نظريات السياسة الدولية - النظرية المؤسساتية
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة السياسية
2- نظرية المؤسساتية: تتناول هذه السلسلة النظريات الأساسية في العلاقات الدولية وتتضمن: النظريات الوضعية: - النظريات الواقعية الكلاسيكية والحديثة والكلاسيكية الحديثة (هنا) - النظرية المؤسساتية (هنا) - النظرية الليبرالية ونظرية النظام (هنا) النظريات بعد الوضعية (هنا) - نظرية المجتمع الدولي - نظرية البناء الاجتماعي - الماركسية - الإدراكية المصادر: 1- هنا 2- هنا 3- هنا مصادر الصور:
يشترك مناصرو هذه النظرية بالعديد من الافتراضات التي يطلقها الواقعيون حول النظام الدولي – بأنه فوضوي، وأن الدول انتهازية تسعى للمحافظة على البقاء وبنفس الوقت لزيادة أوضاعها المادية، وأن المجهول يتخلل العلاقات بين البلدان. ولكن المؤسساتية ترتكز على نظرية الاقتصاد المصغر للوصول إلى نتيجة مختلفة جذرياً – بأن التنسيق بين الأمم أمرٌ ممكن. حيث أن هذا التنسيق من الممكن أن يكون استراتيجيةً بالنسبة للدول لتحافظ على بقائها وتحقق مصلحتها بطريقة عقلانية.
لنأخذ مثلاً دولتين شريكتين تجارياً. إن خفضت كلتاهما التعرفة الجمركية فستتاجران أكثر وكلاهما سيصبح مزدهرا أكثر، ولكن كلاهما لن يريد ذلك ما لم يتأكد أن الآخر سيفعل ذلك أيضاً.
ويشكك الواقعيون في استدامة مثل هذا التنسيق التنسيق بغياب قوة عليا قسرية لأن كلا من البلدين يمكن أن يكون لها دوافع لتفتح الأبواب للتجارة وبثِّ بضائعها إلى أسواق الدولة الأخرى دون السماح لأي نوع من أنواع الاستيراد. ولكن المؤسساتيين، على نقيض ذلك، يحتجون بأن المؤسسات – بتعريفها بأنها مجموعة من القواعد والمفاهيم والممارسات والإجراءات المتعلقة باتخاذ القرار التي تشكل التوقعات – من الممكن أن تقضي على المجهول الذي يقوِّضُ التنسيق. فبدايةً، توسِّعُ المؤسسات أفق الوقت المتعلق بالمبادلات، بصنع اتفاقية متكررة بدلاً من جولة واحدة من المبادلات.
إن البلاد التي تتفق على تعرفات جمركية مخصصة لجولة واحدة من الممكن بالفعل أن تستفيد من خداع جيرانها في أيٍّ من دوائر المفاوضات. ولكن البلاد التي تعلم أن عليها التفاعل مع ذات الشركاء بشكل متكرر ستملك حوافز للاستجابة لاتفاقياتٍ على المدى القصير لتستطيع المتابعة في اقتطاف فوائد التنسيق على المدى الطويل. وهكذا تزيد المؤسسات من الانتفاع من السمعة الطيبة للبلاد.
وثانياً، يحتجُّ المؤسساتيون بأن المؤسسات تزيد المعلومات حول سلوك الدولة. تذكر أن المجهول سببٌ هامٌّ لجعل العقلانيين يشككون بإمكانية جعل التنسيق مستداماً. ويجمع المؤسساتيون المعلومات حول سلوك الدولة ليحكمو بالتزامها أو مخالفتها لقوانين معينة. وبهذا تعلم الدول أنها لن تقدر على الخروج بذلك إن لم تذعن بالطاعة لقانون معين.