الإختلاطات التي تحدث أثناء الحمل - الجزء الأول
الطب >>>> أمراض نسائية وتوليد
فَقرُ الدَّمِ أثناء الحَمْلْ :
يُعرَّفُ فَقرُ الدمِ عند الحامِلِ بشكلٍ عامٍّ على أنَّهُ انخفاضُ مستوياتِ الخِضابِ إلى تركيزٍ أقل مِن 10.5غرام/ دِسِيلِتْر مُقارنَةٍ بالقيمة المَرجعيَّة لتركيز الخِضاب البالغة 14غ\دل لدى الشَّخصِ السَّليم خارِج إطار الحَمل.
عند الشُّعوبِ الَّتي تحصُلُ على وارد حديدٍ غذائيٍّ مناسب، يعرَّفُ فَقرُ الدَّم خلالَ كُلِّ مَرحلةٍ من مراحِلِ الحَملِ على أنَّهُ انخفاضُ تركيزِ الخِضاب خلالَ الثلُثِ الأوَّلِ من الحملِ إلى اقلَّ مِن 11 غرام\دل وخلال الثلُثِ الثَّاني إلى أقلَّ مِن 10.5غ\دل وأَقلَّ مِن 11 غ\دل في الُّثلث الثَّالثِ مِنَ الحَملِ.
الآليَّة الإمراضيَّة الرئيسيَّة :
يَزدادُ حَجمُ الدم أثناء الحمل في الحالة الطبيعيَّة، ويُصاحِبُ تلكَ الزيادة نَقصٌ نِسبيٌّ في تَراكيزِ المكوِّناتِ الدَّمويَّة. ورَغمَ مُحاولةِ الجسمِ َمعاوَضَةَ النَّقصِ بزيادَةِ كُتلة الكريّات الحمر الكُليَّة، إلَّا أنَّ حَجمَ البلازما يَزداد بِنسبةٍ أكبرَ مُؤديَّاً إلى فَقرِ دَمٍ نِسبي (نَقصُ تراكيزِ المكوِّناتِ الدَّمويَّةِ ِنسبةً إلى حَجمِ البلازما) ويترَافَقُ بنَقصٍ في تَركيزِ الخِضابِ الدَّمويِّ ومِن ثمَّ انخفاضُ مستوى الهيماتوكريت وتَعدادُ الكُريَّات، دون أن يتأثَّرُ حَجمُ الكُريَّة الوسطيُّ (MCV).
يعدُّ حجم الكرية الوسطي (MCV) القيمةَ الأفضلَ لتأكيد التشخيص التفريقي لفقر الدم أثناء الحمل، ويقاس بالفيمتوليتر(fL).
في حال كان الـ(MCV) أقل من 80 fL، يُمكنُ الشَّكُ بالحالاتِ التَّالية :
فَقرُ الدَّم بِعوزِ الحَديد :
يسبِّبُ عَوزِ الحَديد مُعظمَ حالاتِ فَقرِ الدَّمِ لدى الحَوامِل. إذْ لا تَمتَلكُ المَرأةُ الحَاملُ غالباً مَخزوناً مِنَ الحَديدِ يُجاري مُتَطلَّباتِ الحَمل. هذا وتُعتَبَرُ المكمِّلاتُ الغِذائيَّةُ الحاويةُ على عُنصرِ الحَديدِ كافيةً لِتلافي تطوُّرِ فَقرِ الدَّم بعوز الحديد وتُعطى بِمقدارٍ يُقارِبُ 60 مغ يومياً. قياسُ كُتلةِ كُريَّاتٍ وسطيَّة أقلُّ مِن 80 فيمتوليتر وَنَقصُ كروم في الكُريَّات الحُمرِ يَستوجِبُ بحثاً أدقَّ في تَشخيصِ المَرَضِ، وإجراءَ قياسٍ للسِّعةِ الكُليَّة الرَّابطةِ للحديدِ وعيار الفيريتين واختبارَ الخِضاب بالرَّحلانِ الكهربائيِّ (Electrophoresis) عندَ استبعادِ وجودِ نقصٍ في الحديد.
تَشمَلُ أعراضُ فَقرِ الدَّمِ بِعوزِ الحديدِ التَّعبَ والصُّداعَ و مُتلازِمةَ الأرجُل المَلولة (Restless legs syndrome)، وَحتَّى الإصابةُ بالـPica (الشهيَّة لموادَّ مَعروفَة على أنَّها ليست للاستهلاكِ الغِذائيِّ)؛ وهذا في الحَالاتِ الشَّديدة.
الاختلاطاتُ الحمليَّة لَفقرِ الدَّم بِعوزِ الحَديد أثناء الحَمل :
قد يسبِّب فَقرُ الدَّم بعوزِ الحديد أثناءَ الحَمل الولادةَ المبكِّرةَ ووفيَّاتُ الأمَّهاتِ في فترةِ ما حولَ الولادةِ، واكتئابَ ما بعد الولادة.
أمَّا الآثارُ الجنينيَّةُ فَتشمَلُ الوزنَ المُنخفضَ عندَ الوِلادةِ وتراجُعَ الصِحةِ العقليَّة للجنين والاضطرابات الرَّوحيَّة الحركيَّة.
فَقرُ الدَّم النَّاتج عن عَوز حمض الفوليك وعَوز فيتامين ب-12 :
إنَّ زيادةَ حجمِ الكريَّةِ (MCV > 100 fL) يعتبر دليلاً هامَّاً على عَوز فيتامين ب-12 أو حمض الفوليك ويَستوجِبُ تَقصِّي مُستوياتِ كلٍّ منهما في المَصل.
في حالِ إثْباتِ النَّقصِ يعوَّض حمضُ الفوليك بجُرعةِ 1 مغ، ثلاثِ مرَّاتٍ يوميَّاً.
إنَّ عَوزَ حمض الفوليك أقلُّ شُيوعاً بكثير مِن عَوزِ الحَديد، وبِكلِّ الأحوال فإنَّ أخذَ 0.4 ملغ\يوميَّا من حمض الفوليك يَقي مِن عُيوبِ الأنبوبِ العَصبيِّ بشكلٍ جيِّدٍ بالنِّسبةِ لجميعِ الحَوامل.
أمَّا في حالِ نقصِ فيتامين ب-12، فيجبُ البحثُ عنِ العَوامِلِ الحقيقيَّة لِهذا النَّقصِ ومِنْ ثُمَّ المُعالجَةُ بـ 01 مغ يوميَّاً لأُسبوعٍ واحدٍ ومِن ثُمَّ لستَّةِ أسابيعَ متواصِلة، حتَّى الوصولِ إلى جرعةٍ كليَّةٍ تقدَّر ب 2 مغ.
يؤدِّي عَوزُ فيتامين ب-12 خلاَلَ الحَملِ إلى مَجموعَةٍ مِنَ الاضطراباتِ الجنينيَّةِ ولا سيَّما عُيوبَ الأنبوبِ العَصبيِّ وتَشمُلُ السِّنسنَةَ المَشقوقةَ (Spina bifida) والقِيلَةَ السُّحائيَّة (Encephalocele) وانعدامَ الدِّماغ (Anencephaly).
فَقْرُ الدَّمِ النَّاتِج عَن استِخدامِ الأدويَةِ خِلالَ الحَمْلِ :
يُسبِّبُ التَّعرُّضُ لبَعضِ الأدويةِ الإصابَةَ بفَقرِ الدَّمِ خلال الحَمل. هذا يتطلَّبُ مِنَ الحَوامِلِ بالمُشارَكَةِ معَ الأطبَّاء المَسؤولينَ عنهنَّ الانتباهَ إلى الأدويَة الَّتي يأخُذنَها، خاصَّة وأنَّ بَعضها قَد يَكونُ إجباريَّاً (العِلاجُ الكيميائيُّ لِسرطانِ الثَّدي المُشخَّصِ في المَراحِلِ البِاكرَةِ منَ الحَملِ) وبَعضُ الصَّاداتِ كالبينسيلين والكلورامفينيكول وغيرَها قَد تَقودُ إلى الإصابَةِ بفَقرِ الدَّمِ أثناءَ الحَملِ.
الرَّبو أثناءَ الحَمْلِ :
الرَّبو بِشكلٍ عامٍّ مَرضٌ التهابيٌّ مُزمِن ضِمنَ الطُّرُقِ الهّوائيَّةِ يَظهَرُ كاستِجابَةٍ تَحسُّسيَّةٍ مُفرِطَةٍ ضمنَ الشَّجرةِ القَصبيَّة تِجاهَ مُنبِّهاتٍ عَديدةٍ وهو مِن أبرَزِ الحالاتِ المُزمنةِ الَّتي قَد تَختَلِطُ أثناءَ الحَمل.
لا يُمكِنُ للحَملِ أن يُسبِّبَ الرَّبو إذا لَم تَكُنْ الحَامل مُصابَةً بِه مُسبَقاً، إلَّا أنَّ الآثارَ الَّتي قَد يُحدِثُها الحَملُ عِندَ المُصاباتِ بالرَّبو تَكونُ غيرَ مُتوقَّعةٍ! إذ أنَّ ثُلثَ الحَوامِلِ قَد لاحَظوا تَحسُّناً في حالاتِهم وثُلثاً لَم يَلحَظو تَغيُّراً وثُلثاً ساءَتْ أعراضُهم مَع تَقدُّمِهم في زَمَنِ الحَملِ.
يَكونُ مِنَ المُستَبعَدِ أنْ تُواجِهَ الحَوامِلُ المُصاباتُ بالرَّبو المُتوسِّطِ الشِّدةِ تَدهوراً في حًالًتِهنَّ، أمَّا المُصابَاتُ بالرَّبوِ الشَّديدِ فَيواجِهنَ خَطراً كَبيراً بِأن تَسوءَ حَالَتُهُنَّ وَيَكونُ خَطَرُ تَدهورِ الحالةِ أعظميًّا في الثُّلثِ الأخيرِ مِنَ الحَملِ.
توَجدُ أعرَاضٌ تُعتَبَرُ مُؤشِّراً على أنَّ الرَّبو يَسوءُ خِلالَ الحَملِ :
● سُعالٌ يَسوءُ ليلاً أو في الصَّباحِ البَاكِرِ أو وَقتَ التَّمرينِ.
● وَزيزٌ أثناءَ التَّنفُّس.
● ·انِقطاعُ نَفَس.
● ضِيقٌ في الصَّدر.
وَتلزم استشارَةُ الطَّبيبِ عِندَ الشُّعورِ بالأعراضِ السَّابِقةِ.
يُؤدِّي إهمالُ الأعرَاضِ أو ضَعفُ السَّيطرَةِ على الُّنَوَبِ الرَّبويَّة إلى مَجموعَةٍ مِنَ التَّأثِيراتِ والاضطراباتِ الوَخيمَةِ في الفَترَةِ ما حَولَ الوِلادةِ :
● الإرتعاجُ (الانسمامُ الحَمليُّ).
● ارتفاعُ الضَّغطِ المُحرَّضُ بالحَملِ.
● المَخاضُ المُبَكِّر.
● وِلادَةُ الخُدَّجِ.
● شُذوذَاتٌ وِلاديَّة.
● اضطرابُ نُموِّ الجنينِ.
● ·انخفاضُ وًزنِ الجنينِ عند الولادة.
إنَّ احتمالَ انجابِ أجنَّة صَغيري الحَجمِ أو خُدَّجٍ يَكونُ ضعيفاً وقَابِلاً للسيطرَةِ بالتدبيرِ المُناسِبِ للنوب الرَّبويَّةِ. وَقَد أشارَتِ الدِّراسَاتُ أنَّ الأجنَّة صَغِيري الحَجمِ يَكونونَ شَائعينَ عِندَ الأمَّهاتِ اللَّواتي يُعانينَ أعراضاًّ رَبويَّة يوميَّة أويَملكنَ مُعدَّلَ تَدفُّقٍ َتَنَفسيٍّ ضَعيفٍ.
المصادر:
هنا
هنا
هنا