النوم ذو حركات العين السريعة (REM)
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
النوم ذو حركات العين السريعة (REM) هو إحدى مراحل النوم الخمسة التي يمرُّ بها مُعظم الأشخاص كلَّ ليلةٍ، وتتمثَّل هذه المرحلة بحركاتٍ سريعةٍ وعشوائيةٍ للعينين يرافقها شللٌ في عضلات الجسم، ومُدَّةُ هذه المرحلة من النوم تختلف بشكلٍ ملحوظٍ حسب العمر؛ حيث تشغل حوالي 20% إلى 25% من نوم الإنسان البالغ (وسطياً من 90 إلى 120 دقيقة)، وقرابة 80% من نوم الأطفالِ حديثي الولادة.
يتعرَّض الناس عادةً لمرحلة النوم ذي حركات العين السريعة لأربع أو خمس مراتٍ كلَّ ليلةٍ -حيث يأتي في دوراتٍ- وتستمرُّ الدورة الأولى (التي تأتي عند بداية النوم) وقتاً قصيراً لتكون كلّ دورةٍ بعدها أطول بقليل.
شائعٌ عند بعضِ الناس أن يمرُّوا بنومٍ خفيفٍ، أو حتى أن يستيقظوا بعد إحدى دورات النوم ذي حركات العين السريعة، ولكنَّ كمية الوقت الذي يقضيه الشخص في مرحلة النوم ذي حركات العين السريعة له تأثيرٌ كبيرٌ على عواملَ نفسيّةٍ مُعيّنةٍ؛ فالأشخاص الذين يعانون اكتئاباً يميلون لقضاء وقتٍ أقصر في النوم ذي حركات العين السريعة مقارنةً مع الذين لا يعانون من الاكتئاب، كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون بعد أن عانوا حرماناً من النوم يدخلون مرحلة النوم ذي حركات العين السريعة أسرع مِن غيرهم، وخلال مرحلة النوم ذي حركات العين السريعة معظم عضلات الجسم تصبح مشلولةً، وقد يصيب هذا الشلل بعض عضلات التنفُّس مسبباً الشخير ومشاكلَ تنفسٍ أُخرى، كما أنَّ فعالية أعصاب الدماغ تصبح شديدةً جداً في هذه المرحلة كما شِدّتها في حال اليقظة التامّة؛ فيُسمَّى النوم ذو حركات العين السريعة أحياناً بالنوم المتناقض؛ حيث أن معظم الأشخاص يرون خلال هذه المرحلة أحلاماً يظنُّونها حقيقيّةً جداً، وخلال النوم ذي حركات العين السريعة تنشط بشدةٍ خلاياً عصبيةٌ معينةٌ موجودةٌ بجذع الدماغ تُسمى "خلايا تفعيل النوم ذي حركات العين السريعة" (REM sleep-on cells)، وعلى الأغلب أن هذه الخلايا هي التي تُفعَّل النوم ذا حركات العين السريعة ضمن مراحل النوم، وحَالَمَا يتمُّ تفعيلها ويدخلُ الشخص في هذه المرحلة، يتوقّف الجسم عن إطلاق النواقل العصبيّة أحاديّة الأمين -وهي المسؤولة عن تنبيه الخلايا العصبيّة المحركة- فتتوقف العضلات عن الحركة وتدخل حالة شللٍ مؤقت، إلّا أنّ بعض الأشخاص لا يمرّون بهذا الشلل، وتتابع عضلاتهم التحرّك حتى في مرحلة النوم هذه، وفي هذه الحالة قد يُعبِّرون عن أحلامهم بحركاتٍ جسديةٍ خلال النوم أعنف وأضخم من الحركات التي أحلامهم، وتُسمّى هذه الحالة "اضطراب السلوك في النوم ذي حركات العين السريعة".
إحدى النظريّات تنصّ أن النوم ذا حركات العين السريعة مهمٌ لترسيخ واستقرار الذاكرتين المكانيّة والإجرائية(ذاكرة اللاوعي)، وإن العالمان ميتشسون و كريك اقترحا في فرضيّتِهما عن النوم والشبكات العصبيّة أن النوم ذا حركات العين السريعة يساعد في القضاء على أنماطٍ غير طبيعيةٍ من التفاعل في الشبكات العصبية لقشرة المخ، في حين تنصُّ نظريةٌ أُخرى أنَّ هذه المرحلة من النوم حَيويّةٌ لتطوّر الدماغ عند الرُضَّع، وتقترح أن النوم في هذه المرحلة مسؤولٌ عن التنبيه العصبيِّ اللازم لتطوير اتصالاتٍ عصبيّةٍ ناضجةٍ، وممّا يدعم هذه النظريّة من مشاهدات؛ تناقص كميّة الوقت الذي يستغرقه الفرد في النوم ذي حركات العين السريعة كلّما تقدّم في العمر، وظهور المشاكل السلوكيّة واضطرابات النوم ونقص كتلة الدماغ عند حرمان ذوي الأعمار الصغيرة من النوم، وتقترح هذه النظريّة أنّ النوم ذا حركات العين السريعة قد لا يكون له أيّ دور أساسيٍّ على أدمغة البشر البالغين.
النوم ذو حركات العين السريعة يُسهّل الطريقة التي يجمع بها الإبداع عناصراً مترابطةً معيّنةً مُشكلاً بها مركباتٍ جديدةً ضروريّةً أو مُسَاعِدَةً لحلّ المسائل، ويرجعُ السبب في هذا إلى التعديلات العصبية الكولينيّة والنورأدرينيّة (وهي عبارة عنتعديلات تتم بواسطة مواد كيميائية في الجهاز العصبي، ولها دور أساسي في تحديد حالة السلوك الكُلّي)، حيث تقوم هذه التعديلات بتشكيل الديناميكية الكامنة للقشرة المخيّة. التي تحدث خلال هذه المرحلة، وهناك دراسةٌ استنتجت أنّ النوم ذو حركات العين السريعة قد يعزز من تشكيل الشبكات الترابطيّة حيث أن لها دور أساسي في قدرة الشخص على ربط المعلومات بشبكات منطقية تساعده على تذكرها لوقت أسرع ومدة أطول.
وبالنهاية النوم مهم جدا بكل مراحله ولكل المراحل العمرية ،وخصوصاً للأطفال لما له دور في النمو الجسدي والعقلي ..
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا