الرياضيَّات وأمن الاتصالات
الرياضيات >>>> رياضيات في دقيقة
دخلت الرياضيات في الفضاء أيضًا، إذ تطورت رموز تصحيح الأخطاء ضمن مراسلات الأقمار الصناعية بغرض إعادة إرسال المعلومات بواسطة القنوات بوجود الضجيج وعبر المسافات الشاسعة في الفضاء؛ فكان من الضروري إيجاد وسيلة صلدة للتأكد من وصول المعلومات دون أيّ خطأ. وقد تمكّن عالما الرياضيات كلود شانون وريتشارد هامينغ -العاملان في مختبرات بيل- من إيجاد الحلول، إذ أسهم «شانون» في تطوير نظرية الاتصالات التي تساعد على التنبؤ بكم المعلومات التي يمكن إرسالها عبر قناة ما بوجود الضجيج، وأسهم «هامينغ» في العمل على كيفية إرسال هذه المعلومات بحيث إذا حدث خطأ ما يتنبأ جهاز الحاسب المُستقبِل للخطأ ويصححه، فقد أنشأ عائلة من رموز تصحيح الخطأ تُدعَى الآن رموز هامينغ. ويعتمد هذا العمل على الترميز الرقمي لأجزاء الرسالة؛ فتكون مختلفة جدًّا إلى درجة أنه إذا حدث ترابط لأحد أجزاء الرسالة مع الضجيج فيمكن تحديد الجزء المُعرَّض للضجيج بمعزل عن باقي أجزاء الرسالة، ومن ثم بإمكان الحاسب المستقبل استعادة الرمز الأصلي وتصحيح الرسالة. ولم تحلَّ المسألة الخاصة بتوصيل رسالة عبر مسافات طويلة فحسب، بل فتحت فرعًا جديدًا كليًّا في الرياضيات أيضًا، وهو نظرية الترميز، وتُستخدم رموز تصحيح الخطأ الآن في كل مكان، ولن نكون قادرين دونها على إرسال الصور أو المستندات عبر الإنترنت، أو الصوت عبر مسافات طويلة بالهاتف المحمول، أو حتى الاستماع للموسيقا على القرص المضغوط.
المصدر:
هنا