يقولونَ عنّا: "مترجمون".. "ناقلون".. "ناسخون".. وهل مِن تهمةٍ أجملُ مِن تُهمةِ "الترجمة"؟! ذلك الفعل الحضاري الإنساني الذي يبني جسراً بين العقول والأمم؛ ويفتحُ نوافذَ وأبواباً أمام من يبتغي الخروج من لغة الانفعال اللحظي والغرق في منظومات الكلام الإنشائي المكرر أو الاعتراض على كل ما لا يعلم!!
هل من تهمةٍ أجملُ من تهمةِ تقصي الحقائق والمعلومات والتحقق منها ونقلها إلى قرّاءٍ نرجو لهم أن يستفيدوا منها ويوظفوها في توسيع مداركهم وبناء مستقبلهم واستنهاض شعوبهم وأوطانهم؟!

منظمة "الباحثون السوريون" تفخر بأحد أعضائها المُجدِّين؛ المهندسِ الميكانيكي "سعد الله إبراهيم"؛ خرّيجِ جامعةِ دمشق، والذي تطوّع في مبادرتنا منذ عام 2016م؛ وهو يعمل مُعِدّاً ومدقّقاً علميّاً ومترجماً وناشراً في عدّة أقسام بينها "الاقتصاد والهندسة والآليات"، وما يزال يقدّمُ لها الكثير بجهدِه اللافت وروحه المعطاءة.

تقدّمُ إدارة "الباحثون السوريون" لمتابعيها الترجمةَ الرسميَّة الأولى التي أنجزها المهندس "سعد الله إبراهيم" لِكتابٍ اقتصاديٍّ مهمّ بعنوان: "الأسدُ يستيقظ؛ مغامرات في معجزة إفريقيا الاقتصادية"، وقد تُرجِمَ الكتاب لصالح "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة"، وأُقيم حفلُ توقيعه في "معرض الشارقة الدوليّ للكتاب" في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017م.

"الأسد يستيقظ"؛ كتابٌ ألَّفه "أشيش جي. ثاكارا" الاقتصاديُّ الأوغندي ومؤسِّسُ مجموعةِ "مارا" الّتي تنشطُ في عدّة بلدانٍ إفريقية وغيرها؛ ويتحدّث الكتابُ - المرتكزُ إلى تجربة "ثاكارا" - عن التحوّل الاقتصادي والتكنولوجي السريع الذي تشهده القارة الإفريقية ويصف معدّلات النمو فيها؛ ويحاول عبر الوثائق والأرقام كسر الصورة النمطية الشائعة في الأذهان عن إفريقيا-الحروبِ والفقرِ والمشكلات، بل بعدَ قراءتك الكتابَ؛ ستعرفُ حجم الفرص الاستثمارية القائمة فيها؛ وستعاين مدى الآفاق التي تلوح في سمائها. إنّه  - باختصار - يقدّمُ لك إفريقيا أسداً متوثّباً نحو التقدّم.

نحن - أسرةَ "الباحثون السويون" - نبارك مجدّداً جهدَ زميلنا "سعد الله إبراهيم"، ونُثني على عمله المميّز وترجمته الأمينة والدقيقة.