لا غنى عن تعلم اللغات في عصر سماعات الترجمة الفورية
التعليم واللغات >>>> اللغويات
ربما نظن أن ترجمةَ (غوغل) هي النموذج الأول من الترجمة الآلية، لكن العلماء يعملون على تطوير هذه التقنية منذ خمسينيات القرن العشرين، وقد كانت جهودهم الأولية مقترنة بالحماس أكثر من اقترانها بالفعالية، وفي خلال عقود قليلة، تلاشت الإثارة وانخفض تمويل الحكومة، ومع ذلك سلَّم الباحثون بأن العولمة سوف تفضي في نهاية الأمر إلى الازدهار في الطلب على خدمات الترجمة، تلك الخدمات التي قد يلاقي البشرُ صعوبةً في توفيرها.
طُرحت سماعات (غوغل) للترجمة في الأسواق في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي وتهدف هذه السماعات إلى إجراء الترجمة الفورية من لغة إلى أخرى، وبالرغم من عدم مثاليتها - إذ إنها تعمل عن طريق أنواع محددة من الهواتف المحمولة – فهي أفضل ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الترجمة السلسة حتى الآن، وتقوم طريقة عمل هذه السماعات على التحدث إلى الهاتف المتصل بالسماعات وعند إنهاء جملة ما، على سبيل المثال "أنا أشعر بالجوع"، فإن الهاتف يقرأ الجملة في اللغة المفترض الترجمة إليها.
قد يكون مجال تعلُّم اللغات مثيرًا للجدل، وبالنسبة للبعض فإن المتعةَ التي يحصلون عليها في سد الفجوات اللغوية تفوق الجهد الذي تتطلبه هذه المهمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن اللغات لا تقتصر على الكلمات فقط؛ فلننظر إلى هذا المثال في الجملتين الآتيتين:
“The hand made fun of the worm for not knowing what mud was, let alone a moon pool. The toolpusher and the roughneck joined the fun, asking the worm if he knew the difference between kick and kill.”
تبدو ترجمة هذه الجمل غير ذات معنى، ولكن شخصًا يعمل في مجال النفط ويألف المصطلحات المستخدمة في هذا المجال سيفهمها تمامًا.
وربما يرى أيُّ شخص يتجول في أرجاء دولة أجنبية ما محاولًا الوصول إلى وجهته أو فهم كيفية تصريف الأفعال الشاذة أن هذه السماعات ستكون إضافةً قيمةً له بالرغم من ارتفاع سعرها، وقد أشعلت هذه السماعات نقاشًا على الإنترنت، وعبَّر كثيرٌ عن تلهفهم لمعرفة تأثير هذه التكنولوجيا الجديدة في التواصل مستقبلًا، ولكن هناك أيضًا من يعارض هذه التكنولوجيا.
وحتى مؤيدو الترجمة الآلية يدركون أن لها حدودًا، فالترجمة مهنةٌ متخصصةٌ تتطلب إتقانًا للُّغتين وإلمامًا بالدول التي تتحدث بهما، ولن تتمتع الترجمةُ الآلية بالجودة العالية ذاتها للترجمة البشرية، بل إن الترجمة الآلية تكون عالية الجودة عندما يتمكن المترجمون من تعديلها وتنقيحها بسهولة.
المصدر:
هنا