تفوُّقُ حُقَنِ البوُتوكس على دواء التوبرامات في الوقاية من الصداع النصفي المُزمن
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
اقترحَت دراسةٌ حديثةٌ تفوُّق حُقن البوتكس من حيث الفعاليةِ والتّحمل على الـ Topiramate في الوقاية من الصُّداع النصفي المُزمِن؛ إذ أُجرِيَت هذه الدراسة الاستقصائية على مجموعة من المرضى مدَّة 36 أسبوعًا وُجِد في أثنائها أنَّ 40% مِمََّن تلَقَّوا حُقن بوتوكس انخفضت لديهم أيام الصُّداع بنسبة 50% أو أكثر مقارنةً بانخفاض أيام الصداع بنسبة 12% عند المرضى المُتلقّين للـ Topiramate. ومع العِلم أن التطبيقات السريرية تؤكد أنّ الـ Topiramate هو العلاج الأوّل المُستعمَل للوقاية من الصُداع النصفي، وهذا ما يُظهِر الفارق بين التطبيقات الواقعيَّة والنتائج في المختبرات، وبناءً عليه أُجريَت هذه التجربة.
لم تكن تلك الدراسة الأولى الباحثة في فعالية البوتوكس ومأمونيّته (onabotulinumtoxinA) لتخفيف الصداع النصفي بل أُجريَت دراسات سابقة كانت أقلَّ إقناعًا، ومن بينها؛ دراسة أُعدّت عام 2011 م لتجربتَين مُعَشوأتين ومضبوطتَين بواسطة placebo (دواء وهمِيّ) نتجَ عنهُما "انخفاضٌ طفيف" في الصُّداع النصفي المُزمن باستخدام onabotulinumtoxinA. وفي تحليلٍ آخر لنتائج الدراسات المُتاحة التي نُشِرَت في العام التالي في JAMA؛ نجد إشارةً إلى فائدة صغيرة للبوتوكس مقارنةً بالدواء الوهمِيّ في علاج الصداع النصفِيّ المُزمن. وفي عام 2016م؛ حينَ قامت الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب AAN بتحديث توجيهاتها فيما يخُصّ (استخدام السُموم العصبية البوتولينومية في الأمراض العصبية guideline on botulinum neurotoxins in neurologic disease) تحققت من تلك الأدلة لعلاج الصُّداع وصرَّحَت بما يأتي:
- إثبات فعالية الـ OnabotulinumtoxinA ووجوب تقديمه لزيادة عدد الأيام الخالية من الصداع، ونظراً إلى الاعتقاد المُسبَق بفعاليتها؛ فلا بُدَّ من وجوب استخدامها لتحسين نوعية حياة مرضى الصُّداع النصفي المُزمن.
- إثبات عدم فعالية OnabotulinumtoxinA على ألّا يُقدَّم إلى مرضى الصداع النصفي العَرضِي (في أثناء النوبة)، فربما يكون غير فعال للصداع المُزمن التوتّري.
بيّنت النتائج التالية لطرح الدواء في السوق فعاليتَه في الوقاية من نوبات الصداع النصفي المُزمن، ولكنَّها لم تُشِر إلى أيّة دلالات جديدة على مأمونيّته.
وفي هذه التجربة تلقّى كلٌ من المرضى حُقنةً من البوتوكس عيار 155 وحدة دولية كل 12 أسبوعًا بالتزامن مع المجموعة المُغايرة التي تلَقَّت جُرعة التوبرامات المُصرّح باستخدامها في الأسبوع الـ 12 الأولى ثم جُرعة 50 – 100 ملغ/يوم من التوبرامات حتى الأسبوع 36. وفي نهاية الدراسة؛ وُجِدَ أن مجموعة مُتلقِّي البوتوكس قد شَهدت تحسنًا كبيرًا في تثبيط هجمات الصداع النصفي بالمُقارنة بالمُعالَجين بالتوبرامات.
وقد بُحِثَ في مقارنة القدرات الإدراكية عن طريق اختبار يدعى Controlled Oral Word Association Test (COWAT) فلُوحِظ ارتباط العلاج بالبوتوكس بزيادة صغيرة في درجات اختبار COWAT، مما يُشير إلى (معرفة أفضل/طلاقة لفظية) بمقدار 1.2 درجة في الأسبوع 12، وتطوّرت إلى 2.8 درجة في الأسبوع 36. وقد قورنوا بالمجموعة المُعالَجة بالتوبرامات ولُوحظ انخفاض درجات COWAT لديهم بمقدار 2.8 نقطة في وقت مبكر من الأسبوع 12 "مما يشير إلى حدوث تغيُّرات إدراكية في وقت مبكر من العلاج بالـ Topiramate". إذ أظهرت الدراسة أن تحمّل "onabotulinumtoxinA أعلى مقابل تحمّل الـ Topiramate.
وأشارت الدراسة إلى أهمية مُقارنة فعالية الأدوية effectiveness بدلاً من نجاعتها efficacy لأن الفعالية تعني التأثير الواقعي للدواء وتحمّله الجيد من قِبَل الجسم وهذا ما يُتيح الإبقاء على المعالجة لأطول فترة ممكنة؛ إذ إنّ العديد من المرضى المُعالَجين بالـTopiramate توقفوا عن تناوله لتأثيراته الجانبية أو نقص فعاليته.
19 ٪ فقط من مجموعة الـ Topiramate أكمَلَت 36 أسبوعاً من الدراسة بينما أكمل 82 ٪ من مجموعة onabotulinumtoxinA الدراسة. وشملت الأسباب الرئيسة للانسحاب من الدراسة عدم الفعالية بنسبة 19% للتوبرامات و5% للبوتوكس، أما الانسحاب بسبب التأثيرات الجانبية المُرافقة للعلاج كان بنسبة 4% للبوتوكس و 51% للتوبيرامات.
ومن الجدير بالذكر، أن التجربة متعددة المراكز هذه جَرت تحت رعاية شركة أليرغان التي تُصَنِّع البوتولينوم.
المصدر:
هنا