مخدرات الإدراك والاستيعاب، بين الخرافات والحقائق
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
تقوم الأدوية المسببة للإدمان كالكوكائين مثلًا، بتنشيط مركزي الجائزة والتحفيز موقتًا، ما يبعث في دماغ المتعاطين له نشوةً بالغة ومن ثَمَّ قد يؤدي إلى تطور الإدمان لديهم. أمّا الأدوية المهلوسة، فتأثيراتها ما زالت قيد الدراسة، والدلائل معظمها تشير إلى أنّ هذه العقاقير تعمل على تغيير الطريقة التي يقوم بها الدماغ بعملية التفكير، إضافة إلى تعطيل بعض كابحات نقل الإشارات العصبية كتلك المتعلقة بالحواس والعواطف والذاكرة، التي تعمل عادةً على منع هذه الإشارات من الوصول إلى العقل الواعي. ولننتقل الآن إلى بعض المعلومات المغلوطة أو الخرافات المرتبطة بهذه العقاقير: أولًا: العقاقير المهلوسة هي عقاقير للترويح عن النفس والاحتفال: يظنّ الناس على -سبيل المثال- أنّ عقار النشوة (اكستاسي) وما يُسمى بالفطر السحري من المواد التي يستخدمها الشباب والناس عمومًا للترويح عن النفس أو الاستمتاع بالحفلات، إلا أنّ هذا لا ينطبق على هذه العقاقير كلها. ففي تجربةٍ سريرية على عدد من الذين تناولوا الفطر السحري أحدثت مادة الـ(بسيلوسايبين) - الموجودة في هذا الفطر والمسؤولة عن إحداث التأثيرات المهلوسة للفطر السحري - الارتياع والخوف والقلق عندهم، الأمر الذي لا يُعدّ بأي حال ترويحًا عن النفس! ولكنّ المشاركين قالوا إنّ هذه المشاعر المروّعة سرعان ما حلّت مكانها مشاعر طويلة الأمد ساهمت في إضفاء تغيير إيجابي على شخصية المشاركين، حتى أنّ بعضهم وصفوا هذه التجربة بأنها قد جعلتهم أكثر تفاؤلًا بالحياة، ثم إنّ بعضًا آخرين غيّروا وجهات نظرهم ما ساعدهم في تحسين علاقاتهم الشخصية. ثانيًا: العقاقير المهلوسة جميعها طبيعية (غير صنعية): يفترض كثير من الأشخاص أنّ العقاقير المهلوسة كالبـسيلوسايبين تُستخلص من مصادر طبيعية، بعكس العقاقير المنبهة كالكوكائين التي تصَنَّع كيميائيًا، إلا أنّ هذا لا ينطبق عليها جميعها. فعلى سبيل المثال، يُصنع حمض الليسيرجيك ضمن شرائط توضع على اللسان للحصول على التأثير المهلوس. ثالثًا: تناول هذه العقاقير يسبب الهلوسة دائمًا وقد تتضمن ما يُعرف بـ (رؤية الأصوات) أو سماع الألوان. هذه النتيجة مصدرها أنّ كثيرًا من الدراسات التي تجري على هذه المواد تكون بهدف اتحاذ تدابير تجاه أعراض الهلوسة وعليه فإن جرعةً كبيرةً تُعطى لهم بهدف إحداث التأثير المهلوس، ولا تتوافر في الوقت الحالي دراسات علمية موثوقة حول الأشخاص الذين يتناولون جرعات منخفضة. رابعًا: تتسبب هذه العقاقير في إحداث فجوات في الدماغ. لقد نُسب في الماضي هذا التأثير بشكلٍ خاطئ إلى عقار النشوة (الاكستاسي)، وعلى الرغم من أن هنالك دراسات تشير إلى كون تناول هكذا عقاقير قد يساهم في إحداث تغييرات فيزيائية في الدماغ كالتقلّص والنمو، إلا أنّ إحداث فجوات في الدماغ يحدث عادة نتيجةً لرض دماغي. ما سبق لا ينفي أنّ لعقار النشوة آثارًا جانبية، شأنه في ذلك شأن أي عقار آخر. خامسًا: إنّ تأثير العقاقير المهلوسة على الدماغ يشابه تأثير الأدوية الممنوعة الأخرى. إنّ تأثير العقاقير المهلوسة ما زال غير واضح المعالم، وما يُعرف عن هذه التأثيرات بالنسبة إلى مادة البسيلوسايبين على سبيل المثال، هو إحداثها لتغيرات بنيوية في القشرة الدماغية قبل الجبهية وتغييرها للطريقة التي يجري فيها تبادل المعلومات ضمن الدماغ. سادسًا: إنّ مدة تأثير العقاقير المهلوسة متشابهة: وكما نلاحظ من الجدول أعلاه الذي يقارن بين عقارين مسببين للهلوسة، فإنَ حمض الليسرجيك يمتاز بمدة تأثير طويلة جدًا ويختلف عن عقار البسيلوسايبين الذي لا تتجاوز مدة تأثيره الـ6 ساعات في أغلب الأحيان. سابعًا: لدى العلماء معرفة كاملة بكل ما يتعلّق بالعقاقير المهلوسة. تناقصت أعداد الأبحاث المتعلقة بالمواد المهلوسة ابتداءً من سيتينيات القرن المنصرم بسبب تشريع قانون يجرّمها، وعليه فإنّه من الصعب الجزم بمدى أمانها ولكن يُظن أنها أكثر أمانًا مما يجري تصويره تبعًا لبحثٍ صدر مؤخرًا.
العقارات المهلوسة وتفاوت مدة تأثيرها
الإسم
المكون المسبب للهلوسة
مدة الهلوسة
الفطر السحري
بسيلوسايبين
3 - 6 ساعات
أسيد
حمض الليسيرجيك
6 - 11 ساعة