تعدُّ الشيخوخة أو التقدم في العمر عملية طبيعية وظاهرة بيولوجية لا مفرَّ منها؛ إذ يُعاني كبار السّن -الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا- مشكلات صحيَّة عديدة بسبب الشّيخوخة. يواجه البعض منهم مشكلات جسدية ونفسية تتطلَّب عناية خاصة ضمن عيادة طبيب الأسنان؛ إذ تؤثِّر الأمراض الجهازية في قدرتهم على الحفاظ على الصحة الفموية، ويرتبط بعضها بحدوث بعض الأمراض ضمن الفم أيضًا. سنتحدث عن أهم التغيرات التي تحدث في الحفرة الفموية نتيجة الشيخوخة.

التغيرات في الغدد اللعابية وفي الإفراز اللعابي:
يتزامن تراجع وظائف الغدد اللعابية مع التقدم في العمر، ويوجد العديد من الدراسات التي أُجريت من أجل معرفة أثر جفاف الفم في صحة كبار السن الفموية والعامة؛ فهي من أكثر المشكلات انتشارًا، ومعدلات نجاح العلاج منها منخفضة.
يحمي وجود اللعاب الحفرة الفموية والطرق التنفسية العلوية والجهاز الهضمي، وبهذا فإن لغياب اللعاب العديدَ من العواقب الضارة، ويُعدُّ النخر المشكلة الأساسية المترافقة مع انخفاض التدفق اللعابي، ويُسبب أيضًا التهاب الغشاء المخاطي وتشقُّق الشفاه واللسان والفطور وأمراض اللثة.
الأسباب:
يعود سبب جفاف الفم إلى ضمور الغدد اللعابية مع التقدم في العمر، ثم إنه يُعدُّ أثرًا جانبيًّا لأكثر من 500 دواء كأدوية الحساسية والربو وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وكذلك المسكِّنات وأدوية القلق والاكتئاب ومعالجة داء ألزهايمر وباركنسون، ويحدث عند كبار السنِّ الذين يتناولون أكثر من أربعة أدوية في اليوم؛ لذلك من المُهمِّ جدًّا إخبار طبيب أسنانك بكافة الأدوية التي تتناولها؛ إذ من الممكن أن يُرشدك إلى كيفية التخفيف من جفاف الفم وقد يمنع من حدوث النخور الناتجة عنه. ومن الممكن أن يكون سبب جفاف الفم من بعض الأمراض المنتشرة كثيرًا عند كبار السن مثل داء السكري وألزهايمر وداء باركنسون.

اقترحت العديد من الطرائق بهدف التخفيف من جفاف الفم ؛ من ضمنها:
1. استشارة الطبيب المختص ربما من أجل تغيير الدواء المُسبِّب لجفاف الفم أو جرعته إذا ارتأى ذلك.
2. استخدام المنتجات المصنَّعة خصيصًا للتخلص من جفاف الفم كاللعاب الصناعي والأدوية المُحفِّزة لإنتاج اللعاب Pilocarpine، ولكن لم تكن نتائجها مُشجِّعة.
3. استخدام المُرطِّبات الفموية التي تُعطى دون وصفة طبية مثل البخَّاخات والمضامض الفموية.
4. شرب الكثير من المياه؛ وذلك عن طريق الحمل الدائم لزجاجة المياه وعدم الانتظار إلى حين الشعور بالعطش لأن الفم بحاجة دائمة إلى الترطيب.
5. ترطيب الشفاه باستخدام مرهم الشفاه.
6. مضغ العلكة وحبوب المصِّ الخاليين من السكر لتحفيز الإنتاج اللعابي.
7. الامتناع عن تناول الأغذية والمشروبات التي تُسبِّب جفاف الفم كالقهوة والكحول والمشروبات الغازية والعصائر الحامضة والأطعمة الجافة، والابتعاد عن التدخين والمخدرات.
8. الابتعاد عن البيئة الجافة والحارة وجميع الأنشطة التي تُسبِّب جفافًا في الفم.
9. تطبيق طبيب الأسنان للجل أو الفرنيش varnish الفلوري لوقاية الأسنان من الحفر النخرية.

وسنتحدث في الجزء الثاني عن أمراض اللثة عند المسنين؛ فإذا أُهملت تلك الأمراض قد تؤدي في النهاية إلى سقوط الأسنان.. تابعونا.

المصادر:

Abdul Razak, P., et al. (2014). Geriatric Oral Health. Journal of International Oral Health, 6(6), 110-116.

Gil-Montoya, J., et al. (2014). Oral health in the elderly patient and its impact on general well-being. Clinical Interventions in Aging, 10, 461-467.

هنا

هنا