الذكاء المرتفع والاضطرابات الجسدية والعقلية.
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
- أهو ميزة أم هدية؟ ربما!
لكننا اليوم نحمل أخبارًا سيئة لأصحاب الذكاء المرتفع:
فتشير الدراسات إلى ارتباط الذكاء المرتفع باضطرابات عقلية وجسدية!
والمزايا كثيرة عندما تكون ذكيًّا؛ فالأشخاص الذين يحققون نتائج جيدة في اختبارات الذكاء المعيارية؛ يميلون لأن يكونوا أكثر نجاحًا وتحصيلًا في الصفوف الدراسية وفي أماكن العمل، ويميلون إلى عيش حياة أطول وأكثر صحة أيضًا، أما احتمالية تعرضهم لأحداث سلبية في الحياة مثل الإفلاس تكون أقل.
لكن يوجد أخبار سيئة للأشخاص ذوي الذكاء المرتفع؛ ففي دراسة نشرتها مجلة Intelligence أرسلت الباحثة روث كاربنسكي وزملاؤها استبانةً تتضمن أسئلة عن الاضطرابات النفسية والفيزيولوجية لعدد من أعضاء منظمة مينسا (3715 عضوًا) وهي مجتمع الذكاء العالي؛ إذ تتطلب مينسا أن يكون لدى أعضائها معدل ذكاء أعلى بنسبة 2%، ويقابل ذلك معدل ذكاء يبلغ قرابة 132 أو أعلى (متوسط معدل الذكاء لدى عامة السكان هو 100) .
وقد أظهر المسح الذي أُجرِي على أعضاء مينسا شديدي الذكاء أنهم أكثر عرضة للمعاناة من مجموعة من الاضطرابات الخطيرة.
وقد غطى الاستيانة اضطرابات المزاج (الاكتئاب والإحباط المزمن والاضطراب ثنائي القطب)، واضطرابات القلق (العامة والاجتماعية والوسواس القهري )، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتوحد، وشملت الحساسية البيئية والربو واضطرابات المناعة الذاتية، وكانت النتائج كالآتي:
إنَّ أكبر الاختلافات بين مجموعة مينسا والسكان عمومًا كانت في الاضطرابات المزاجية واضطرابات القلق؛ إذ إنَّ أكثر من ربع العينة (26.7%) أفادوا أنهم قد شُخِّصوا رسميًّا على أنهم يعانون اضطرابات المزاج؛ في حين أبلغ 20% عن اضطرابات القلق، وهو أعلى من المتوسطات العامة بما يقارب 10%، وأما انتشار الحساسية البيئية فكانت ثلاثة أضعاف المتوسط العام (33% مقابل 11%).
وفيما يتعلق بالأمراض الفيزيولوجية؛ كان الأشخاص ذوي القدرات المعرفية العالية هم أكثر عرضة بنسبة 213٪ لأمراض الحساسية البيئية، وبنسبة 108٪ أكثر عرضة للإصابة بالربو، و84٪ أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية.
ولتوضيح النتائج التي توصلوا إليها؛ تقترح كاربنسكي نظرية الدماغ الأعلى/الجسد الأعلى التي تنص على ارتباط الذكاء الشديد بفرط الحساسية النفسية والجسدية؛ وهو مفهوم قدمه طبيب الأمراض العقلية والنفسية البولندي كازميريز دايروسكي عام 1960؛ ويعني فرط الحساسية ردةَ فعل شديدة للتهديد أو الأذى البيئي، ويتضمن فرط الحساسية النفسي ميلًا كبيرًا إلى التفكير المفرط والخوف؛ بينما ينشأ فرط الحساسية الجسدي نتيجة استجابة الجسم للإجهاد؛ ويُعَدُّ نوعَا فرط الحساسية السابقَين الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص شديدي الذكاء و يتداخلان تداخلًا ينتج عنه الاختلال النفسي والفيزولوجي؛ فعلى سبيل المثال، إنَّ الشخص شديد الذكاء يبالغ في تحليل تعليق من رئيس عمله، ويتخيل نتائج سلبية له، وهذا ببساطة لن يحصل مع شخص أقل ذكاء؛ مما قد يثير استجابة الجسد المجهدة الذي قد يجعل الشخص أكثر قلقًا.
وأما تاريخيًّا؛ فقد تحدث العديد من المبدعين أصحاب الذكاء المرتفع عن مرض عقلي يمنحهم تفوقهم؛ ومنهم الفنان إدوارد مونش الذي كان يعاني اضطراب ثنائي القطب فكتب مرة وفقًا لمجلة سميثسونيان "دون قلق ومرض أنا سفينة دون دفة … معاناتي هي جزء من نفسي ومن فني، لا تتجزأ عني وتدميرها سيدمر فني".
ومن وجهة نظر عملية؛ قد يؤدي هذا البحث في النهاية إلى رؤى عن كيفية تحسين الرفاهية النفسية والجسدية للأشخاص؛ وإذا اتضح أن فرط الحساسية النفسية والجسدية هي الآلية الأساسية الكامنة وراء العلاقة بين الصحة ومعدل الذكاء؛ فإن التدخلات الهادفة إلى الحد من هذه الاستجابات قد تساعد الناس على أن يعيشوا حياة أكثر سعادة وصحة.
المصادر:
هنا
هنا#
هنا
هنا