لماذا لا يمرض الرياضيون كغيرهم؟
الغذاء والتغذية >>>> الرياضة وتغذية الرياضيين
يأتي الالتهاب كردِّ فعلٍ يبديه الجسم عند التعرّض لأيّ عامل مؤذٍ (كالرضوض، والجراثيم، والفطور وغيرها من العوامل الخارجية)، ويحدث الالتهاب في محاولة من الجسم لمنعِ انتشار العدوى. لكنّ وجود الالتهاباتِ يرتبط باستمرار بالأمراض المزمنة؛ مثل السكري وأمراض القلب والأوعية. لذلك جئناكم اليوم بهذا المقال الذي نقدم لكم فيه دراسةَ مراجعةٍ نُشِرَت حديثاً في المجلةِ الأوروبية للفحص السريري European Journal of Clinical Investigation عن قدرةِ التمارين الرياضية على مساعدةِ أجسامنا على مقاومة الالتهاب. ويبدو أن الرياضة تمتلك دوراً كهذا بالفعل، فما إن تبدأ بتحريكِ عضلاتك قليلاً، حتى تُفرز خلاياها بروتيناً يدعى InterLeukin 6 (IL-6) والذي يحمل مجموعةً من الخصائص المضادة للالتهاب نذكرها فيما يأتي: - خفضُ مستويات بروتين TNFalpha في الجسم، والذي يُصنّف كمحرّضٍ لحدوث الالتهابات.
- تثبيطُ عملِ بروتين آخر هو InterLeukin1beta، الذي يحرض التهابات التي تخرّبُ الخلايا المفرزةَ للأنسولين.
كذلك لوحظ تناسبٌ طرديّ بين نسبةِ إفراز IL-6 وطولِ فترة التمرين، إذ وُجد في العام 2003 أن الجسم قد أفرز كمياتٍ كبيرةً من البروتين TNF alpha – وصلت إلى ثلاثةِ أضعاف في بعض الأحيان – لدى الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة وذلك إثرَ حقنِ مجموعةٍ من المتطوعين بجراثيمِ E.coli المعروفةِ بإثارةِ الاستجابةِ الالتهابية في الجسم، في حين كان العكس واضحاً لدى المجموعةِ التي مارست تمارينَ الدراجة الثابتةِ مدة 3 ساعات، إذ ارتفعت لديهم مستويات IL-6 دون أيّ ارتفاعٍ في مستوى TNFalpha الضّار.
يُذكر أنّ نسبةَ IL-6 ترتفعُ لتبلغَ ذروتها في نهايةِ التمرين، وتستمر فترة وجيزة وتعود بعدها للانخفاض سريعاً إلى المستوى الذي كانت عليه قبلَ التمرين. ولكن، قد لا يكون IL-6 العاملَ الوحيدَ المقاوم للالتهاب، فقد أظهرت بعضُ الدراسات أنّ ممارسةَ التمارين الرياضية بانتظامٍ يزيد من إفرازِ بروتين آخر في خلايا العضلات يدعى (IL-15) InterLeukin-15، والذي يُساعد على ضبط تراكمِ الدهونِ في البطن.
ومما خلُصَت إليه دراسةُ المراجعة، نجد أنّ ممارسة الرياضة بأنواعها تمثّل طريقةً طبيعيةً، وآمنةً لتنشيطِ الاستقلاب والاستفادة من فعاليتِها المضادّةِ للالتهابات، ويجب على كلّ شخصٍ أن يضيفها إلى الخطّةِ العلاجيّة للأمراض المزمنةِ التي يرافقها حدوثُ الالتهابات، كالسكري من النمط الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.