هل تحرِّضُ لعبةُ السودوكو الصَّرع؟
الطب >>>> معلومة سريعة
هنالكَ كثيرٌ منَ المسبباتِ الشائعةِ لنوباتِ الصَّرع يتخللُها التغيب عن تناول الأدوية الموصوفة لمرضى الصَّرع، والتوترُ المفرط، وقلّةَُ النومِ والطعام، وحتّى تناولُ المشروبات الكحولية، ولكن في بعضِ الحالاتِ هنالك مسبباتٌ نادرةٌ يرتبطُ حدوثُها بالحالة الفردية لدى المريض.
وقد وثَّقت مجلة الجمعية الطبيّة الأمريكيّة (JAMA Neurology) إحدى هذه النوادر عن طالبٍ ألمانيٍّ أُدْخِلَ إلى المستشفى بسببِ حادثةِ تزلُّج؛ إذ بقيَ عالقًا تحت انهيارٍ جليدي، وكان شبهَ محرومٍ من الأكسجين مدّةً وصلت إلى ربع ساعة. وفيما بعد؛ تَسبّبتْ هذه الحادثةُ للمريضِ برعشاتٍ عضلية، ولاحقًا في أثناء فترةِ تعافيهِ في المستشفى؛ طوَّرَ نوباتٍ صَرَعيةً لا تَحدُثُ إلا عندما كانَ يحلُّ لغزَ السودوكو!
وكانت هذه النوباتُ تسبّبُ لهُ حالةَ اختلاجٍ في ذراعهِ، وكانت تتوقفُ بمجردِ توقفه عن حلِّ لغز السودوكو! وقد توّصلَ الأطباءُ -فيما بعد- إلى استنتاجٍ مفادُه أنَّ النوباتِ كانتْ تَحدثُ بسبب محاولةِ المريض تخيُّلَ حلولِ لغزِ السودوكو في عقله، وأنَّ هذه الحالةَ من الصَّرع الانعكاسيّ قد تطوّرتْ عند محاولتِه تخيلَ الحلول؛ نتيجةَ حرمان جسده من الأكسجين تلك الفترة الطويلةَ فيما مضى.
ويُعَدُّ الصَّرعُ الانعكاسيُّ حالةً استثنائية، ويترافقُ مع نوباتٍ ناتجةٍ عن مُحفِّزاتٍ معينةٍ مثل الأضواءِ الساطعةِ في حالة الصَّرعِ الحسَّاسِ للضوءِ، أو مثل النوباتِ الانعكاسية المنطلقة من سماعِ الموسيقا وبعضِ الأصوات، وأحياناً بسببِ محفزاتٍ كاللمس والقراءة.
أمَّا في حالة المريض الألمانيّ فيبدو أنَّ إستراتيجيةَ التّصور التي استخدمَها لحلّ لغز السودوكو كانتْ السببَ الوحيدَ لحدوثِ نوباته، وقد كان تخلّيه عن حلِّ هذه الألغاز أفضلَ علاجٍ لتجنبِ نوباتِ الصَّرع! فمنذُ التّخلي عن حلِّ ألعابِ السودوكو تمكّنَ المريضُ من قضاءِ أيامٍ خاليةٍ منَ النوباتِ فترةً تجاوزتْ الخمسَ سنوات.
المصدر:
هنا
هنا