لغة الإشارة وتعزيز الذاكرة البصريّة
التعليم واللغات >>>> اللغويات
وتقولُ إحدى باحثات الدراسة الدكتورة (أليغرا كاتاني) بأنّ تعلُّم لغة الإشارة أمرٌ صعبٌ جدًا؛ إذ إن الطلاب الدارسين لهذه اللغة بحاجة إلى تعلم كيفية الاستفادة من مجال الرؤية لتذكر الأشياء.
واختبر الباحثون 91 مُشاركًا من ضمنهم: 31 شخصًا مِمَّن ينعمون بنعمة السمع ولكن لا يُجيدون لغة الإشارة و20 شخصًا مِن سَليمي السمع ويَستخدمون لغة الإشارة، و18 فردًا من الصُّم الذين لا يُجيدون لغة الإشارة و22 شخصًا من الصُّم الذين يُتقنونها، ثم عرضوا على المشاركين شريحةً عليها رَسْمَان، وكانت بعض الرسومات ذات صلة بالحياة اليومية مثل قَدَم، والبعض الأخر لأشكالٍ خُماسية الجوانب بدون أسماء هندسية معروفة. تَظهرُ الرسومات إمّا على الجانب الأيسر من الشريحة؛ إذ تُزوَّد المعلوماتُ إلى النصف الأيمن من الدماغ، وإمّا على الجانب الأيمن من الشريحة والتي تستهدف النصف الأيسر من الدماغ. وفي جميع الحالات، لم يكن لدى المُشاركين سوى جزءٍ من الثانية لمُشاهدة الصُّوَر، وبعد ذلك نظر المشاركون إلى شريحةٍ أخرى وذَكروا ما إذا كانت الصورتان هما نفسهما اللتان شاهدُوهما من قَبل.
وكانت المجموعات الأربع من المشاركين جيّدة على حدٍّ سواء في تَذكِّر ما إذا كانوا قد شاهدوا الرسم المألوف قبلًا، ولكن لُوحظ أنّ أداءَ مُستخدِمي لغة الإشارة أفضلُ من الآخرين في تَذكر الأشكال المُجرّدة. وبينما كان أداءُ الصُّم وسَلِيمي السمع على قَدرٍ مُتساوٍ في استذكار الأشكال المُجرّدة، بَدوا وكأنهم يستخدمون أجزاءً مُختلفة من أدمغتهم لأداء المُهمّة؛ إذ كانَ سَلِيمو السمع أكثرَ دِقةً في حفظ الصور في النصف الأيسر من الدماغ والذي يرتبط بمعالجة اللغة، وأمَّا الصُّم فقد فَضّلوا استخدام النصف الأيمن من الدماغ.
وتقول (كاتاني): "من المُحتمل أن المُشاركين من سَلِيمي السّمع قد استخدموا علاماتٍ أو استراتيجياتٍ لغويّة، مثل ربط اسم كائن مُشابه بأحد الأشكال المُجرّدة".
وتتناسب هذه الدراسة مع تجربة (كاتاني) الشخصيّةِ في تَعلم لُغة الإشارة، وتقول بأن أصعب المراحل هو تذكر الأنماط التي يُفترض أنْ تُؤدّيها بيَديْها في الهواء، وعلى الرغم من أنّ هذه الدراسة لا تُثبت أن لغة الإشارة تُقوّي الذاكرة البصريّة للأشكال المُجرّدة، قد يرغب مُعلّمو لغة الإشارة في استخدام التدريبات التي تستهدف بِناء هذه المهارة.
المصدر:
هنا