الرومانتيكية في الموسيقا
الموسيقا >>>> متفرقات
ظهرَ الاتجاه الرومانتيكي في الفنِّ والموسيقا ما بينَ النصف الثاني للقرن الثامنَ عشرَ ونهاية القرن التاسعَ عشر مباشرةً بعد وفاة فرانز شوبرت ولودفيغ فان بيتهوفن، ويأتي التعبيرُ من كلمة (رومانس) بمعنيَيْها الأدبي (أي قصص غرامية) واللغوي الأصلي.
يُعدُّ تعريفُ الحقبة الرومانتيكية مَهمّةً صعبةً لوجودِ تناقضاتٍ عديدة، أهمُّها أنَّ المؤلفينَ اتجهوا إلى الماضي وفي الوقت نفسهِ تخلوا عن المفاهيمِ الكلاسيكيةِ للموسيقا، وبدأَ المؤلفونَ بتجريبِ أساليبَ هارمونيةٍ جريئةٍ وجديدة، فقد تميزَ الاتجاهُ الكلاسيكي في الموسيقا بقربِهِ من العقل والمنطق وانغلاقِهِ من حيثُ المشاعر والأحاسيس وسعيه إلى التجريد لا الوصفِ، أمَّا موسيقا الحقبةِ الرومانتيكية فاحتفتْ بما هو فِطري وطبيعي فيما يتعلقُ بالمشاعرِ الإنسانية، وذلكَ بواسطةِ الإلهامِ النابعِ من الطبيعةِ الأم.
ويتمثَّلُ العاملُ الأولُ الذي أدّى إلى ظهورِ هذا الاتجاهِ الموسيقي في التغييراتِ الجذريةِ التي طرأَتْ على المجتمع الأوربي آنذاك بدءاً من الثورةِ الصناعيةِ إلى الأحداثِ السياسيةِ إلى التطورِ العلمي الذي حدثَ في ذلك العصر، فتميّزَ العصر الرومانتيكي بالتوق إلى التحرُّرِ من القيودِ وظهورِ الموسيقا القومية بسببِ تأثرِ هذه الحقبة بالأحداثِ المجتمعيةِ التي بدأتْ في أواسطِ القرنِ الثامنَ عشرَ كالثورةِ الفرنسيةِ التي وصلَ عمقُ تأثيرِها إلى جميع أصقاع الأرض.
وترتكزُ الحركةُ الرومانتيكيةُ على التعبيرِ عنِ المشاعرِ والشغفِ، والتي استوحتْ من الفنونِ البصريةِ والشعر والتمثيلِ والأدبِ في تلكَ الحقبةِ؛ فضلاً عن تأثيرِ الطبيعةِ الكبير في استلهامِ الوحيِ للتأليف.
وكانت جميعُ المؤلفاتِ الموسيقيةِ في هذه الحقبةِ تعبيراً قوياً عنِ المشاعرِ وعن الأفكارِ الوطنيةِ والقومية ممَّا أحدثَ تغييراتٍ في أشكالِ السوناتات أو الأوبرات، فاستخدموا القوالبَ الكلاسيكيةِ للسوناتا والسيمفونيات كنقطةِ بدايةٍ، وبعدها بدأَ المؤلفونَ بالتركيزِ على خلقِ أساليبَ لحنيةٍ جديدةٍ وهارموني غنيّة والقليلِ من عدمِ الانسجامِ لتحريكِ مشاعرَ الجمهورِ بدلاً من أن يُغرِقوا أنفسهم بالانضباط في هيكليةِ الأنماطِ الكلاسيكية في التأليف. وقد بنى مؤلفو أواخرَ القرنِ التاسعِ أنماطاً وأفكاراً مطوَّرةً عن الذي توصل إليه المؤلفون الرومانتيكيون، ما مكنَّهم من الدخولِ إلى عصرِ الحداثة.
تُميَّزُ الرومانتيكيةُ بتأكيدِها على التجديدِ والتفردِ والتعبيرِ عن المشاعر الشخصية والحرية، ويُعدُّ لودفيج فان بيتهوفن وفرانز شوبرت هما مَنْ بنَيا الجسرَ بينَ الفترةِ الكلاسيكيةِ والرومانتيكية؛ إذ إنَّهم - ولفترةٍ من الزمن - اعتمدوا التقنياتِ الموسيقية الكلاسيكية، لكن تضمنّها مشاعرُ شخصية واستخدامُ عناصرَ موسيقيةٍ جديدةٍ كانتْ أكبرَ مثالٍ لمؤلفي القرنِ التاسعَ عشرَ الرومانتيكيين.
فقد وسع لودفيغ فان بيتهوفن الأساليبَ المستخدمةَ في السيمفونيات والسوناتات مُقدِّماً نوعاً جديداً من الموسيقا مستوحاةً من جوانبِ الحياة المختلفة؛ وعلى سبيل المثال سيمفونية Pastrole number6 التي تصفُ مشاهدَ الريف.
وغالباً ما كانتِ النفحةُ الرومانسيةُ تُستلهَمُ من النصوصِ الشعرية والأساطيرِ والقصصِ الشعبية، وكانت إحدى معالمِ الرومانتيكية في الموسيقا هيَ وصلَ الكلماتِ والموسيقا إمَّا برمجياً وإمّا عن طريقِ افتتاحيةٍ موسيقيةٍ للحفلات أو موسيقا خلفية.
دفعَ المؤلفونَ الآلاتِ الأوركسترالية إلى أقصى حدودِها التعبيريةِ ووسّعتِ المجالَ الكلاسيكي للهارموني ووصلتْ بينَ الصوتِ البشري وصوتِ الآلةِ الموسيقية، كما أصبحتِ الأفكارُ والمؤلفاتُ أكثرَ غرابةً وإبداعاً حتى أصبحَ من الضرورة إعادةُ كتابةِ القواعدِ الموسيقية، فأصبحنا على أعتابِ بدايةِ حقبةِ الحداثةِ الموسيقية.
وأخيرًا؛ يُعَدُّ من أهم مؤلِّفي الحقبة الرومانتيكية:
-فرانز شوبرت
-فيليكس مندلسون
-يوهانس برامز
-روبرت شومان
-فريدريك شوبان
-هكتور برليوز
-فرانز ليست
-ريتشارد فاجنر
-بيتر تشايكوفسكي
-كاميل سان سانس
مصادر المقال :
1
هنا
2
هنا
3
هنا