أوَّلُ دواءٍ لعلاجِ الشقيقة
الكيمياء والصيدلة >>>> تراخيص جديدة
Erenumab Aimoving هو أوَّلُ الأدويةِ الأربعة التي تُطوَّرُ لعلاج الشقيقة، والتي تستهدف الببتيد المرتبط بـِمورثة الكالسيتونين (CGRP)، وهو جزيءٌ يُنتَجُ في الخلايا العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، وقد وجدَ الباحثون على مدى سنواتٍ أنَّ CGRP يُساعِدُ في نقل إشاراتِ الألم عبر الدماغ، وأنَّه لا يُحرِّضُ على بَدءِ الشقيقة، ولكنَّه يزيدُ من حجمها على شكلِ صُداعٍ متزايد، ويقول ستيفن سيلبرشتاين؛ مديرُ مركز الصُّداع في جامعة جيفرسون في فيلادلفيا: "إنَّه (أي CGRP) يجعلُ الخلايا العصبيةَ أكثرَ حساسيةً للألم، فهو أشبَه بالراديو عندما ترفَعُ صوتَه أعلى فأعلى"، ويكمل قائلًا: "وإذا حجَبت الـ CGPR فإنَّكَ تُخفِضُ ذاك الصوت".
Image: https://lh4.googleusercontent.com
Aimoving هو ضدٌّ وحيدُ النسيلة monoclonal antibody يُعطَى على شكل حُقنةٍ للأشخاص الذين لديهم صُداع نصفي لأربعةِ أيَّام أو أكثرَ في الشهر. وعلى نحوٍ مُشابِه لـ Aimoving هناك ثلاثةُ أدويةٍ أُخرى تستهدفُ الـ CGRP؛ وهي: fremanezumab، galcanezumab، eptinezumab.
ما آليَّةُ عملِ هذه الأضداد وحيدةِ النسيلة في الوقايةِ من الصداع النصفي؟
تعملُ كلُّ هذه الأدوية على الـ CGRP، لكنَّها لا تعملُ بالأسلوبِ ذاتِه، فثلاثةٌ منها تستهدفُ CGRP في حين يستهدفُ Aimoving مستقبلاتِه في الدماغ، وقد صُمِّمَت الأضدادُ وحيدة النسيلة لِتحدَّ من هجماتِ الشقيقة، لكن ليس بالضرورةِ أنْ تمنعَ كلَّ الهجمات؛ إذ تُقلِّلُ من تكراريَّةِ هذه الهجمات فقط. وتُظهِرُ الدراساتُ أنَّ الأضدادَ وحيدةَ النسيلة خفَّضت عددَ أيام الصداع بنسبةِ 50 % أو أكثرَ عند قرابةِ نصف المرضى الذين تلقَّوا الأضداد، واستطاعت عند نسبة صغيرةٍ من المرضى التخلُّصَ من الصداع نهائياً.
وأحدُ الجوانب السلبية للعلاجات المُستخدَمة حاليًّا في علاج الشقيقة أنَّها يُمكِنُ أن تُسبِّبَ آثارًا جانبيةً غيرَ مرغوبة كالغثيان وجفافِ الفم والإمساك والنَّمَل وفقدان الذاكرة وزيادة الوزن، ممَّا يجعلُ بعضَ المرضى يُوقِفون العلاج. وأمَّا الآثارُ الجانبية لأدوية الـ CGRP الجديدة فهي معتدلةٌ عمومًا، وتتضمَّنُ ألمًا واحمرارًا في مكانِ أخذِ الحقنة مع احتقانٍ في الأنف، وهي آثارٌ يمكنُ تحمُّلُها على نحوٍ جيّد جدًّا، وإضافةً إلى ذلك؛ فإنَّ هذه الأدويةَ الجديدةَ أسرعُ في التأثير من الأدوية الموجودة حاليًّا؛ إذ يَظهرُ تأثيرُ الأضداد وحيدة النسيلة في غضون بضعةِ أيَّامٍ إلى أسبوع، في حين تحتاجُ العمليةُ باستخدامِ الأدوية التقليدية من شهرٍ واحدٍ إلى ثلاثةِ أشهر.
المخاطرُ المُحتَمَلة:
لمّا كان الباحثون قد درسوا هذه الأدوية على مدى سنوات قليلةٍ فحسبُ؛ فإنَّه من الصعبِ التنبُّؤُ بآثارها على المدى البعيد؛ إذ توجَدُ مستقبلاتُ الـ CGRP في الكُلى والبنكرياس والغُددِ الكظرية والعظام أيضًا؛ وبذلك فمن غير الواضح كيفَ ستؤثر هذه الأدوية في هذه الأعضاء على المدى البعيد، فضلًا عن أنَّ أحدَ الجوانبِ السلبية الأخرى للأضدادِ وحيدةِ النسيلة هو ارتفاعُ ثمنها.
وفي دراسةٍ أُجريَت في عام 2018 في الأكاديمية الأميركية لعلمِ الأعصاب؛ وعُرِضَتْ في اجتماع الأكاديمية السنويّ؛ قُدِّمَ دليلٌ على أنَّ هذه الادوية قد تعملُ عند الأشخاص الذين لم يُظهِروا استجابةً على العلاجاتِ الأخرى.
أدويةٌ جزيئيَّةٌ صغيرةٌ small-molecule drugs:
وبالعودةِ إلى تطويرِ علاجاتِ الشقيقة؛ فإنَّ هناك مجموعةً أُخرى من الأدوية التي تستهدف CGRP على شكلِ حبوبٍ فمويَّةٍ بدلاً من الحقن، وعلى الرَّغم من أنَّها صُمِّمَت للوقاية من الشقيقة؛ لكنَّ الأصنافَ التي صُنِعَت منها إلى الآن قد نجحَت في إيقافِ هجمة الشقيقة في بدايتِها، وإنَّ اثنَين من هذه الأدوية rimegepant Zydis و ubrogepant هما في الطور السريري الثالث، ومن المطلوب إجراء دراسةٍ أخيرةٍ عليهما كي تمنحَهما الـ FDA موافقتَها. وهناك مجموعة أُخرى من الأدوية التي تعمل بالطريقةِ نفسِها كانت في مرحلةِ التطوير، ولكنَّ المصنعَ توقَّفَ عن تطويرها بسبب القلقِ من الأذية الكبدية.
ونذكرُ من الأدويةِ الجديدة الـ Lasmiditan أيضًا، والذي يعملُ على نحوٍ يُشبِهُ التريبتانات، ولكنَّه على غرارِها لا يُسبِّبُ تقبُّضًا في الأوعيةِ الدموية، وبذلك يُمكِنُ تجنُّبُ بعضَ الآثار الجانبيةِ القلبية.
مصادر المقال
هنا