أدقُّ ساعاتِ العالمِ تُؤكّد: الزمن ليسَ مطلقاً!
الفيزياء والفلك >>>> فيزياء
هناك نظريةٌ تحظى بتقديرٍ كبيرٍ في الفيزياء؛ تفترضُ أنّ أيّ جسمين يتحرّكانِ بسرعةٍ ثابتةٍ بالنسبةِ إلى بعضهِما البعض يخضعانِ للقوانين الفيزيائيةِ نفسِها، ويُسمّى هذا التماثلُ في النسبيّة الخاصّة "ثبات لورنتز".
كلٌّ منهما سيرى نفسه ثابتاً؛ وإذا نظرَ كلٌّ منهما إلى ساعته سيجدُ أنّ الزمنَ يمرّ مروراً طبيعيّاًَ، لكنّه إذا نظرَ إلى ساعةِ المُراقِبِ الثاني؛ سيجد أنّ ساعتَه تعملُ بصورةٍ أبطأ، وهنا يأتي آينشتاين ليصبّ الزيتَ على النارِ ويدليَ بنظريّتِه الّتي تقولُ بأنّ اختلافَ قوى الجاذبيّة الّتي يتعرّضُ لها كلٌّ من المُراقِبَين يؤدّي إلى اختلافِ التوقيتِ في ساعةِ كلٍّ منهُما.
وقد تمكّنَ العلماءُ من تأكيدِ هذِه الفكرةِ بالمقارنةِ بينَ الساعاتِ الذريّة الموجودةِ في الأقمارِ الصناعيّة؛ ونظيرتِها الموجودةِ على سطحِ الأرض.
ومع ذلك؛ فقد كانتِ الاختلافاتُ الناتجةُ عنِ النسبيّةِ ضئيلةً جدّاً دوماً، ممّا يدلُّ على أنّنا نفتقرُ إلى الأدواتِ الدقيقةِ الّتي تمكّنُنا من الكشفِ عن مثلِ هذِه الاختلافات.
مسألةُ الوقت
أهلاً وسهلاً بكم في عهدِ ساعاتِ الجيل الجديد من السترونتيوم؛ والتي تعدُّ أكثرَ دقّةً من نماذجِ السيزيوم 133 بثلاثِ مرّاتٍ على الأقلّ، بهامشِ خطأ لا يتجاوزُ ثانيةً واحدةً على مدى 15 مليار سنة.
ولتجربةِ هذه الساعات؛ اختبرَ فريقٌ بحثيٌّ من مرصدِ باريس الوقتَ بين عدّة ساعاتِ سترونيوم موجودةٍ في لندن وباريس وبراونشفايغ بألمانيا.
وبسببِ مواقعِها على سطح الأرض؛ يُفترضُ أن تعملَ هذه الساعاتُ بمعدّلاتٍ مختلفةٍ قليلاً، وإذا كانت نظريّةُ النسبيّةِ دقيقة؛ فإنّها ستتنبّأُ بتلك الاختلافاتِ بدقّة.
وإلى الآن؛ تسيرُ الأمورُ جيداً ليس لصالحِ النسبيّةِ فحسب؛ بل لِصالحِ التكنولوجيا أيضاً، والّتي تتطلّبُ الدقّةَ في قياسِ الوقتِ مثلَ نظامِ GPS.
ومع ذلك يجبُ على كلِّ الداعمينَ لثباتِ لورنتز ألّا يغمضَ لهم جفنٌ على الرّغم من عدم وجودِ أيّ خطأ أو انتهاكٍ يدينُ النظريّة النسبيّة، إذ إنّ أيّ خطأ سيجعلُنا نضطرُّ إلى تغييرِ مفهومِنا عن الطاقةِ المُظلمةِ والمادّة المُظلِمة؛ وحتّى حساباتُنا الخاصّةُ بقيمة الجاذبيّةِ ستتغيّرُ أيضاً.
المصدر:
هنا