كيف تتخلص من النقد الذاتي
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
هذه الطريقة في التفكير تتسرب إلى وجودك أكثر وتجعلك حتماً تعيساً بشكل مزمن مع نفسك حتى لو كنت ناجحاً خارجياً.
هنالك طرق أفضل.. إحداها التي تسمح لك أن تشعر بالرضا عن نفسك بينما تقوم بتحفيزك أيضاً في أن تواصل العمل من أجل هدفك بنشاط.
قد تفاجأ بمعرفتك أن هذا النهج الأكثر فعالية للتحفيز الذاتي هو "تطوير الرحمة الذاتية".
تطوير الرحمة الذاتية يتم عن طريق الاقتراب من النفس بالرعاية والاهتمام، والتعاطف مع الشخص الذي يكافح داخلك.
كثير منا عندما يشعرون بصراعات أشخاص آخرين لا يرغبون فقط بتخفيف آلامهم، بل تأتيهم رغبة أيضاً بتحقيق أهدافهم لهم، وبالمثل فإن الرحمة الذاتية سوف تشجع بطبيعة الحال في تهدئة الألم العاطفي الخاص بك، وسوف تجعلك تشجع تفسك إما على المثابرة أو على تغيير المسار بحسب متطلبات الوضع.
للتحول من النقد الذاتي القاسي إلى الرحمة الذاتية، يجب عليك أولاً أن تدرك متى يتحرك في داخلك نقدك لذاتك، ثم يجب عليك أن تغير تركيزك إلى نقدٍ آخر أكثر تعاطفاً.. وهذا يشبه التصاق يديك بمادةٍ لاصقة قوية جداً، فإن مجرد إبعادهما بالقوة فقط عن بعضهما لن يجدي نفعاً.. وكذلك تأثير النقد السلبي عليك.
لمساعدة نفسك في التخلص من النقد الذاتي السلبي، حاول تطبيق آليتي التأمل التاليتين، ويجب أن تعلم أنهما لم يُعَدّا لتحقق الغاية من التجربة الأولى بل خذ وقتك إلى أن تحقق مبتغاك:
أولاً..طوّر شخصيّة حنونةً داخل عقلك :
اجلس في وضعية مريحة مع إغماض عينيك ومراقبة تنفسك إلى أن يصبح هادئاً.
فكّر وتأمّل بمعايير رحيمةً كالتعاطف والدفء والقبول، اسمح للشخصية الرحيمة داخلك أن تظهر وتتكون، ويمكنك تخيّل صورةِ شخصٍ حقيقي حيٍّ أو ميّت، كأحد أفراد العائلة أو صديق أو بطل أو رمز روحي، كما يمكن أن تكون شخصية خيالية من كتاب أو فيلم أو من خيالك.
وهذه الشخصية هي التي سوف تقدم لك الحنية والقبول والحب والرعاية.
مارس استحضار الشخصية الحنونة من خلال قضاء الوقت في الكتابة أو الرسم أو مجرد التفكير فيها.
ممارسة رؤية هذه الصورة في ذهنك وتجربة وجودها المريح، يمكنه أن يولّد شعوراً بالدفء وأن يخلق نصف ابتسامة على وجهك كلما رأيت هذه الصورة بعيني عقلك.
حالما استطعت أن تعيش الدفء الذي يخلقه فيك وجود هذه الشخصية، تستطيع حينها استحضارها لمساعدتك متى وقفتَ وجهاً لوجه مع نقدك الذاتي السلبي.
الانتقال إلى الشخصية الرحيمة:
اجلس في وضع مريح مع إغماض عينيك أو خفضهما، ومراقبة أنفاسك وتهدئتها...
استدعي شخصيتك الرحيمة لتنضم إليك، رداً على نقدك الذاتي وتبعاً لحالتك، هذه الشخصية تعرف قصة حياتك كلها وتعرف حقيقتك.
هي تعرف أن كفاحك مرتبط بالعديد من العوامل، مثل الأحداث التي مرت سابقاً في حياتك، تغيراتك البيولوجية، وظروفك الراهنة.. هي تدرك أن ما تعانيه مع ذاتك هو جزء من كونك كائناً بشرياً.
كما أنها تشاهدك وتستمع إليك، وتدرك ما أسباب مشاكلك وتستجيب لها بتفهُّمٍ وعطفٍ ورعاية وتعرضُ عليك القبول والمغفرة.
وقد تلمسك لتطمئنك..ربما تعطيك عناقاً أو تضع يداً حنونةً على كتفك، أو قد تعطيك نصائحاً تحتاجها.
المهم أن كل ما تفعله أو تقوله يمكنه أن يشعرك بالحب والقبول والرعاية .
مارس هذا التأمل أو جزءً منه كل يوم إلى أن تشعر بأنها تخترق كيانك بعد عدة أسابيع.
يجب الاستمرار أثناء العمل لتكوين التعاطف الذاتي بدلاً من النقد الذي يأتي ردَّ فعل طبيعي على الصعوبات.
في النهاية.. سوف تجد مقابلاً لهذا الجهد حتماً، وسوف تشعر أنك أصبحت أفضل مع نفسك وسوف تمتلك دافعاً لخلق حياة سعيدة وناجحة.
هل تعتقد أنك تستطيع تنفيذ آلية كهذه.. أو إن كان من الممكن لها أن تفيدك؟!
المصدر:
هنا