معرض الرّياضيات في متحف العلوم البريطاني، تصميم مذهل لــ
الرياضيات >>>> الرياضيات
" يُخبرنا المعرضُ الجديدُ بقصصٍ عن تعزيزِ الرّياضياتِ للعالم"
Image: theguardian
في عامِ 1818 أَرسلَ الّلوردُ Castlereagh" كاسيلرا "" رسائلَ إلى جميعِ القنصليّاتِ البريطانيّةِ حَولَ العالمِ يطلبُ منهم فيها الحصولَ على نماذجَ مِن الأوزانِ القياسيّةِ المحليّةِ، لم يَكنْ لبريطانيا في ذلكَ الوقت أَيّةُ جداولَ تحويلٍ عالميٍّ بينَ أَنظمةِ الوزنِ المختلفةِ والقياساتِ المستَخدمةِ من قبلِ المدنِ الأَجنبيّةِ، استغرقَ جمعُ الواحدِ والسّبعينَ وزنًا قياسيًّا سنتين حتّى وصلَ إلى لندن، ثمّ وضِعوا في خزائنَ مثبّتةٍ داخلَ دارِ سكِّ العملةِ الملكيّةِ، وعندما قورِنَت الأوزانِ القياسيّةِ فيما بينها، اكتشفَ دارُ سكِّ العملةِ بأنّ كلَّ جداولِ التّحويلِ السّابقةِ كانت خاطئةً تقريبًا، وأنّ تلكَ الأغلاطِ كلفت تجّارَ المملكةِ المتحدةِ المالَ الكثير خلالَ القرن الماضي.
تقفُ اليوم مجموعةُ الّلورد كاسيلرا منَ الأَوزانِ القياسيّةِ الأجنبيّةِ في معرضِ الرّياضياتِ في متحفِ العلوم ِ، والّذي افتتحَ في لندن في كانون الأوّل عام 2016، ربّما تحتوي المقصورةُ على أَجملِ المعروضاتِ في المجموعةِ فهي تحتوي على واحدٍ وسبعين درجًا مرقّمًا كُتبَ على كلٍّ منها اسمُ المدينةِ الّتي أتت منها من اليكنت الى وليسمار، تَظهرُ الأوزانُ المعدنيّةُ البرّاقةُ من بعض الدّروجِ المفتوحةِ وكأنّها واجهةُ محلّات Liberty لعيد الميلاد .
Image: theguardian
تكمنُ الرّياضياتُ خلفَ كلِّ العلومِ، لذلكَ وليكونَ معرضُ العلومِ جديرًا باسمهِ، عليهِ أن يضمَّ الرّياضيات بطريقةٍ أو بأخرى، والّتي تتعاملُ أساسًا مع أفكارٍ مجرّدةٍ ممّا يجعلُ معرضَ الرّياضياتِ تحديًّا بالّنسبة إلى المتحفِ الّذي يحتوي بالضّرورةِ على أغراضٍ فيزيائيّةٍ، كانَ نهجُ متحفِ العلومِ في معرضهِ الجديدِ أن يُخبر قصصًا تاريخيّةً حول تأثيرِ الرّياضياتِ في العالم الحقيقيّ، بدلّا من التّركيزِ مباشرةً على الأَفكارِ الرّياضيّةِ المتضمّنةِ.
وأثمَرتِ النتائجُ معرضًَا مذهلًا، تتدلّى من سقفهِ أَغراضٌ جميلةٌ، والّتي تتجنبُ أيَّ شرحٍ للرّياضيات (تَستطيع دائمًا أن تتّجه إلى معرضِ متحفِ العلومِ التّفاعليّ تحت اسم " Wonderlabl مخبر العجائب" إذا أَردّتَ أن تتعلّمَ فكرةً رياضيّةً بسيطةً).
يقولُ المموِّلان الأساسيّان ديفيد هاردينغ (المؤسّس والرّئيس التّنفيذيُّ لشركةِ استثمارات Winton ) وزوجتُه كلوديا الّتي كانت تعملُ على تصاميمِ زها حديد بأنّه هناك اهتمامٌ كبيرٌ حول الرّياضيات في The Winton Gallery
وجدير بالذّكر أنّ هذا المعرض هو أَوّلُ مشروعٍ افتتحته ُ المملكةُ المتّحدةُ بعد وفاةِ زها حديد المفاجئ في مارس من عام 2016، كما أنّهُ المتحفُ العموميُّ الدّائمُ الوحيدُ الّذي قَامت بتصميمه، وتذكّروا هنا أنّ أولى شهاداتِ زها حديد كانت في الرّياضيات قبل أن تنتقلَ إلى العمارةِ.
ستجدُ طائرةَ the Handley Page ‘Gugnunc" هاندلي بيج غوغناك الّتي بُنيت في عامِ 1929 لمسابقة بناءِ أَكثرِ الطّائراتِ أمانًا، مُعلّقةً على السّقفِ، محاطةً بهيكلِ سقفٍ على شكلِ دوّاماتٍ والّذي يمثّلُ المعادلاتِ الرّياضّةِ الّتي تشرحُ تدفُّق الهواءِ، في الحقيقة إنّ المعرضَ بأكملهِ يتبعُ ملامحَ التّدفُّقِ، ويوفِّرُ أماكنَ الخزائنِ أدناه.
Image: theguardian
Image: theguardian
معرضُ الرّياضياتِ السّابقِ لمتحفِ العلومِ والّذي لم يُحدَّث منذُ عقودٍ، احتوى على 600 قطعةٍ، بما في ذلك خزّاناتٍ مكتظّةٍ بأدواتٍ هندسيّةٍ، والعديدِ من الأمثلةٍ على شبيهاتها، مثل مساطر القرونِ الوسطى وآلات رسم المنحنى الفيكتوريّ، يحتوي المعرضُ الجديدُ على أَقلِّ من ربعِ هذا العددِ من الأَشياءِ ضمنَ المساحةِ نفسها، لكن الآن لكلِّ غرضٍ خزانتهُ المستقّلة أمّا المساحة الإضافيّة فتعني أنّهُ يمكنكَ المشيُ حولَ القطعِ بجميع الزّوايا فهوَ أَفضلُ من أن تكونَ السّاحةُ مملوءةً بالأشياء وستعطي لكلِّ قطعةٍ المساحةَ الكافيةَ لتفكِّرَ بها، بالإضافةِ إلى أَنّها تَجعلُ من إدارةِ المعرض أسهلَ.
في قسم " أشكالٍ وجمال form and beauty " هناك نسخةٌ طبقُ الأصلِ عن كرسيِّ المعماريِّ الفرنسيِّ " Le Corbusier لو كورزبييه" المبنيّةِ على نظامِ النّسبِ والمخطّطاتِ الأوليّةِ لجي دبليو ترنر J W Turne من محاضراتهِ الأكاديميّةِ حول الرّسم ِالمنظوريِّ.
بينما يحتوي قسم " التّجارةِ والسّفر trade and travel " على مجسمٍ بطولِ ثلاثةِ أمتارٍ لأكبرِ ناقلةِ نفطِ يومها globtik tokyo ، حيث تبدو مقصورتها العملاقةُ مرعبةً مثل قرشِ العملِ الفنيِّ للفنّان دايمان هيرست damien hirst، لكن ما علاقةُ كلِّ هذا بالرّياضياتِ ؟
السّببُ هو عالم الرّياضياتِ البريطانيِّ " William Froodوليام فرود" الّذي أثبتَ قبلَ قرنٍ مضى بأنّ الأقواسَ بصليّةَ الشّكلِ أفضلُ من الأقواسِ الحادةٍ في مقدمةِ السفنِ والمراكبِ.
Image: theguardian
من أكثرِ الأشياءِ الّتي يستمتعُ بها روّادُ المعرضِ هو مجموعةُ الأوزانِ من القنصلياتِ الأجنبيّةِ ليسَ لجمالها وحسب بل ربّما بسببِ رسالتها العالميّةِ حول كميّةِ تعقيد العالم عندما لا يتّفقُ على شيءٍ مشترَكٍ.
من الأشياء الجميلة أيضًا "آلةُ الحمل 1933 tote machine من 1933 والّتي تبدو مثل أداةٍ من الأدوات التي صنعها Heath Robinson هيث روبونسون مصنوعةٍ من الـ Meccano، ولكّنها في الحقيقة استُخدمت في دراسة في ملعبِ Wembley للكلاب لحسابِ احتمالات اختلاف وصول الكلابِ في الوقت الحقيقي.
وآلة 1952 Moniac الّتي استخدمت لعرض الاقتصاد البريطانيِّ باستخدام تدفُّق المياه.
Image: theguardian
معرضُ الرّياضياتِ الجديدُ هو مكانٌ جميلٌ ومثيرٌ، مليءٌ بالأشياءِ والأفكارِ المثيرةِ للاهتمامِ، وإضافةٌ مرحبٌ بها إلى معارض لندن.
المصدر:
هنا