سلسلةُ الطبِّ المِخبريّ: الحديد
الطب >>>> مقالات طبية
ما أهميَّةُ الحديدِ لأجسامِنا؟
يُعدُّ الحديدُ عنصرًا أساسيًّا في جميعِ الكائناتِ الحيَّةِ تقريبًا؛ إذ يُشاركُ في مجموعةٍ واسعةٍ من التفاعلاتِ الاستقلابيةِ، ويَدخلُ في اصطناعِ الحموضِ النوويَّةِ DNA أيضًا؛ أما الوظيفةُ الأشهرُ له فتتلخصُ في أنَّه ضروريٌّ لإنتاجِ الكُرياتِ الحمراءِ السليمةِ؛ وهو جزءٌ مهمٌّ من الهيموغلوبين (البروتين الذي يربط الأوكسجين في الرئتَين وينقلُه مع دورانِ الدمِ إلى مختلفِ أجزاءِ الجسمِ).
دورةُ حياةِ الحديدِ:
تبدأُ القصةُ عندما يدخلُ الحديدُ مع الغذاءِ إلى الجسمِ فيصلُ إلى الأمعاءِ ليُمتَصَّ، وبمجرد أن يُمتَصَّ فإنَّه يرتبطُ مع بروتين يُدعَى ترانسيفيرين، ويُؤخَذُ معظمُ الحديدِ ويُستَخدَمُ لإنتاجِ الهيموغلوبين في الكُرياتِ الحمراءِ، ويُخزَّنُ الفائضُ في بروتين يُدعَى الفيريتن ويشكل - هذا البروتين - مخزنًا للحديدِ في أجسامِنا لأجلِ الاستعانةِ به عند الحاجةِ.
ومما سبقَ نستنتجُ أنَّ التحاليلَ المِخبريَّةَ تكونُ مُعتمدةً اعتمادًا كبيرًا على الترانسفيرين والفيريتين.
المستوى الطبيعيُّ لشاردةِ الحديدِ في المصلِ (وهي كَميةُ الحديدِ المرتبطةِ بالترانسفيرين):
من الممكنِ أن يرتفعَ مستوى الحديدِ عن الحدِّ الطبيعيِّ ومن الممكنِ أن ينخفضَ.
يرتبطُ انخفاضُ مستوى الحديدِ بالمصلِ بِـ:
ترتبطُ الزيادةُ في مستوى الحديدِ في المصلِ بِـ:
ما أسبابُ نقصِ الحديدِ؟
ما كَميَّةُ الحديدِ التي يحتاجُها الإنسانُ في الحالاتِ الطبيعيةِ؟
ويجبُ التنبيهُ إلى أنَّ هناك حاجةً متزايدةً للحديدِ لدى البعض أيضًا؛ مثل: مَن يعانون قرحاتٍ هضميةٍ نازفةٍ مزمنةٍ، أو النساء اللاتي يفقدْن كميَّةً عاليةً نسبيًّا من الدماءِ في أثناءِ الدورةِ الطمثيِة، أو الحوامل اللاتي يُقدِّمْنَ كميَّةً من الحديدِ الموجودةِ لديهم لأطفالهم؛ فكلُّ هؤلاء الأشخاصِ وغيرهم بحاجةٍ إلى كميَّةٍ إضافيَّةٍ من الحديدِ؛ تجنبًا لنقصِه لديهم.
التحاليلُ المِخبريةُ:
يُوجدُ في الطبِّ المخبريِّ عدةُ أنواعٍ من الاختباراتِ؛ تُستخدَمُ في تحديدِ مستوى الحديدِ في الدمِ وهي:
Serum Iron: يقيسُ كَميّةَ الحديدِ في المصلِ.
Serum ferritin: يقيسُ هذا الاختبارُ كَميَّة الحديدِ المُخزَّنة في الفيريتين، فعندما ينخفضُ مستوى الحديدِ في الجسمِ فإنَّه يبدأُ بسحبِ الحديدِ من الفيريتين.
(Total iron-binding capacity (TIBC: بكلِّ بساطةٍ؛ هذا الاختبارُ لمعرفةِ كَميَّةِ الترانسفيرين الحُرةِ الجائلةِ في الدمِ، ففي حالِ كانت قيمةُ TIBC مرتفعةً فهذا يعني أنَّ كَميَّةَ الحديدِ منخفضةٌ.
(Unsaturated iron-binding capacity (UIBC: يقيسُ كَميَّةَ الترانسفيرين غيرِ المرتبطِ بالحديدِ.
اختبارُ إشباعِ الترانسفيرين: يقيسُ النسبةَ المئويَّةَ من الترانسفيرين المرتبطةَ بالحديدِ.
وسنتحدثُ عن كلِّ اختبارٍ بالتفصيلِ في هذه السلسلةِ لاحقًا.
كيفيةُ إجراءِ الاختبارِ:
الصيامُ تمامًا عن كلِّ شيءٍ عدا الماءِ مدةَ 12 ساعةً قبل الاختبارِ، ثم يَسحبُ مُزوِّدُ الرعايةِ الصحيَّةِ دمًا وريديًّا من الذراعِ للاختبارِ.
متى يُطلَب الاختبارُ؟
قد يَطلبُ الطبيبُ هذه الاختباراتِ عندما تُظهِر نتائجُ الـ (Complete Blood count (CBC أنَّ الهيموغلوبين المريضِ والهيماتوكريت مُنخفضَين، إضافةً إلى أنَّ كُرياتِ الدمِ الحمراءَ تكونُ أصغرَ حجمًا من الحالةِ الطبيعيَّةِ.
يُمكنُ أن يطلبَها الطبيبُ في حالةِ الشكِّ بفقرِ دمٍ أيضًا؛ والتي تتجلى أعراضُها السريريةُ بالتعبِ والدوخةِ والصداعِ والشحوبِ.
أو في حالِ الشكِّ بحدوثِ زيادةٍ في مستوياتِ الحديدِ والتي تتجلى أعراضُها كذلك بألمِ المفاصلِ والتعبِ والضعفِ ونقصِ في الطاقةِ الجنسيةِ، مترافقةً مع إمساكٍ وإقياءٍ وألمٍ في المعدةِ.
وفي التشخيصِ التفريقيِّ لفقرِ الدمِ (معرفة نوع فقر الدم)، تقييم نقص الحديد، تقييم الاستجابة للعلاج.
المصدر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا