الجانب المظلم للحواسيب الكمومية
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
ستعالج هذه الحواسيب الكثيرَ من المشاكلِ الّتي نعانيها حاليّاً مع أجهزتنا والّتي ستكون بلا شكٍّ أسرعَ بكثيٍر، ولن تتوقَّفَ هنا بل ستدخل في الكثيرِ من المجالاتِ كمجالِ التّنبّؤاتِ الجويّةِ وتطويرِ الطّبِّ الجديد.
ولكن سأقول لك معلومةً: إنّ تقنيّاتِ التّشفيرِ المُستخدَمَةِ في أجهزتنا تحتاج 100 عامٍ لتُكسَر، ولكن مع هذه الحواسيب لن تصمدَ أكثرَ من بضعِ ساعاتٍ، عند أيِّ تهديدٍ باستخدامها ضدَ أمنِ الإنترنت والشّبكة.
الباحثون الآن في سباقٍ مع الزّمنِ لإعداد تقنيّاتِ تشفيرٍ جديدةٍ قبيلَ وصولِ هذه الحواسيب، والّتي تُدعى "تقنيّاتُ التّشفيرِ بعد الكم"، فمن دون حمايةٍ، سنكونُ جميعاً عُرضةً للمخترقين، وسوف تُسجَّلُ جميع اتّصالاتنا الّتي كانت تُعدُّ آمنةً وسوفَ تُسرَقُ بياناتنا الحسّاسة، ولن يكون ذلكَ على المستوى الفرديِّ فقط بل ستتوسَّعُ الدّائرةُ لتصل للسجّلاتِ المصرفيّةِ والصِّحيّة، وحتّى إلى أسرارِ الدّولة.
لذلك سنشهد استخدامًا كاملًا لهذه التّقنيّةِ في وكالاتِ الأمنِ كالأمن القوميِّ وأيضاً في العديدِ من الشّركات.
ممّا أدى إلى وجودِ تحالفٍ للبحوثِ بين إحدى عشرةَ جامعةٍ وشركةٍ، سُميَّت هذه البحوثُ PQCRYPTO، وبدأت عام 2015 مع 3.9 مليون يورو مموَّلةً من قِبَلِ المفوضيّةِ الأوروبيّةِ لتطويرِ تقنيّاتِ التّشفيرِ الجديدة، وأكّدَ Lange قائدُ هذا التّحالُفِ أنَّ جلب تقنّياتِ التّشفيرِ هذه إلى المستخدم بشكلٍ نهائيٍّ يحتاج ما بين 15 إلى 20 عامًا ما بين تطويرٍ ومعايرةٍ.
كما شرح مع شريكه Bernstein عن خوارزميّةٍ كموميّةٍ تُدعى بخوارزميّةِ shor، والّتي تكسرُ جميعَ تقنيّاتِ التّشفيرِ المُستخدَمَةِ حاليّاً لإنشاءِ اتّصالاتٍ آمنةٍ على الإنترنت، إذ أكّدوا أن التشفيرَ بعدَ الكمِّيِّ يمكن أن يكون مفهومًا جدّاً و موضعَ ثقةٍ تامّةٍ ولكن هذا يحتاج إلى تكبيرِ عرضِ النطاقِ أو زيادةِ الملاءمةِ للاستخدام الأمر الّذي مازالَ مثيرًا للشّكِّ.
يحاول التّحالف إنهاءَ هذه التّقنيّةِ قبلَ وصولِ الحواسيبِ الكموميّةِ لنشرها وتأمينِ الحماية، آملين أن ينتهوا قبلَ عام 2025.
المصدر: هنا