منكرو التغير المناخي يتساقطون سريعاً
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
إذا ما حدث ذلك فستكون الفرصة ضعيفةً أمام المقتنعين ببراءة الإنسان من التغير المناخي. فحسب رأي المؤمنين بمسؤولية الإنسان فإن نظام غوغل المزمع تطويره لن يكون سعيداً بإظهار النتائج التي تدعي بأن الأرض مسطحة مثلاً فيما لو بحثت عن كروية الأرض. كذلك، فسيقوم غوغل بإظهار النتائج التي تدعي ببراءة الإنسان على نحو أقل لعدم استنادها لنتائج علمية أو لاستنادها على ادعاءات غير قيـّمة الأمر الذي قد يثير مخاوف المشككين بالتغير المناخي.
لكن دعونا ندخل في صلب الموضوع ... ما الحجج التي يأتي بها رافضو التغير المناخي وما الرد الذي يقدمه المؤمنون. في الواقع فإن القائمة الجدلية طويلة اخترنا منها أشهر 6 نقاشات نوجزها فيما يلي:
أولاً:
كان المناخ قد تغيّرَ سابقاً، فهي ليست المرة الأولى إذ أن الأرض مرت بعصور جليدية وبفترات دافئة. مرت الأرض خلال الـ 700 ألف سنة الماضية بدورات جليدية استمرت كل منها حتى الـ 10 آلاف عام كما وجدت عصور بدت أكثر دفئاً من الوقت الحالي رغم عدم وجود انبعاثات كربونية.
الرد:
شاركت غازات الاحتباس الحراري خاصةً CO2 والميثان في معظم التغيرات المناخية التي حدثت للأرض سابقاً وقد تزامنت الفترات الدافئة مع زيادة هذه الغازات والفترات الباردة مع نقصانها. باتت معدلات CO2 الآن وبسبب نشاطات البشر تقفز إلى مستويات عالية بسرعة غير طبيعية مما سبب إرباكاً وانقراضات جماعية أحياناً. مرت الأرض بفترات ارتفع فيها CO2 بشكل بسيط مثل العصر الطباشيري والإيوسين Eocene لكن الحياة ازدهرت خلالهما لتوزان الكربون الجوي مع كربون المحيطات والكربون الناتج عن تجوية الصخور. تطلب الأمر ملايين السنين لتتكيف الغازات الجوية مع الحياة بشكل عام وكيمياء المحيطات بشكل خاص. في الوقت عينه مرت الأرض بفترات ارتفعت فيها غازات الاحتباس بشكل مفاجئ وعلى عكس الحالة الأولى فقد كان هذا الارتفاع مدمراً للحياة ومسبباً لانقراضات جماعية. الفرق أنها تحدث اليوم بسبب نشاط الإنسان الذي سبب زيادة CO2 الجوي. باختصار يمكن الإجابة بأن مناخ الأرض تغير... هذا صحيح لكن كان للتغير مسبب ارتبط غالباً بغازات الاحتباس الحراري وكان هذا التغير ضاراً عندما حدث فجأةً بشكل يحاكي ما يحدث اليوم بسببنا.
ثانياً:
الشمس هي المسؤولة ولا علاقة لنا بالموضوع. خلال بضعة المئات من السنوات الأخيرة، كانت هنالك زيادة مطردة في أعداد البقع الشمسية، بالتزامن مع ارتفاع حرارة الأرض. وتشير بيانات النشاط الشمسي إلى مسؤوليتها في التأثير على المناخ العالمي.
الرد:
خلال السنوات الـ 35 الماضية أظهرت الشمس توجهاً طفيفاً نحو التبريد إلا أن حرارة الأرض استمرت بالازدياد وبما أن حرارة الشمس والأرض يسيران حالياً باتجاهين متعاكسين فلا بدّ ألا تكون الشمس مسؤولةً عن الاحتباس الحراري الحاصل مؤخراً. إن المدعين بأن الشمس هي السبب، يظهرون الجزء من المخطط البياني أدناه محذوفاً منه بضعة العقود الأخيرة التي تكشف بوضوح زيف ادعائهم. يبين الشكل التغير السنوي العالمي في درجة حرارة الأرض (الأحمر الخافت) ومعبر عنها كمتوسط لكل 11 سنة (الأحمر الداكن) جلبت البيانات من معهد جودارد التابع لوكالة الفضاء ناسا، ويوضح أيضاً الإشعاع الشمسي الكلي بالأزرق الخافت ومتوسط 11 سنة بالأزرق الداكن وقد أخذت البيانات هنا من مصادر مختلفة. مصدر الشكل من هنا
Image: https://www.skepticalscience.com/solar-activity-sunspots-global-warming.htm
ثالثاً:
التغير المناخي ليس سيئاً، فالفترات الدافئة التي مرت بها الأرض خلال الألفي عاماً السابقة كانت ذات تأثير إيجابي على حياة البشر فالعصر الجليدي الأصغر الذي حدث منذ بداية القرن الرابع عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر كان وبالاً من العواصف والصقيع المفاجئ وانتشار الأوبئة والأمراض.
الرد:
للتغير المناخي آثار سلبية لا تحصى في شتى مجالات الحياة؛ ففي الزراعة: صحيح أن ثاني أوكسيد الكربون ضروري للنبات إلا أنه لا زراعة بدون إمداد ثابت من المياه ومن المرجح أن يسبب تغير المناخ فيضانات أو جفافاً. يمكن أن تصبح الأراضي في العروض الشمالية كسيبيريا منتجة زراعياً بسبب الاحترار العالمي إلا أن الترب هناك فقيرة ورديئة ولن تكون كمية الإشعاع الشمسي الواصل هناك كافية، لأنه يتعلق بميل الإشعاع التابع لخط العرض. ذوبان الجليد هناك واستعمال الأرض للزراعة سينبئ بحرائق غابات وتغيرات موسمية تؤثر في المراعي وموارد المياه. ستسبب زيادة الاحترار كوارثاً على البلاد الحارة أصلاً بطبيعتها في المناطق الاستوائية أو شبه الصحراوية وستدمر المحاصيل هناك.
أما بالنسبة للصحة: سيؤدي الشتاء الدافئ إلى خفض معدل الوفيات بين الضعفاء والمسنين لكن هذه الفئة نفسها ستكون عرضةً للموت بسبب الحرارة الإضافية ومن المتوقع أن تسبب موجات الحر ضحايا تفوق بـ 5 مرات ضحايا البرودة الزائدة كما سيشجع المناخ الدافئ انتقال الحشرات الخطرة كالبعوض الحامل للملاريا إلى مناطق لا سابق عهد لها بها.
ذوبان جليد القطب الذي فتح ممراً دائماً بين المحيطين الأطلسي والهادئ –الأمر الذي قد يستثمر تجارياً– ليس فائدةً تذكر أمام المصيبة المرتبطة بهذا الذوبان. ففقدان اللون الأبيض الذي يخدم كعاكس لأشعة الشمس وارتفاع معدل إنتاج غاز الميثان من التندرا العارية من الجليد في القطب الشمالي وارتفاع مستوى مياه البحر جميعها مضار جسيمة. تحمض المحيطات أيضاً؛ فاستيعاب المزيد من CO2 في مياه المحيطات يزيد حموضتها الأمر الذي قد يزعزع بسهولة استقرار السلسلة الغذائية ... والقائمة تطول!
رابعاً:
لا يوجد إجماع على التغير المناخي؛ فقد وقــّـع ما يزيد على الـ 31 ألف عالم أمريكي على وثيقة يقرون فيها بألا وجود لدليل علمي على التغير المناخي (المقصود بمسؤولية الانبعاثات الكربونية عن التدفئة الكارثية للأرض في المدى المنظور) يمكنك الاطلاع عليها من هنا
الرد:
يتحقق الإجماع في العلم عندما يتوقف العلماء عن الجدال فلو سألنا ما هو تأثير إضافة المزيد من CO2 للغلاف الجوي فقد توجد العديد من الفرضيات حول السبب والنتيجة ومع الزمن يتم اختبار كل فكرة وفقاً للمنهج العلمي وجرت العادة أن تذهب الشهرة لأولئك الذين يتوصلون للاستنتاج الصحيح.
هذا الاستنتاج الذي يفسر الظاهرة يمكن الوصول إليه عندما تكون حجج الإقناع بفرضية ما أقوى بكثير من أن تقبل جدلاً أو نقاشاً إضافياً وفي مجال المناخ فقد أظهر مسح طبّق على 928 ورقة علمية محكمة نشرت بين العامين 1993 و2003، وجود إجماع على أن البشر هم مسببو التغير المناخي.
تبع ذلك دراسة أخرى على 1200 ورقة بحثية نشرت بين 1991 و2011 وكانت النتيجة أن 97% اعتبروا البشر سبباً في التغير المناخي كما تم التواصل مع كتــّاب هذه الأبحاث العلمية وسئلوا مجدداً حول رأيهم وكانت النتيجة متطابقة فـ 97% أقروا بأن البشر هم المسبب.
خامساً:
تتجه الأرض نحو البرودة، فقد توقف الاحترار العالمي فعلاً وبدأ عصر البرودة ولا يوجد نموذج مناخي توقع حصول ذلك بل على العكس تماماً تنبأت النماذج بازدياد حرارة الأرض وهذا يعني أن التوقعات المستقبلية للمناخ لا يمكن الاعتماد عليها.
الرد:
عند النظر إلى الدلائل على الاحتباس الحراري توجد العديد من المؤشرات المختلفة التي ينبغي أخذها في الحسبان. من الطبيعي أن نبدأ بدراسة حرارة الجو بالإضافة إلى الغطاء الثلجي وذوبان الجليد ودرجة حرارة الهواء فوق اليابسة وفوق البحر وحتى حرارة البحر نفسه وإذا ما نظرنا إلى هذه المتغيرات فسنجد أنها جميعاً تتجه في الاتجاه المتوقع وهو الارتفاع.
مؤشرات الاحترار العالمي مأخوذة من سطح الأرض ومن الأقمار الصناعية بالإضافة إلى بيانات الأقمار التي تقدر توازن الطاقة (الفرق بين الطاقة الواردة والصادرة في الجزء العلوي من الغلاف الجوي). غالباً ما تثار قضية الاحترار العالمي في ضوء تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة أو كسر الجفاف الحاصل مؤخراً لكن ما يتم إغفاله أن الاحترار متوافق تماماً مع هذه الأحداث فهي جميعها أحداث طقس وليست مناخ. يقصد عند الحديث عن التغير المناخي التغير طويل الأمد والذي يعتبر الأهم لكونه وصف لعقود من الزمن أو أكثر والتي تظهر مع الأسف أن الاحترار مازال قائماً بدليل أن العقد الأخير من الزمن بين العامين 2000 و2009 كان الأشد حرارة ضمن السجلات.
سادساً: والأهم
تستطيع الحيوانات والنباتات أن تتأقلم جيداً مع التغير الروتيني الذي يحصل للمناخ.
الرد:
لا شك أن البشر يغيرون معالم البيئة العالمية فمساحات كبيرة من الغابات المعتدلة في أوروبا وأسيا وأمريكا الشمالية أزيلت للزراعة أو لإمداد صناعة الأخشاب والتنمية الحضرية. تقع الغابات الاستوائية اليوم على خط المواجهة مع البشر، كما أن الأنواع النباتية والحيوانية الغازية (التي تغزو مناطق غيرها) باتت تغزو بشراسة بفضل مساعدة الإنسان المقصودة أو غير المقصودة. يقود الإفراط في الصيد واستغلال كل الموارد لإنتاج اللحوم اليوم نحو الانهيار الذي أصبح القاعدة وليس الاستثناء.
أدى هذا التوسع لزيادة عدد سكان العالم ستة أضعاف مما كانوا عليه العام 1800 وترافق ذلك بزيادة 50 ضعفاً في حجم الاقتصاد العالمي. تخضع 83% من مساحة اليابسة اليوم للتأثير البشري المباشر. ونهيمن على 36% من مساحة اليابسة المنتجة، كما أن نصف المياه العذبة يجمعها البشر لاستعمالاتهم. تحول الصناعة النيتروجين إلى أشكال فعالة تفوق ما تقوم به الطبيعة وتسبب الزراعة والصناعة زيادةً تراكمية لغازات الدفيئة طويلة الأمد التي لم يسبق وأن حدثت خلال السنوات الـ 800 ألف الماضية من عمر الأرض.
هذه الهيمنة على الكوكب لها آثارها ولا شك، على التنوع الحيوي، فقد تدهورت 60% من النظم البيئية ووصل معدل الانقراض إلى ألف ضعف ما حدث طبيعياً خلال فترات جيولوجية طويلة. اقرأ المزيد من هنا
يتبادر التساؤل هنا عما إذا كان ارتفاع حرارة الأرض سيضيف أي شيء إيجابي لهذه الفوضى ... لا يزال البعض يؤمن بألا خطر على الأحياء فهي ستتأقلم مع الدفء أو ربما تزدهر متناسين أن الاحترار أثر ولا شك بنطاقات التوزع الجغرافية وبتواقيت التكاثر والهجرة والإزهار للكثير من الكائنات ويبقى التحدي في توقع أثر ذلك مستقبلاً. ستكون 18 - 35% من الأنواع النباتية والحيوانية على شفير الانقراض بحلول العام 2050 بسبب تغير المناخ.
أحداث الانقراض الجماعي القديمة ارتبطت بقوة بالتغير المناخي العالمي كمثال ما حدث في العصور القديمة Palaeozoic Era قبل 250 مليون عام والارتفاع الأقصى للحرارة قبل 55 مليون عام خلال الأيوسين Eocene والتي كان لها آثار مدمرة على الأحياء. قد تكون الدورات الجليدية التي حصلت خلال المليون عام الأخيرة أوضح مثال على الانقراض المرتبط بالمناخ. فكيف يدعي المشككون أن تغير المناخ يكون بريئاً من تدمير الحياة الطبيعية.
تجدر الإشارة إلى أن الفرق بين متوسط الحرارة في منتصف العصر الجليدي وفي منتصف الفترة الواقعة بين عصرين جليديين كانت بين 4 و 6 درجات مئوية وهذ يماثل الفرق بين العصر الحالي والمستقبل كما تتنبأ نماذج المناخ الحالية المعتمدة على معدلات حرق الوقود الأحفوري الكثيفة. صحيح أن الأحافير أظهرت أن العديد من الحيوانات خصوصاً الثدييات الكبيرة انتقلت جنوباً نحو المناطق الأكثر دفئاً في العصور الجليدية وعادت لاحتلال الشمال مع ارتفاع الحرارة بمعنى أنها لم تنقرض واستمرت على مدى أكثر من عصر جليدي واحد، إلا أن ذلك لا ينفي أنها عانت كثيراً للبقاء ومن يعلم فقد تكون التغيرات المستقبلية أكثر قسوة خصوصاً إذا ما أخذنا في الحسبان:
- السرعة الكبيرة في الاحترار الناتج عن البشر فهو يحصل بمعدل 0.2 - 0.6 درجة خلال العقد، في حين كان 0.005 درجة خلال العقد قبل 7 - 15 ألف سنة.
- تقدر أكثر التوقعات تفاؤلاً زيادة حرارة الأرض بدرجتين حتى نهاية القرن الواحد والعشرين الأمر الذي لم تختبره الأرض منذ 3 ملايين عام وبما أن عمر الأنواع بالمتوسط من 1 - 3 مليون عام فالأنواع الحالية ستعاني مما لم يسبق أن اختبرته قط.
- تحولت الأنواع في القرن الواحد والعشرين وتعدلت بشكل كبير ومنها ما بدأ من الصفر لعدة أسباب أهمها تغيير البشر وبالتالي فقدت القدرة على التكيف ناهيك عن تدهور المواطن الطبيعية.
- معظم حالات التأقلم السابقة للأحياء تمت بتغيير نطاق توزعها الجغرافي وبما أن الاحترار العالمي يحدث بسرعة ويؤثر على جميع المناطق دون استثناء فإن احتمال أن تنفد الأحياء "بريشها" بفضل قدرتها على التأقلم سيكون احتمالاً ضعيفاً
أخيراً فإن لجوء بعض العلماء لإنكار مسؤولية الإنسان عن الاحترار العالمي إلى شركات بترولية ضخمة لتمويل أبحاثهم ونشر أسمائهم أمر يثير الريبة حول توجه هؤلاء العلماء وأهدافهم ودوافعهم نتيجةً لتضارب المصالح، فليس من صالح أي شركة نفطية أن يؤمن الإنسان بمسؤولية انبعاثاته عن تدمير الكوكب طالما سيدفعه ذلك بعيداً عن النفط نحو مصادر الطاقة المتجددة. نذكر على سبيل المثال لا الحصر رفض العلماء لادعاءات "وي هوك ويلي" عالم الفيزياء الشمسية الذي ربط تغير المناخ الأرضي بالشمس فقط بعد أن اتضح تلقيه مبلغاً يفوق المليون دولار من شركات نفطية كبرى أمثال ExxonMobil لتمويل أبحاثه.
يبقى أن تشاركونا آرائكم.
المصادر:
هنا
هنا
اقرأ المزيد حول هذا الجدل من هنا و هنا و هنا