كيف تؤثر مشاعرنا في نمو الأطفال؟
علم النفس >>>> الأطفال والمراهقين
في دراسةٍ علمية؛ أُجريَت عدّةُ تجاربٍ مختلفةٍ ضمّت (144) طفلاً تراوحت أعمارهم بين (14) و (24) شهراً.
في التجربة الأولى أوضح الباحثُ للطفل طريقةُ استخدام أزرار جهاز التحكم عن بُعد؛ مُبدياً في الوقت نفسه تعبيراً محايداً للطفل. أظهر الأطفال خجلأً شديداً عند استخدامهم الجهازَ في أثناء مراقبة الباحث؛ ولكن قلّ الخجلُ عندما تظاهرَ الباحثُ بالانشغال عنهم.
وأما في التجربة الثانية؛ فقد أظهر الباحثون ردودَ فعلٍ إيجابيةً وأخرى سلبيةً في أثناء تعليم الطفلِ استخدامَ أزرارِ جهازِ التحكمِ عن بُعد.
عند استخدام الجهاز الأول؛ ابتسم الباحثُ للطفل وأبدى شعورَ البهجة والسرور؛ في حين أُوضِحَ للطفلِ أن هذا أمرٌ لا ينبغي فعله عند استخدامه الجهاز الثاني.
وقد أشارت النتيجةُ إلى أن الأطفال الذين كانوا تحت مراقبة الباحث فضّلوا الجهاز الأول الذي ترافق استخدامُه بابتسامة، أمّا في حال تظاهر الباحث بالانشغال عنهم؛ فإن الجهاز الثاني فُضّل لديهم عن الجهاز الأول. وتشيرُ النتيجةُ المدهشة لهذه الدراسة إلى زيادةٍ في أعباءِ التربية وجهدٍ إضافيٍّ جديدٍ للآباء؛ لا سيما لدى معرفتهم بأن الأطفال الذين يولدون في بيئةٍ مليئةٍ بالمشاعر السلبية والغضب يتأثرون بما يتلقونه، وتنشأ لديهم اضطراباتٌ سلوكيةٌ عديدة، ويفقدون القدرة على التعامل مع الضغوطات. ولكنها في الوقت عينه قد تسهّلُ عمليةَ تعليم الأطفال وتوجيههم نحو السلوكيات والعادات الصحيحة؛ خاصةً في الأعمار الباكرة، فعلى سبيل المثال؛ يعدُّ قبولُ أفعالِ الطفل والموافقةُ عليها عاملاً مهمّاً لهم في أثناء نموهم، وكذلك؛ تعزّزُ مكافأةُ الاطفال ودعمُهم من قبل الوسط المحيط بهم الشعورَ بالأمان والحرية وحب الاكتشافِ والتعلم.
ونختمُ المقالَ بنتيجةَِ الدراسة: يُعدُّ تأثّر الطفلِ بمعتقداتِ الآخرين وأفكارِهم المتكوّنةِ عنه في الأعمار المبكرة سلاحاً ذا حدَّين، ولكنّ هذا لا يعني أن علينا أن نظلّ قلقين لتتبّع خطواتٍ دقيقةٍ وصارمةٍ لضمانِ تنشئةِ الطفلِ ونموّه جسدياً ونفسياً واجتماعياً؛ فنحن جميعاً نؤمن بعدم وجود نموذجٍ مثاليٍّ للآباء، ولكنّ هذا لا يمنع الآباء من توفيرِ بيئةٍ داعمةٍ ومحفّزةٍ للاكتشاف والتعلم.
المصادر:
هنا
هنا
هنا