تدور عقارب الساعة ويرنُّ المنبه معلنًا بدء يوم حافل جديد؛ فنردد في قرارة أنفسنا "يا ليتني أكسب ساعة إضافيةً من النهار!". ونزولًا عند هذه الرغبة؛ يُحتفَل عالميًّا باليوم الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر بأنَّه يوم خالٍ من المهمات؛ إذ يُحفِّز الناس على الاستراحة وممارسة نشاط يجلب المتعة الشخصية بعيدًا عن الالتزامات وضغوط العمل، وتعود أهمية هذه الاستراحة إلى أداء أغلب الناس مهامَّ متعددة في الوقت نفسه؛ كالتكلُّم على الجوال في أثناء القيادة مع الاستماع إلى الموسيقا في آن واحد؛ في حين يؤثر ذلك سلبًا في الوعي البصري والذاكرة ويُشتت الانتباه ويُضعف الأداء ويقلل الرضا الوظيفي؛ لكن المشكلة العظمى ليست في إنجاز مهامَّ متعددة في الوقت نفسه بل تكمن في أنَّ أثرها يمتد ليضعف القدرة الإبداعية والتفكير العميق؛ فالدماغ لا يمكنه أداء المهام في وقت واحد؛ بل ينتقل بسرعة من مهمة إلى أخرى؛ أي عندما ننتقل من سماع الموسيقا إلى كتابة نص أو التحدث إلى شخص ما تجري في الدماغ عملية بدء/ توقف/ بدء؛ إذ تتطلَّب عملية الانتقال هذه وقتًا أكثر من تولِّي المهمات تباعًا، وكذلك تؤدي إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء وهدر قدر أكبر من الطاقة؛ لذا يُوصَى بتولِّي المهام كلٍّ على حدة، وإعطاء الدماغ وقتًا للاستراحة مدة 10 دقائق قبل بدء المهمة الآتية؛ فذلك يضمن نتائج أفضل مع سرعة في الأداء وجهد أقل.