قطن صالح للأكل
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم المورثات والوراثة
ما الذي نحصل عليه من زراعة القطن؟
لا تنتج عمليةُ إنتاج القطن الخيوطَ المستعملة في الصناعة فقط؛ إذ إنَّ القطن عبارة عن نبتة زهرية تُنتج البذور، ويمكن أن تُستخدم الكميات الكبيرة من البذور المنتَجة في: زراعة القطن وإطعام الأبقار واستخلاص الزيوت أو كمُخصِّبات، ولكنَّ استخدام بذور القطن غذاءً للبشر غيرُ ممكن؛ ويعود السبب في ذلك إلى احتوائه على مادة الجوسيبول Gossypol السامة للبشر وللعديد من الحيوانات؛ إذ تحمي هذه المادة نباتَ القطن من الحشرات التي تُهاجمها، ولقد عُثر سابقًا على بعض نباتات القطن التي لا تُنتج الجوسيبول، ولكنَّ جميع محاولات تحويلها إلى محصول زراعي قد باءت بالفشل؛ فقد دمَّرت الحشرات معظم هذه المحاصيل.
إنتاج قطن صالح للاستهلاك البشري
تغلَّب العلماء في جامعة تكساس آي أند إم على تحدي إنتاج نباتات قطن ذات بذور قابلة للأكل وقادرة في الوقت نفسه على حماية نفسها من الحشرات عن طريق تعديل النبتة جينيًّا بأسلوب تُقلِّل فيه إنتاج مادة الجوسيبول السامة في البذور إلى ما دون الحدود المسموحة للاستهلاك الغذائي، وفي الوقت نفسه؛ تبقي على إنتاج هذه المادة السامة على نحو طبيعي في باقي أجزاء النبات كالأوراق والساق، وكانت النتيجة نوعًا جديدًا من نبات القطن قابلًا للاستهلاك البشري بوصفه طعامًا، إضافة إلى أنه قادر على محاربة الآفات الزراعية؛ وبهذا يمكن إنتاجه محصولًا زراعيًّا. وبالفعل أنتج العلماء هذا النوع من القطن وحمَّصوا بذوره وأكلوها، وقال الباحث الرئيس في هذا المشروع الذي عمل عليه قرابة 23 عامًا كيرتي راثوري Keerti Rathore: إن وجود مُنتج كهذا سيعني تحسين النوع الغذائي لِمَا يُقارب نصف مليار إنسان، وتوفير مصدر جيد للبروتين.
فوائد القطن المُعدّل جينيًّا واستخداماته:
تحتوي بذور القطن على كميات عالية من البروتين. وبمعدلات الإنتاج الحالية؛ يُمكن الحصول على كميات من البروتين من القطن أكثر من تلك التي يحصل عليها من البيض؛ وبهذا يمكن أن تُساعد بذور القطن على تغطية احتياجات الأفراد من البروتين، خاصة في البلاد والمناطق التي يُعاني أفرادها نقصًا في التغذية، ويمكن استخدامها طعامًا في الإنتاج الحيواني كالدجاج وغيرها أيضًا، وبهذه الاستخدامات الجديدة؛ يمكن استخدام الكميات الكبيرة من القطن المُصاحبة للصناعة في مجال التغذية من أجل منفعة المجتمعات البشرية.
تحدِّيات:
لقد حصل القطن المُعدَّل جينيًّا على موافقة هيئة الزراعة في الولايات المتحدة؛ إذ يمكن أن يزرع المزارعون الآن هذا النوعَ من القطن، ثم إنه حصل على موافقة مُنظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ولكن العمل لم ينته هنا؛ إذ تتمثَّل الخطوة التالية في إنتاج كميات كافية على مستوى تجاري من هذه البِذار ثم تسويقها على نحو مناسب بطريقة يقتنع المستهلك العادي باستهلاكها.
فهل تعتقد عزيزنا المتابع أنك ستأكل بِذار القطن الشهية والمُغذية قريبًا؟
المصادر:
1- هنا
2- هنا