خلد الماء والحليب المنقذ للحياة !!
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
ولا يمتلك خلدُ الماءِ حليماتٍ ثديَّةً فهو يفرزُ الحليب بواسطة وسادةِ الثدي الموجودةِ على بطنِ الأمّ ليرضعها صغاره، ممَّا يُعرِّضُ حليبُ الأمِّ المغذّي هذا للبيئةِ الخارجية؛ فيجعلُ الصغارَ عُرضةً لمخاطر البكتيريا؛ إذ أثارَ هذا الموضوعُ حفيظةَ الباحثين ممَّا دفعهم إلى الاعتقادِ بأنَّ هذا الحليبَ يحوي خصائصَ استثنائيةً ووقائيةً مُضادَّةً للبكتيريا؛ وعائدةً إلى أحد البروتينات فيه.
وماذا حدث بعدها؟
في العام 2010؛ اكتشف العلماءُ أنَّ حليبَ خلد الماء يحتوي على خصائصَ مُدهشةٍ مضادّةٍ للبكتيريا، والتي يمكن استخدامُها لأجل القضاء على الجراثيم، وأوجدَ فريقٌ آخرُ من الباحثين في وكالة الأبحاث الوطنية الاسترالية ومنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية(CSIRO) وجامعة Deakin شرحاً يساعدُ في حلِّ لُغزِ خصائص حليب خلد الماء المذهلة.
واكتُشِفَ سرُّ هذا الحليب عبرَ مُضاعفةِ نمطٍ خاصٍّ من البروتيناتِ موجودٍ في حليب خلدِ الماء بمعدّات مخبرية، إذ عملَ الفريقُ بنجاح على إنتاج البروتين، ثم فَكَّ شيفرةَ هيكله للحصول على نظرةٍ أفضل إليه مُستخدِماً تقنياتِ البيولوجيا الجزيئية والسينكروتون ومركز التبلور التعاوني المتطور Crystallization Collaborative Center (C3) التابع ل CSIRO، وبذلك كلّهِ فقد سجَّلَ علماء أستراليون اكتشافاً جديداً عندما قدَّموا بَطلاً غير مألوفٍ في الصراع العالمي مع المقاومة الميكروبية للصادات، وهو خلد الماء المتواضع!
علقت د. "جولي شارب" من جامعة "ديكن" على هذا البحث قائلةً: "نحن متشوّقون إلى دراسةِ بِنيةِ هذا البروتين وخصائصِه؛ لمعرفةِ أيّ الأجزاء منه هي المسؤولةُ عن ذلك".
وأطلق العلماء على البروتين اسم الـ Shirley Temple؛ ولكن من أين جاء هذا الاسم؟
إنَّ ما وجدَه العلماءُ هو بروتينٌ فريدٌ من نوعِه وغيرُ مُكتَشَفٍ من قَبلُ، وبسبب بِنيتِه الشبيهة بالجديلة؛ فقد أطلقَ الباحثون على هذا البروتين اسمَ "شيرلي تيمبل" تيمُّناً بالممثّلةِ السابقةِ والدبلوماسيةِ الأمريكية Shirley Temple حينَ كانت طفلةً صغيرةً ذاتَ شعرٍ مُجعَّدٍ مُميَّز.
وختاماً:
يسعى العلماءُ جاهدينَ إلى التعاونِ معاً لأجل نقلِ الفعاليةِ المنقذة للحياة - العائدةِ إلى حليب خلد الماء - إلى المرحلة التالية؛ إذ في عام 2014 نشرتْ منظمةُ الصحةِ العالمية تقريراً يُلقي الضوءَ على الخطر المُحدِق بالعالم والناتجِ عن المقاومةِ الميكروبية للصادَّاتِ؛ داعيةً إلى إجراءاتٍ طارئةٍ وعاجلةٍ لتجنُّبِ "مرحلةِ ما بعد الصادات"؛ إذ تصبحُ الإنتاناتُ الشائعةُ والإصاباتُ الخفيفةُ القابلةُ للعلاج - منذ عقودٍ ماضيةٍ من الزمن إلى يومنا هذا - قاتلةً مرَّةً أُخرى.
المصادر:
هنا
هنا