أسسُ العناية بالحدائق المنزليّة: المياهُ وسقايةُ النباتات
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> زراعة
تمثّلُ كميّة مياه الريّ كميّةَ المياه الّتي تُفقَد من سطح التربةِ عن طريقِ التبخّر؛ إضافةً إلى كميّة المياه المفقودة من النبات عن طريق النتح والّتي يستخدمها النبات في عمليّاته الحيويّة ضمن أنسجته كعمليّة التركيب الضوئيّ ونقل الموادّ الغذائيّة عبر أجزاء النباتِ المُختلِفة.
لا بدّ لنا قبل زراعة أيّ بستانٍ أو حديقةٍ من التأكّدِ من صلاحيّة المياه للريّ عن طريق مؤشّراتٍ عدّة أهمّها:
1- الملوحة: والّتي تُحدَّد باختبارِ الناقليّةِ الكهربائيّة وبذلك تُصنّفُ ضمنَ أربع مجموعات:
- مياه خفيفةُ الملوحة تصلحُ لريّ أغلبِ المحاصيل؛ ناقليّتها أقلّ من 2.5 ميليموز/سم*.
- مياه متوسّطة الملوحة: تصلح لريّ النباتات المُتحمِّلة للملوحة بناقليّة تتراوح بين 2.5-7.5 ميليموز/سم*.
- مياه عاليةُ الملوحة: في حال كانتِ التربةُ جيّدة الصرف وخفيفةَ الملوحة يمكنُ استخدامُها في ريّ النباتاتِ المُحبَّة للملوحة.
- مياه شديدةُ الملوحة: لا تصلحُ للريّ.
2- محتوى الصوديوم: يعدُّ الصوديوم واحداً من المكوّنات الرئيسة للأملاح في المياه، ويمكنُ أنْ يُشكّل خطراً على بناءِ التربة ونموّ النبات عند وجوده بتراكيزَ عالية، وعليه يمكنُ تمييزُ أربعِ مجموعات:
- مياهٌ ذات محتوىً منخفضٍ من الصوديوم: تصلحُ لريّ أغلب النباتات.
- مياهٌ بمحتوىً متوسّط: لا تصلحُ لريّ الأراضي ذاتِ الترب الناعمة.
- مياهٌ بمحتوىً عال: تُعدُّ ضارّة في أغلب الحالات، ويمكن أن تَصلحَ لريّ الأراضي الجبسيّة.
- مياهٌ ذات محتوىً عال جدّاً من الصوديوم: غيرُ صالحةٍ للريّ.
ولتفاصيل أكثر تابع هنا
أساليبُ الريّ:
غالباً ما تكون أساليبُ الريّ المتّبعة في الحدائقِ خاطئةً أو غير مدروسةٍ دراسةً صحيحة، فهي إمّا أنْ تكون بكميّات مياهٍ قليلةٍ وفتراتٍ مُتقارِبة؛ تؤدّي إلى ترطيبِ طبقة التربة السطحيّة فقط ولا تصلُ الى منطقة انتشارِ الجذور؛ ممّا يؤدّي إلى ظهور أعراض الذبُول كجفافِ قمم الأوراق وحوافّها، والّتي تشابهُ أعراض اختناق الجذور في حالة الريّ بكميّاتِ مياهٍ زائدة؛ تؤدّي بدورها إلى نقصِ الأكسجين في منطقةِ انتشارِ الجذور وبالتالي اختناقها، ممّا يمنعُ امتصاصَ الماء وبالتالي ذبول النباتات.
وتجدرُ الاشارةُ هنا إلى أهميّةِ تنظيم الريّ وخاصّة في المراحلِ الحرجَة لنموّ النبات، كبدايةِ إنبات البذور، أو في حال زراعةِ نباتاتٍ جديدة، إذ يكونُ انتشارُ الجذور في الطبقةِ السطحيّة من التربة.
أهمّ الأنظمة المُستخدَمة لريّ الحدائق:
- الريّ بالرشّ: يعتمدُ على توزيع المياه على شكلِ قطراتٍ كالمطر، وذلك باستخدامِ مرشّاتٍ خاصّةٍ تصل إليها المياه بواسطة أنابيب الريّ وهي من أكثرِ طرقِ الريّ فعاليّة، ومن مساوئها عدمُ انتظام توزيع المياه في حالةِ الرياح الشديدة.
- الريّ بالتنقيط: تعتمدُ هذه الطريقة على توزيع مياهِ الريّ بكميّاتٍ قليلةٍ لفتراتٍ طويلة حول النبات تحديداً، وتؤمن بذلك تغلغلَ المياه خلال منطقةِ انتشار الجذور وعدم تجمّعها فوق سطح التربة، ممّا يحدُّ من التبخّر السطحيّ، وهذا ما يجعُلها أكثرَ الطرقِ فعاليّة في توفيرِ المياه.
تعدُّ الطريقتان السابقتان من أكثرِ طرق الريّ فعاليّة بسبب توزيعِ المياه حسب احتياج النبات، وبكميّاتٍ مُختلِفة ضمنَ المساحة الواحدة، وذلك بواسطةِ التحكّم بفتحات المرشّات أو عددِ النقاطات.
أمّا الطرق الأُخرى كالريّ السطحيّ (الريّ بالغمر) والريّ بالخطوط فلها مساوئُ كثيرة، إذ تؤدّي إلى ضياعِ كميّةٍ كبيرةٍ من المياه وتراكمِ الأملاح على سطحِ التربة.
ولمعرفة المزيد عن طرق الريّ وكيفيّة اختيار نظام الريّ الأمثل تابع هنا و هنا
إنّ خطرَ استنزاف المياه الجوفيّة بواسطة ضخّها والاستخدامِ المفرط لها في مجالاتِ الصناعة أو حتّى في المجالات الزراعيّة يوازي خطرَ تلويثها بالكيماويّات والأسمدة الكيميائيّة الّتي ترشح عبر طبقاتِ التربة، لذا فإنّ اختيارَ نظامِ الريّ المناسب والحساب الصحيح للاحتياجِ المائيّ للنبات يوفّرُ كميّاتٍ كبيرةً من المياه وبالتالي يحدّ من خطورة هذا الاستنزاف.
هامش:
*ميليموز/سم: هي واحدة لقياس الناقلية الكهربائية للمياه ومنه الملوحة وتساوي أيضاً ميليسيمنس/سم ويمكننا المقارنة بمعرفة أن الناقلية الكهربائية الوسطية لمياه الشرب هي 0.25 ميليموز/سم
الجزء الأوّل من السلسلة: هنا
الجزء الثاني من السلسلة: هنا
المصدر:
هنا