أمراض القلب: أنواعها وطرق الوقاية منها والعلاج
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
وفقاً لمايو كلينيك(Mayo Clinic )، فإن أمراض القلب والشرايين تشمَلُ مجموعةً من الحالات، منها أمراضُ الأوعيةِ الدموية، كمرضِ القلبِ التاجي، واضطرابُ نظمِ القلب (arrhythmias) والعيوبُ القلبيةِ الخِلقية.
الأعراض والأنواع:
يُعتَبَرُ مرضُ الشريانِ التاجي النوعَ الأكثرَ شُيوعاً من أمراضِ القلبِ في الولايات المتحدة الأمريكية. يحدث هذا المرض عندما يتراكم الكولستيرول في جدران الأوعية الدموية (ويُسمى هذا التراكم " لويحة ")، مما يُضَيِّق المساحة التي يتدفَّق خلالَها الدم، وهذا مايُطلق عليه "تصلب الشرايين".
هذا التضيق سيزداد يوماً بعد يوم، مُسببِّاً ألماً في الصَّدرِ وضيقاً في التنفس، وهذا ما يُسمَّى "الذبحة الصدرية" (angina). أيضاً قد يُغلِق هذا التضيقُ الوعاءَ الدمويَ تماماً، مما يسبب ما يُسمَّى "نوبةً قلبية" (Heart attack). يُمكنُ للنَّوبة القلبية أيضاً أن تَحدُث بسببِ تمزق اللويحة داخل الوعاء الدموي. وفقاً لجمعية القلب الأمريكية، يعاني أكثر من مليون أمريكي من النوبات القلبية سنوياً.
أحد الأسبابِ الأُخرى لأمراضِ القلب هو اضطراب نظم القلب، وهذه الحالة إمّا أن تكون عبارةً عن تسارعٍ في نبضات القلب (tachycardia)، أو تباطؤٍ في نبضات القلب (bradychardia)، أو عدم انتظام.
من أعراض هذه الأمراض: الإحساس برعشة في الصدر، والشعور بنبضات القلب، وبطؤ نبض القلب، وألمٌ أو عدم ارتياحٍ في الصدر، وضيقٌ في النفس، ودوارٌ، ودوخةٌ، وإغماءٌ أو قريب الإغماء.
من الممكن أيضاً أن تكون مشاكل القلب موجودةً منذ الولادة، وتُسمى العيوب القلبية الخِلقية. وفقاً لمايو كلينيك، فإن أعراض عيوب القلب في الأطفال تشمل ازرقاق الجلد، وانتفاخ الأقدام أو البطن أو حول العين، و ضيق النفس أثناء الرضاعة.
قد لا تُشخص العيوب القلبية الخِلقية الأقل خطورةً إلا في الطفولةِ المتأخرة أو حتى بعدَ النُّضُوج. هذهِ العُيوب لا تُهدد الحياة مباشرةً بعد الولادة، ومن أعراضها ضيق النفس والتعب بسرعةٍ بعد التمارين أو الأنشطة، وكذلك الانتفاخ في اليدين أو الكاحلين أو الأقدام.
يمكن أيضاً أن تكون أمراض القلب بسبب ضعف عضلة القلب، أو إصابة القلب بعدوى، أو أمراض في صمامات القلب.
التشخيص والفحوصات:
يقول الدكتور فيليب: هناك خمس أعراضٍ قد تؤشر إلى أن الشخص لديه نوبةٌ صدريةٌ وأنه يحتاج إلى عنايةٍ طارئة. هذه الأعراض تشمل:
1/ألمٌ في الفك أو الرقبة أو الظهر.
2/ألمٌ في الذراع أو الكتف.
3/ألمٌ في الصدر.
4/دوارٌ أو ضعف.
5/ ضيقٌ في التنفس.
قد تختلف أعراض مرض القلب بين الرجال والنساء. الرجال أكثر عرضةً لألم الصدر، بينما النساء أكثر عرضةً لضيق النفس والغثيان والإعياء الشديد.
هناك عددٌ من العوامل التي تلعب دوراً في زيادة العُرضة لأمراض القلب. من هذه العوامل:
العوامل الوراثية وأمراض العائلة بالإضافة للعمر، حيث أن خطر الإصابة يزداد بالتقدم بالعمر. أما العوامل الأخرى فإنك تستطيع الاحتياط منها.
عادةً ما تكون نصائحُ تجنبِ أمراض القلب كتلك النصائح التي تُعطى لباقي الحالات والأمراض، مثل: التوقف عن التدخين، وممارسة الرياضية والأكل الصحي الخالي من الكوليسترول والأملاح (الكوليسترول هو سبب انسداد الأوعية الدموية، والأملاح تسبب ارتفاع في ضغط الدم). يجب كذلك تجنب الطعام الغني بالدهون المشبعة، والتي تكون موجودةً في دهون وزيوت الحيوانات. كذلك يجب تجنب الدهون التقابلية، والتي تأتي من الزيوت النباتية.
وفقاً لمعهد الصحة الأمريكية (NIH)، فإن السكري يزيد خطرَ الإصابة بأمراض القلب 100 % تقريباً، حيث أن مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم تسبب ترسبات دهنية في الأوعية الدموية (مثل صحائف الكولسترول)، وبالتالي تسُدُّ أوعية القلب(بسبب تخزين الجلوكوز على شكل دهون عند عدم القدرة على استخدامه).
الوقاية:
بالإضافة إلى تغيير نمط المعيشة، تساعد بعض الأدوية والعلاجات في تجنب أمراض القلب. صُمِّمت كثيرٌ من هذه الأدوية لتقلل مستويات الكولسترول في الدم.
هناك نوعان من وسائل نقل الكولستيرول.
• الأول هو(البروتين الشحمي منخفض الكثافة LDL)، ويُسمى "الكوليسترول السيء" لأن هذا النوع يقوم بنقل الكولسترول إلى أنحاء الجسم كما أنه عرضةٌ للتأثر بمؤثراتٍ خارجيةٍ قد تؤدي إلى تجمعه داخل الأوعية مما يسبب مايعرف بتصلب الشرايين (يعد التدخين وعوامل التلوث من هذه المؤثرات).
• الثاني هو (البروتين الشحمي مرتفع الكثافة HDL)، ويُسمى "الكولستيرول الجيد" لأنه مسؤولٌ عن نقل الكولستيرول إلى الكبد، وبالتالي إزالته من مجرى الدم.
يجب أن تكون مستويات الكوليستيرول الجيد (HDL) الطبيعية فوقَ 40 (تُقاس بالميليجرام لكل ديسيليتر من الدم)، أما مستويات الكولستيرول السيء (LDL) فيجب أن تكون تحت 100.
جمعية الغذاء والدواء (FDA) الأمريكية صادقت على عدد من الأدوية لتحسين مستويات الكوليستيرول. رُّبما أشهر هذه الأدوية هو الستاتين statin. تُبطِّئ هذه الأدويةُ إنتاج الكولستيرول في الكبد وتُسرِّع إزالته من مجرى الدم.
هناك صنفٌ آخر من الأدوية التي تُستخدم لتقليل الكولستيرول تُسمى "منحيات الحمض الصفراوي" (Bile acid sequestrants). تُزيل هذه الأدوية الأحماضِ الصفراوية من الجسم. بما أن الجسم يستخدم الكوليستيرول السيء (LDL) لتصنيع هذه الأحماض، فإن مزيداً من الكوليستيرول السيء سوف يتم استخدامه لتعويض الأحماض الصفراوية، وبالتالي ستقِل مستوياته في الدم.
هناك أصنافٌ أخرى من الأدوية هي النياسن niacin والفايبريت Fibrates . كِلا الدوائين يرفعان الكوليستيرول الجيد. النياسين يخفِّض الكوليستيرول السيء كذلك.
العلاج:
يمكن أيضاً للخيارات الجراحية أن تعالجَ أمراض القلب. وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، فإن رَأْب الأوعية التاجية Coronary Angioplasty يُطبَّق أكثر من مليون مرة كل سنة على المرضى في الولايات المتحدة الأمريكية. في هذه العملية، يتم إدخال بالونٍ إلى الوعاء الدموي المصاب ثم يُنفخ، مما يؤدي إلى دفع الصحيفة التي تسد الشريان إلى الحائط الوعائي وبالتالي فتح مجرى الدم. يُضاف أحياناً إلى هذه العملية وضعُ دعامةٍ داخل الشريان (أنبوبٌ شبكيٌّ مصممٌ ليثبت الوعاء الدموي بشكل مفتوح).
رغم كل ما نعرفه عن أمراض القلب، إلا أنها ما زالت السبب الرئيسي للموت لدى كل من الرجال والنساء في الولايات المتحدة. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض واتِّقائها الأمريكية (CDC)، فإنه قد توفي أكثر من 630000 شخصاً في 2006 بسبب أمراض القلب، وهذا يمثِّل أكثر من رُبع حالات الوفاة في ذلك العام.
المصادر:
هنا
هنا
حقوق الصورة محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون"