِ،⁽¹⁾ وتشيرُ العديدُ من الدِّراساتِ إلى أنَّ القضاءَ الكاملَ على المِكروباتِ هي مُهمَّةٌ غيرُ قابلةٍ للتَّحقيق،⁽²∙³⁾ وذلك بسببِ وجودِها داخلَ النُّبيباتِ العاجيةِ وعلى امتدادِ قناةِ الجذرِ،⁽⁴⁾ بالإضافةِ إلى تشريحِ هذه القناة الذي يجعلُ التَّنظيفَ صعباً، ووجود طبقةِ اللُّطاخة،⁽⁵∙⁶⁾ وأحياناً بسبب عدم فعالية الدواء داخل القناة.⁽⁷∙⁸⁾ لذلك، يجب أنْ تكونَ السيطرةُ على المِكروباتِ والقضاءُ عليها، إضافةً إلى الختمِ الذرويّ والتاجيّ لقناةِ الجذرِ الهدفَ الأساسيّ من الأبحاثِ والممارساتِ السريريةِ من أجلِ تحقيقِ النجاحِ الكاملِ للعلاجِ اللّبي.⁽⁹⁾

إنَّ دواء N-أسيتيل سيستئين (NAC) هو مضادُ أكسدةٍ فعَّالٌ وعاملٌ حالٌّ للميوسين، ويستخدمُ على نطاقٍ واسعٍ في العلاجِ الطّبي،⁽¹⁰⁾ وتتمثل الآليةُ الرئيسةُ لتأثيره المضادِّ للمِكروباتِ في الحدِّ من تشكُّل المستعمراتِ الجرثومية.⁽¹¹∙¹²∙¹³⁾ هذا ومع التطوُّرِ السَّريعِ للعلاجِ المتقوِّي بالضَّوء (PTD)، أصبحَ هناكَ أجهزةُ ليزرٍ جديدةٍ مع مجموعةٍ واسعةٍ من الميِّزاتِ المُتَاحةِ مُستخدَمَةٌ في طيفٍ واسعٍ من مجالاتِ طبِّ الأسنانِ، بما في ذلك العلاجَ اللبي.⁽¹⁴⁾

-الطريقة
اعتمدَ البحثُ على تقييمِ أداءِ (NAC) وحيداً كمجموعةٍ أولى ومع استخدامِ صمامٍ ثنائيٍّ ليزريٍّ منخفضِ الشدَّةِ (الليزر) في مجموعةٍ ثانية، والليزر بمفرده في مجموعةٍ ثالثة، ومجموعاتٍ للمقارنة هي هيدروكسيد الكالسيوم ومحلول ملحي، وذلك بعد إجراءِ التحضيرِ للأقنيةِ الجذريّةِ بالوسائلِ الميكانيكية.

أولاً: تمَّ إجراءُ اختبارِ حساسيةِ الجراثيمِ لمضاداتِ المِكروبات، حيث زُرِعَت في أوراقِ الترشيحِ الموضوعةِ داخل ألواحٍ بِتريةٍ، و بعدها طُبِّقَ الدواءُ n-acetylcysteine كمعجونٍ، ثُمَّ الليزر بوصفِه مجموعة علاجيّة أخرى، واللّيزر والدواء معاً كمجموعةٍ ثالثة، ومجموعتان للمقارنةِ هما هيدروكسيد الكالسيوم والمحلول الملحيّ كلُّ على حدى.

ثانياً: تمَّ استخدامُ سبعين سنٍّ أحادي الجذرِ، بحيثُ طُبِّقَ التحليلُ المِكروبيولوجي لمحتوياتِ الأقنيةِ الجذريةِ على 10 أسنانٍ لكُلِّ مجموعةٍ، وأُجرِي المسحُ المجهريّ الإلكتروني SEM ثمَّ المسحُ الضوئيّ المجهريّ البُؤَري confocal على سِنَّين اثنين لكل مجموعة.

النتائج: بالنسبة للاختبار الاول، من خلالِ تحليلِ منطقةِ التَّثبيط، كانت مجموعات (NAC) و(NAC) مع الليزر مختلفةً إحصائياً عن مجموعةِ هيدروكسيد الكالسيومِ والليزر، وقدَّمَت نتائجَ متفوقةً في تثبيطِ المِكروبات، أمَّا مجموعةُ المحلول الملحيّ فَلَمْ تُقدِّم أيَّ تثبيط.

أظهرَ (NAC) و(NAC) مع اللّيزر ومجموعةُ هيدروكسيد الكالسيوم في نتائجِ العيِّناتِ المستخرجةِ من داخلِ الأقنيةِ الجذريّةِ نتائجَ مماثلةً في قتلِ الجراثيم، حيثُ استطاعَت المجموعاتُ الثلاثُ قتلَ المِكروباتِ كُليَّاً، فيما أظهرَتْ مجموعةُ الليزر منفردةً نشاطاً أقلّ، متبوعةً بمجموعةِ المحلول الملحيّ.

الخلاصة: نعتقدُ أنَّ استخدامَ دواءِ (NAC) داخلَ قناةِ الجذرِ مُرفَقاً بالإثارةِ باللّيزر أو بدونها ذو قدرةٍ أكبرَ على قتلِ الجراثيمِ بالمقارنةِ مع الأدويةِ الأخرى التي تمَّ اختبارُها.

المراجع

1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا
4 - هنا
5 - هنا
6 - هنا
7 - هنا
8 - هنا
9 - هنا
10 - هنا
11 - هنا
12 - هنا
13 - هنا
14 - هنا