تضيق الصمام التاجي Mitral Stenosis
الطب >>>> مقالات طبية
يُنجَزُ عملُ العضلةِ القلبيةِ الطّبيعيَّ إثرَ سلسلة من التقلُّصات المتتاليةِ والمتزامنةِ التي - بالمشاركة مع جهاز الصّمامات - تؤمّنُ مرورَ الدّم باتجاه واحدٍ ثابتٍ من الأذين في الأعلى إلى البطين في الأسفل.
ويتألَّفُ جهازُ الصّماماتِ من بنىً تشريحيّة تفصلُ بين الحجرتين المشكِّلتَين لكلِّ جانبٍ بما يحافظُ على اتجاه جريانٍ ثابتٍ من الأذين إلى البطين، ومن البطينين إلى الأوعيةِ الكبيرةِ الصادرةِ عنهما.
ويَفصلُ الصّمامُ التّاجيّ بينَ الأذين الأَيسر والبطين الأيسر، إذ تنفتح وريقاتُه بآليةٍ ميكانيكيّةٍ وبتأثيرِ مَمال (فرق) الضّغط أثناءَ الانبساطِ سامحاً بتدفّقِ الدَّمِ من الأذين إلى البطين (ويحدثُ اضطرابٌ في هذه المرحلة عندَ وجودِ تضيِّق في الصَّمام) ليُغلِقَ أثناء الانقباض البطيني؛ مانعاً عودةَ الدَّمِ من البطين إلى الأذين (وتضطرب هذه المرحلة عندَ وجود قصورٍ في الصّمام).
وفي حالة تضيُّقِ الصّمامِ التّاجيّ، نجد هناك تضيّقاً في فتحةِ الصّمّامِ التي يمرُّ عبرها الدّمِ أو اضطراباً في آليةِ فتحِ الصّمّامِ، فتحدثُ إعاقةٌ في انسيابِ الدّمِ إلى البطين الأيسر، وينجمُ عن ذلك أعراضٌ كالتعبِ وضيقِ التّنفسِ ومشكلاتٌ أخرى.
وإن المسبِّبَ الأكثر شيوعاً لتضيُّق الصّمام التاجيّ هو الحمَّى الرّثويّة التي تسبِّبُ أذيةً وتندُّباً في وريقاتِ الصَّمّامِ مؤديَّةً إلى إعاقةٍ في عمله، في حينِ تعدُّ نادرةً في البلدانِ المُتطوِّرة، وما تزالُ الحمّى الرثويَّةُ شائعةً في البلدانِ النّامية .
كما يمكن لعواملَ أخرى كالتّكلّسِ الذي يُصيبُ الصّمّامَ مع التّقدّم في العمرِ والتَّشوهاتِ الخلقيّة أن تكونَ سبباً في حدوثِ التَّضيقِ.
قد يبقى تضيُّقُ الصَّمّام التّاجيّ لاعرضيَّاً أو صامتاً لفترةٍ طويلةٍ، ولكنَّ الأعراضَ قد تسوءُ بسرعةٍ كنتيجةٍ لإجهادِ القلبِ غالباً أثناءَ التمارينِ الشّاقّة أو الحمل أو حالات الشّدة التي تصيبُ الجسمَ كالعدوى، وغالباً ما تَظهرُ الأعراضُ في العقدين الثالث او الرابع من العمر.
وتؤدّي إعاقةَ مرورِ الدّمِ عبرَ الصّمامِ المُتضيّق إلى ارتفاعِ الضّغطِ ضمنَ الأذين الأيسر، لينتقلَ هذا الارتفاع في الضّغطِ إلى الأوردَةِ الرئويّةِ؛ مؤدِّياً إلى تراكمِ السوائلِ ضمنَ الرئتين، ومن ثمَّ صعوبةٌ في التّنفسِ وسعالٌ ونُوَبٌ من الغشي ولا سيَّما عند الإجهاد أو الاستلقاء.
العلاج:
لا دورَ للعلاجِ الدّوائيّ في إصلاحِ الصّمّامِ المُتضيّق، ويقتصرُ دورُ الأدويةِ على تخفيفِ العبءِ القلبيّ، وتخفيفِ اضطراباتِ النُّظم ومن ثمّ الأعراض.
يشملُ العلاجُ الدّوائيّ المدرّاتِ والمميّعاتِ وخافضاتِ الضَّغطِ والأدويةِ المضادّةِ لاضطراباتِ النُّظمِ، بالإضافةِ إلى الاستخدامِ الدّقيقِ للمضادّاتِ الحيويّة؛ لعلاجِ الإصاباتِ الجُرثوميَّةِ، وتجنّب نكس الحمى الرّثوية التي سبَّبت التضيّق في الأساس.
أما إصلاحُ الصَّمّامِ المُتضيّق فيكونُ إمّا دونَ جراحةٍ؛ وذلك بإدخالِ قثطرةٍ تحملُ في رأسِها بالوناً يجري نفخهُ عندَ الوصولِ إلى الصّمّامِ المُتضيّق، وهو إجراءٌ يخفِّفُ من الأعراضِ وربَّما يُحتاجُ تكرارهُ، وكذلك فهو ليس خياراً متاحاً لجميعِ المرضى.
تشملُ الإجراءاتُ الجراحيُّة بَضعَ صوار الصّمام (Commissurotomy،) وتزالُ خلالها الترسّبات الكلسيّة والنسجُ المتندّبةُ لتسهيلِ الجريان، أو يُستبدلُ بالصَّمّامِ المُتضيّقِ آخرُ صنعيٌّ أو طبيعيٌّ (مأخوذٌ من الأبقارِ أو الخنزير أو من متبرّع بشري)، ولكلّ نوعٍ منها حسناته وسيّئاته، ويتعلّق اختيارُه بحالةِ المريضِ ومدى توفّر كلٍّ منها.
ويحتِّمُ تضيّقُ الصّمّامِ التّاجيّ على المريضِ بعضَ التّغيير في نمطِ حياتِه؛ كالعنايةِ بصحِّة أسنانِه، والحّدّ من تناولِ الملحِ والمُنبهاتِ؛ لتخفيفِ العبْءِ على القلبِ، ومراقبَة وزنِه، وممارسة التمارين الرياضيّة إلى الحد الذي يمليه الطبيب عليه.
كما تحتاجُ النساءُ اللّواتي يخطّطْنَ للإنجاب مناقشةَ الحالةِ مع أخصائيَّي القلبِ وأمراض النساء لتقييم خطورة الحالة وما قد يكون للحمل من تأثير عليها.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا