الخلايا الجذعية..هل يمكن أن تكون الحل النهائي للصلع؟!
الطب >>>> مقالات طبية
من الممكن أن يقود البحث - الذي كان بإشراف العالمين هيذر كريستوفك Heather Christofk وَويليام لاوري William Lowry - إلى دواء جديد قد يعزِّزُ نموَّ الشعر في الأشخاص المصابين بالصلَع أو الثعلبة* عن طريق تفعيل الخلايا الجذعية في جُريِّبات الأشعار.
تعيشُ الخلايا الجذعية لجريّب الشعرة لفترة طويلة؛ وتوجَدُ في الجلد، وتُنتجُ الأشعارَ طوال مدّة حياة الشخص، وتكونُ هذه الخلايا هاجعةً (غيرَ مُفعَّلةً في الحالة الطبيعية)، ولكنها تتفعّلُ بسرعةٍ خلال دورة حياة الشعرة الجديدة؛ أي عند حدوث نمو جديد للأشعار.
يُنظَّمُ هجوعُ هذه الخلايا من خلال العديد من العوامل، وفي بعض الحالات يحدث فشل في هذا التفعيل ممّا يؤدي إلى فقدان الشعر.
وجد كلٌّ من العالِمَين في هذه الدراسة أنَّ عملية الاستقلاب في الخلايا الجذعية لجُريِّب الشعرة يختلف عن الاستقلاب في باقي خلايا الجلد، إذ يشملُ الاستقلابُ الخلوي تفكيكَ المُغذِّيات التي تحتاجها الخلايا لتنقسمَ، بالإضافة إلى إنتاج الطاقة والاستجابة لبيئتها المحيطة، وتسيرُ عمليّة الاستقلاب بواسطة أنزيمات تُحوِّلُ هذه المغذيات إلى مُستقلِبات.
وبالنسبة إلى الخلايا الجذعية التي تستهلك الغلوكوز من مجرى الدم؛ فإنها تُحوِّلُ هذا الغلوكوز إلى مُستقلِب نهائيّ يُسمّى البيروفات، وبعد ذلك قد تُرسِلُ الخلايا البيروفات إلى المُتقدِّرات (مصنع الطاقة في الخلية)، وقد تُحوِّلُه إلى مُنتَجٍ آخر يُسمَّى اللاكتات.
تقول كريستوفك؛ أستاذةٌ مساعدةٌ في الكيمياء الحيوية والجزيئية والصيدلة الطبية: "دفعتنا ملاحظتُنا لاستقلاب الخلايا الجذعية في جُريِّب الشعرة إلى دراسة إذا ما كانَ التقليل الوراثي لإدخال البيروفات إلى المتقدرات سوف يدفع الخلايا الجذعية في جريب الشعرة لإنتاج المزيد من اللاكتات، وهل سيؤدي هذا إلى تنشيط الخلايا الجذعية ونمو الأشعار على نحوٍ أسرع أم لا."
بدأ فريق البحث بإيقاف إنتاج اللاكتات وراثياً في الفئران، ممّا أدّى إلى منع تفعيل الخلايا الجذعية في جريب الشعرة؛ ثم زادوا - بالتعاون مع أحد المخابر في جامعة يوتا - إنتاجَ اللاكتات وراثياً في الفئران ممّا سرَّعَ تفعيلَ الخلايا الجذعية، ومن ثمَّ زيادة تجدد الأشعار.
يقول لاوري؛ أستاذٌ في البيولوجيا الجزيئية والخَلوية والتكاثرية: "لم يكن معروفاً قبلَ هذه الدراسة أنَّ زيادة اللاكتات أو إنقاصها سيحملُ تأثيراً على الخلايا الجذعية لجُريِّبات الأشعار، وما إنْ لاحظْنَا أنَّ تغييرَ إنتاج اللاكتات في الفئران يؤثِّرُ على نمو الأشعار، حتّى بدأنا البحث عن إمكانية إيجاد دواء يمكن تطبيقه على الجلد؛ ويكون له التأثيرُ نفسُه".
وقد حدّدَ الفريقُ صنفَين من الأدوية الّتي عندما طُبِّقَتْ على جلد الفئران أثَّرت في الخلايا الجذعية لجريب الشعرة بطرائق مختلفة لزيادة إنتاج اللاكتات، وقد سُمِّيَ الدواءُ الأول RCGD423، نشّط أحد سبل نقل الإشارة الخلوية ويدعى JAK-STAT الذي ينقل الإشارات من خارج الخلية إلى نواتها.
وأظهر البحث أنَّ تفعيل سبيل JAK-STAT يؤدي إلى زيادة إنتاج اللاكتات، وهذا بدوره يزيد تفعيل الخلايا الجذعية في جُريِّبات الأشعار، ويسرّعُ نموَّ الشعر.
وسُمِّيَ الدواءُ الآخر UK5099؛ إذ يمنعُ البيروفات من الدخول للمتقدرات، ممّا يزيدُ من إنتاج اللاكتات في الخلايا الجذعية لجريبات الأشعار، ويعزز نمو الأشعار في الفئران.
تقول إيمي فلوريس Aimee Flores - متدربةٌ في مرحلة ما قبل الدكتوراه في مخبر لاوري والمؤلفة الأولى لهذه الدراسة - : "أصبح لدينا كثيرٌ من الأفكار المثيرة للاهتمام عن طرائق جديدة لتفعيل الخلايا الجذعية من خلال هذه الدراسة، وإنَّ فكرةَ استخدام أدوية لزيادة نمو الأشعار من خلال الخلايا الجذعية لجريِّب الشعرة واعدةٌ جدّاً نظراً لأنّ الملايين من الناس - رجالاً أو نساءً - يعانون من تساقط الأشعار، وأعتقد أنّنا قد بدأنا للتو بفهم الدور المهم للاستقلاب في نمو الأشعار والخلايا الجذعية عموماً، وأنا أتطلع للتطبيق المرتقَب لهذه الاكتشافات الجديدة لمعالجة خسارة الشعر وغيرها".
ويجب الإشارة والتنويه إلى أنَّ الأدوية التجريبية الموصوفة سابقاً قد استُخدِمَتْ في الاختبارات قبل السريرية فقط، ولم تُجرّب على البشر حتى الآن، ولم تحصلْ على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بوصفها دواءً آمناً وفعالاً على البشر بعدُ.
الحاشية:
الثعلبة: هي تساقط الشعر المرتبط بعدة عوامل مثل الاضطراب الهرموني أو الشدة النفسية أو الشيخوخة أو العلاج الكيميائي.
المصدر:
هنا