وداعاً للشعر المستعار
الطب >>>> مقالات طبية
تختلف طرائقُ علاج تساقط الشَّعر كثيرًا، وذلك تبعًا لتباين السبب واختلافه الكامن خلف هذا التساقط، وإنَّ من أهم عوامل نجاح العلاج هو توقيت البَدء به؛ إذ يُوصي أطباءُ الأمراض الجلدية بعلاج تساقط الشَّعر بَدءًا من لحظة حدوثه؛ أي مُبكِّرًا قبل خسارة كميةٍ كبيرةٍ من الشَّعر؛ إذ يُصبح حينها علاجُ تساقط الشَّعر أصعبَ ونتائجُ العلاج أقلّ.
قد يكون تساقط الشَّعر عرَضًا لحالة مَرَضيةٍ كامنةٍ تقتضي العلاج؛ ولهذا يُفضَّل مراجعة الطبيب، وخاصَّةً إذا كان الشَّعرُ يتساقط بكميةٍ كبيرة أو في عمر الشباب.
سنبدأ مقالَنا بعرض بعض علاجات تساقط الشَّعر المُتاحة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. وتتضمَّن هذه العلاجات:
1- المينوكسيديل: مُستحضرٌ على شكل شامبو مُخصَّصٌ لشعر فروة الرأس، ولا يحتاج وصفةً طبيةً، وهذا المُستحضر مُوافَقٌ عليه من قِبَل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويمكن استخدامه للرجال والنساء على حدٍّ سواء؛ خصوصًا في حالات تساقط الشَّعر الوراثي والأندروجيني*.
والذي يحدث عند سن الضَّهي، ويجب تطبيقُه مع كلِّ اغتسال باستمرار مدَّة ستة أشهر مُتواصلة من أجل الحصول على نتائجه؛ إذ يعود نموُّ الشَّعر بعد هذه المدَّة عند 40% من المرضى، والجدير بالذِّكر أنَّ الشَّعرَ الجديد يكون أقصرَ وأدقَّ من الشَّعر المُعتاد. ولا تعتمد آليَّةُ عمل الدواء على الهرمونات أو تثبيط المناعة، لكنها غيرُ واضحة جيدًا حتى الآن، ومن المُرجَّح أن تكون الآليةُ مُعتمِدةً على توسيع الأوعية الدموية المَروية للشَّعرة وبهذا تزيد عائداتِها الدموية.
2- علاج تساقط الشَّعر بالليزر: قد تستغرب عند سماعك بهذه التقنية بسبب معرفتك مُسبقًا باستخدام الليزر لإزالة الشَّعر، لكن يُستخدم الليزرُ هنا بأطوال أمواجٍ مختلفةٍ وطرائق مختلفة، وبهذا نحصل على نتائج مختلفة أيضًا.
تعتمد هذه التقنيةُ على جهازٍ يُصدِر مستويات منخفضة من أشعة الليزر، وهي مُوجَّهَةٌ لمناطقَ مُحدَّدةٍ من فروة الرأس، ويُعتقد بأنَّ هذه الأشعة تُنبِّه الخلايا الجذعية في جريب الشَّعرة، لتدخل هذه الجريبات بطَور التنامي؛ ما يُؤدِّي إلى زيادة نموِّ الشَّعر وكثافته.
يمكن استخدام هذه التقنية عند الرجال والنساء؛ إذ أُعطيت الموافقة عليها من قِبَل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ولكنَّ التعرُّضَ طويل الأمد لتأثير هذه التقنية يحتاج مزيدًا من الدراسات والفحوص لتحرِّي وجود أثرٍ سلبيّ؛ وذلك لأنها لا تزال تقنيةً حديثةً نسبيًّا.
لنتطرَّق الآن إلى بعض المعالجة الدوائية التي تتطلَّب وصفةً طبيةً واستشارةَ الطبيب:
1- الفيناستريد: يأتي على شكل حبوب، وهو يُعالج تساقطَ الشَّعر الأندروجيني، وأُعطيت الموافقة عليه من قِبَل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج تساقط الشَّعر عند الرجال فقط؛ إذ لا يُسمَح باستخدامه من قِبَل النساء.
يمنع الفيناستريد تساقطَ الشَّعر عند 80% من الحالات، ويُنبِّه إعادةَ نمو الشَّعر عند 66% من الحالات، إذ تتمثَّل آليةُ عمله بتثبيط تشكيل الدايهيدروتستوستيرون (الهرمون المسؤول عن الصفات الذكورية) المُسبِّب الرئيس للصَّلَع الأندروجيني، مع الانتباه إلى أنَّ هذا المُستحضر يمكن أن يُسبِّب ضعفًا في الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.
2- الستيروئيدات (الكورتيزونات): تُستخدم في حالات الصَّلَع البقعية الناتجة عن الالتهاب أو بعض أمراض المناعة الذاتية كالثعلبة؛ إذ يحقن الطبيبُ هذه الستيروئيدات في فروة الرأس.
3- جراحة زراعة الشَّعر ونقل الشَّعر من أماكن وفيرة الشَّعر من الفروة إلى مناطقَ أقلّ كثافة أو خالية من الشعر.
ويبقى تساقطُ الشَّعر الوراثيّ الذي يحدث عند معظم الناس أمرًا غير قابلٍ للمنع، ولكن يمكن أن نصل إلى نتائجَ مُخفِّفةٍ لتساقطه عن طريق اتِّباع إحدى العلاجات السابقة.
وفي النهاية؛ فإنَّ المحافظةَ على الشَّعر الموجود والعناية به أسهلُ من عملية استرجاع الشَّعر المفقود؛ وذلك بواسطة نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ غنيٍّ بالحديد والبروتين، وبالمحافظة على العادات الصحية، منها الرياضة المنتظمة لتأمين ترويةٍ جيدةٍ للشعر، والابتعاد عن بعض التسريحات المُضرَّة بالشعر أيضًا، وترك التدخين. فدرهم وقايةٍ خيرٌ من قِنطار علاج.
الحاشية:
1- الصَّلَع الوراثي: وهو السبب الأشيع لتساقط الشَّعر، فالصفات الوراثية هي المسؤولة عن تحديد كثافة الشعر مع التقدُّم بالعمر؛ إذ يبدأ تساقطُ الشَّعر عند البعض بعد البلوغ مباشرةً، والآخر قد يتأخَّر حتى العَقد الرابع أو الخامس من العمر. ويبدأ الصَّلَع الوراثي تدريجيًّا عمومًا، ويكون عند الرجال ظاهرًا أكثر وأشدَّ من النساء؛ إذ يتظاهر على شكل بُقَعٍ خالية من الشَّعر تمامًا، بينما يتظاهر عند النساء على شكل شعرٍ خفيفٍ ورقيق.
2- الصلع الأندروجيني: بسبب تأثير الداهيدروتستوستيرون DHT (الهرمون المسؤول عن الصفات الذكورية)؛ إذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتساقط شعر الفروة، ويُؤثِّر في الرجال أكثر منه في النساء؛ وذلك عن طريق ارتباط الداهيدروتستوستيرون DHT بالمُستقبلات الأندروجينية في جريبات الشَّعر؛ إذ ينتج عن هذا الارتباط بآلية غير معروفة حتى الآن تراجع نمو الشعر وتساقطه.
المصدر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
مصدر الحاشية:
هنا
هنا
هنا
هنا