بعد اطّلاعنا على إجاباتِكم عن السّؤال الّذي طرحناه البارحةَ، وجدناها متفاوتةً فمنها القريب من الصّحّة ومنها البعيد عنها. نشكر لكم تفاعلَكم، ونُقدّمُ لكم الإجابةَ الشّافيةَ في هذا المقال.
التهابُ المفاصل الرّثيانيّ باختصارٍ أحدُ الأمراض الغامضة والمعقَّدة الّتي يمكن أن تصيب الإنسان في أيّ مرحلةٍ عمرِيّةٍ، لكنْ عادةً ما يبدأ بين سنّ الأربعين والسّتّين بألمٍ أو تورُّمٍ شديدٍ في اليدين والقدمين، وقد يؤدّي إلى تآكل العظام والغضاريف وتلفها. تتراوح نسبة المصابين به بين 1-2% من سكّان العالم.

للمزيد حول هذا الموضوع راجع مقالنا التالي:

هنا

ومن الاكتشافات المثيرةِ الاهتمامَ والمتعلّقةِ بهذا الموضوع أنّ علاقةً معقَّدةً تربط التهاب المفاصل الرّثيانيّ بأنواعَ محدَّدةٍ من الجراثيمِ الموجودةِ في الأمعاء الدّقيقة والغليظة والجراثيمِ الموجودةِ في اللّثّة الّتي أيضاً تربطها علاقةٌ معقَّدةٌ بنظامنا المناعيّ، وبالتّالي قد يودي إهمالُ التهاب اللّثّة بالمصابِ إلى إصابته بالتهاب المفاصل الرّثيانيّ.

ووجدتِ الدّراساتُ الحديثةُ أنّ العدوى الميكروبيّةُ تلعب دوراً هامّاً في تحفيز الإصابةِ بالتهاب المفاصل الرّثيانيّ واستمرارِها، إذ كشفتِ التّحاليل الّتي أُجرِيَت على مصابينَ بالدّاء الرّثيانيّ وجودَ نِسَبٍ محدَّدةٍ من بكتيريا محدَّدةٍ في أحشائهم، ما قد يدعم تلك الفرضيّةَ دعماً أكبرَ.

ودراسةٌ أُخرى مثيرةٌ الاهتمامَ عنوانُها: "تقترح الأبحاث أنّ عنايتك بصحّة فمك طريقةٌ جيّدةٌ للعناية بصحّة مفاصلك" ذُكر فيها أنّ تساقطَ الأسنانِ النّاتجَ عن التهاب اللّثّة يزيد من احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الرّثيانيّ.

فممّا سبقَ تتّضحُ لك - عزيزَنا القارئَ - العلاقةُ المعقَّدةُ بين أعضاء جسمك جميعِها وأنَّ اختلالَ أيٍّ منها قد يكون له تبِعاتٌ على بقيّتِها، لذلك إيّاك وإهمالَ صحّتك.

المصادر:
هنا 
هنا 

هنا 

هنا