عقاراتٌ مُهلوِسة بجرعاتٍ دقيقةٍ تفتح أبوابَ الإبداع
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
فكيف لجرعات صغيرة أن تُحدِث تأثيرًا كبيرًا؟
يخلِق عقار حمض الليسرجيك دايثيلاميد (LSD) عند تعاطي جرعة كافية منه أفكارًا عميقة وهلوسات على هيئة تشوهات بصريَّة تنقل المُتعاطي إلى "عالمٍ آخر" يسمع فيه ألوانًا وتتحرك تحته أمواج البحار، وقد لُوحِظ مُؤخرًا رواج هذا العقار عند التقنيين العاملين بولاية كاليفورنيا الأمريكية؛ ولكنْ لم يكن سبب رواجه في هذه الحالة دخول أرض العجائب؛ فيشهد بعض المتعاطين للـLSD أو البسيلوسيبين (المادة الفعَّالة في الفطور المهلوسة) بجرعات دقيقة أنَّ هذه المخدرات جعلتهم متنبهين لما حولهم أكثر ومليئين بالطاقة والإبداع، وقد منحت بعضهم الراحة وقلة التوتر والقلق؛ ما انعكس إيجابيًا على النوم وتخفيف عوارض الاكتئاب، وذلك عند تعاطيه مرتين في الأسبوع.
وبسبب عدم وجود دراساتٍ موثقةٍ تؤكد أنَّ الجرعات الدقيقة للعقارات المهلوِسة لها تلك التأثيرات؛ فقد بدأت دراسةٌ جديدة هي الأولى من نوعها في شهر سبتمبر من عام 2018 عن العقارات المؤثرة في الوعي بجرعات دقيقة، ورأى الباحثون أنَّ الطريقة الفضلى لإجراء الدراسة طريقة غير تقليدية، وذلك بسبب عدم مشروعية عقار الـLSD؛ فدُعَي من يتعاطى أصلًا جرعات دقيقة إلى المشاركة بالبحث ثم سيُعطَى المشاركون جرعات عقارات الهلوسة وجرعات وهميَّة Placebo ولن يعرفوا الفرق بينهما، وستُرسَل تعليمات تصف لهم بالتفصيل كيفية تناول هذه الجرعات، وبناءً على نتائج هذه الدراسة سوف نستطيع لاحقًا الحصول على معلومات موثقة عن كون هذه الجرعات الدقيقة تؤدِّي بالفعل إلى زيادة التركيز والإبداع أم لا.
وجدير بالذكر أنَّ عقار الـLSD وغيره من العقارات المؤثرة في الوعي غير قانونية! وحديثنا عن آثار هذه العقارات الإيجابية ليس بغرض التشجيع على تعاطيها، ولا ينفى وجود آثار سلبية قد تنجم عن التعاطي؛ فقد تؤدي هذه العقارات إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم وإلى القلق والتوتر والشعور بعدم الراحة.
المصدر:
هنا
هنا
هنا
هنا