الحملُ المبكّرُ في سنِ المراهقةِ... بين المخاطرِ والإحصائيّات.
الطب >>>> أمراض نسائية وتوليد
تحدثُ (95%) من هذهِ الولادات في البلدانِ منخفضةِ ومتوسّطةِ الدخلِ. كما أنّ متوسّطَ معدّلِ المواليدِ بسببِ حملِ المراهقاتِ في الدولِ ذاتِ الدخلِ المتوسّطِ أعلى من ضعفيهِ في البلدانِ ذاتِ الدخلِ المرتفعِ، ويبقى هذا المعدّلُ في البلدانِ ذاتِ الدخلِ المنخفضِ أعلى بخمسِ مراتٍ عن غيرها.
يُعتبرُ الحملُ في فترةِ المراهقةِ مشكلةً كبيرةً، ففي البلدانِ منخفضةِ ومتوسّطةِ الدخل كإفريقيا ووسط وجنوب شرق آسيا، ما يقربُ (10%) من الفتيات أصبَحن أمّهات في سن (16%) عامًا فقط.
ومن الجديرِ ذكرهِ أنّ سياقاتِ حملِ المراهقاتِ ليست دائمًا نفسها، حيث يُعتبرُ إنجابُ طفلٍ خارجَ إطارِ الزواجِ الرسميّ أمرًا غيرَ مألوفٍ في العديدِ من البلدان، لذلك تكون معدّلاتُ الحملِ بينَ المراهقاتِ غير المتزوّجات أعلى في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وبلدانِ الدخلِ المرتفعِ ممّا هي عليه في آسيا. وغالبًا ما تكون حالاتُ الحملِ خارجَ إطار الزواج غيرَ مُخططٍ لها، فلا تحظى بالرعاية الصحية اللّازمة ما قبلَ الولادةِ، والتي تُعتبر أمرًا بالغَ الأهميّةِ لمراقبةِ صحّةِ الأمِ والجنينِ على حدٍّ سواء، والوقايةِ من أيّ مضاعفاتٍ قد تنشأ، لذلك غالبًا ما تنتهي هذهِ الحالات بالإجهاضِ المُتعمّد.
- حملُ المراهقاتِ خطرٌ على الأمّ:
إنّ (14%) من حالاتِ الإجهاضِ غير الآمنِ في البلدان منخفضةِ ومتوسّطةِ الدخلِ هي بين الفتياتِ في عمر (15-19) سنةً، وحوالي (2،5) مليونِ مراهقةٍ يخضعن لعمليّات إجهاضٍ غير آمنة كلّ عامٍ، علماً أنّ الفتيات المراهقاتِ عرضةٌ للمضاعفاتِ بشكلٍ أخطرَ وبنسبةٍ أعلى من النساءِ الأكبر سنًّا.
ترتبطُ العديدُ من المشاكلِ الصحية بالحملِ خلال فترةِ المراهقة. وتشملُ ارتفاعَ الضّغط؛ فالمراهقات الحوامل أكثرُ عرضةً للإصابةِ بارتفاعِ الضّغط الناجم عن الحمل، كما أنهنّ يتعرّضنَ لخطرِ الإصابةِ بحالة "مُقدِّمات الارتعاج" أو ما يُعرف بـ "تسمّم الحمل" وهي حالةٌ طبيّةٌ خطيرةٌ تجمعُ بين ارتفاع ضغط الدّم وزيادةِ البروتين في البول، وتورّم يديّ الأمّ ووجهها.
إضافةً إلى ما سبق، تشملُ الاضطراباتُ الصحّيّةُ الأخرى فقرَ الدّم والملاريا وعوزَ المناعة البشرية هنا والكلاميديا (المتدثّرة) هنا وغيرهما من الأمراض الأخرى التي تنتقلُ عن طريقِ الاتصال الجنسي STDs هنا وماكذلك النزيف بعد الولادةِ والاضطراباتِ النفسيّة كالاكتئاب واكتئاب ما بعد الولادة وما يترتّب عليه من أعراضٍ كسوءِ التّغذية وقلّةِ الراحة والنوم.
- حملُ المراهقاتِ خطرٌ على الأطفال:
إنّ معدّلَ وفيّات الأجنّةِ داخل الرحم والموتِ في الأسبوع الأوّل أو الشهر الأوّل من الحياةِ أعلى بنسبةِ (50%) بين الأطفالِ الذين يولدون من أمهاتٍ تقلُّ أعمارهنّ عن (20) عامًا مقارنةً بالذين يولدون من أمهاتٍ أكبرَ سنًا.
تزدادُ كذلك معدّلاتُ الولادةِ المبكّرةِ بين الأطفال لأمّهاتٍ مراهقاتٍ، والتي تزيدُ بدورها من احتمالاتِ الوفاةِ والمشاكلِ الصحيةِ المستقبليّة بالنسبةِ للطفلِ كالاضطراباتِ في الجهاز التنفسيّ والهضميّ والرؤية والوظيفة المعرفيّة، فضلًا عن انخفاضِ الوزنِ عن الوزن الطبيعيّ عند الولادة.
كما أنّه وفقًا للإحصائيّات، فالمراهقاتُ الحوامل أكثرُ عرضةً للتّدخين وتعاطي المخدّرات والكحولِ من النساءِ الأكبر عمرًا، الذي يمكن أن يسببّ العديد من المشاكلِ للطفلِ بعد الولادة.
- حملُ المراهقات يؤثّرُ سلبًا على المجتمعات:
تضطّرُ العديدُ من الفتيات اللاتي يحملن في سنٍّ صغيرةٍ لتركِ دراستهنّ، وهذا ينعكسُ بآثارٍ طويلة الأجل بالنسبة لهنّ ولمجتمعاتهن.
وقد أظهرتِ الدراساتُ أنّ تأخير الحملِ لما بعد فترةِ المراهقة يلعبُ دورًا مهمًا في تقليلِ معدّل النموّ السكانيّ وبالتالي زيادة المنافعِ الاقتصاديّة والاجتماعيّة والصحية للبلد.
من جهةٍ ثانيةٍ، إنّ الأمر الذي يدعو للتفاؤلِ هو انخفاضُ معدّلاتِ حملِ المراهقات بشكلٍ ملحوظٍ في معظمِ البلدانِ والمناطق في العقدين أو الثلاثة الماضية. كما أنّ العمر عند الزواج آخذٌ في الازديادِ في العديدِ من البلدان، وكذلك معدّلات استخدامِ وسائل منع الحمل بين المراهقين على حدٍّ سواء المتزوجين وغير المتزوجين.
بالإضافةِ إلى ما سبق، ارتفعت المستوياتُ التعليميّةُ للإناث في معظمِ البلدان، حيث ترتبطُ مستوياتُ التعليمِ المنخفضة بشكلٍ وثيق مع الحملِ المبكّر.
أخيرًا، تبقى التوعيةُ صحيًا وتعليميًا واجتماعيًا حول الزواج والحمل المبكّرين أمرًا مهمًّا في سنين المراهقةِ الأولى لما لها من دورٍ في حمايةِ الأفراد والمجتمعات من المخاطر الصحية الناجمة عنهما.
المصادر:
هنا
هنا