طريقة مبتكرة في تعديل الخلايا المناعية الجيني!
البيولوجيا والتطوّر >>>> التقانات الحيوية
وتعتمد الطريقة التقليدية في التعديل الوراثي للخلايا المناعية على استخدام الفيروسات المعطلة؛ إذ يُستعان بهذه الفيروسات لقدرتها على حقن جينات جديدة في الخلايا المناعية التائية، وهي التي تعمل بدورها عند حقنها مرضى السرطان على استهداف الأورام وتدميرها، ولكن يمكن لتطوير فيروسات جديدة لهذا الغرض أن يستغرق عدة سنوات، ولا يمكن للفيروسات أن تدخل سوى كمية محدودة من الدنا DNA -تُقدَّر ببضع عشرات من القواعد- إلى جينومات الخلايا التائية.
ولتسريع عملية التعديل على الحمض النووي للخلايا التائية والسماح بإدخال قطع أطول من الدنا -تصل إلى مئات القواعد-؛ استخدم الباحثون تقنية تدعى electroporation تعتمد على تعريض الخلايا لصدمة كهربائية تُحدِث مسامات في الغشاء الخلوي فترة وجيزة؛ ما يسمح بإدخال الدنا وأدوات التعديل الجيني (مثل CRISPR-Cas9) إلى الخلايا المناعية دون الاستعانة بالفيروسات الناقلة.
وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا مُتيقِّنين تمامًا من كيفية تأثير الصدمة الكهربائية بالخلايا؛ لكن يُعدُّ هذا الاكتشاف نقطةَ تحول كبيرة في هذا المجال؛ إذ يُمكِّن استخدامُ هذه التقنية الجديدة من اختصار الوقت اللازم لتعديل الخلايا، فقد أصبح بالإمكان الآن إنجاز هذه العملية في غضون بضعة أسابيع، في حين كانت تستغرق سابقًا عدة أشهر أو حتى عام، وقد يُحدِث هذا الأمر فرقًا كبيرًا لدى مرضى السرطان.
واستخدمت هذه التقنية حتى الآن في تعديل المادة الوراثية لخلايا تائية سليمة معزولة، ومن أجل تصحيح طفرة وراثية واحدة في خلايا مأخوذة من أطفال مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية، ولكنَّ الخلايا المعدلة وراثيًّا لم يُعاد حقنها بعدُ في المرضى.
ويعمل الفريق الآن على الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج الأطفال بهذه الخلايا التائية المُعدَّلة، ولكن قبل استخدامها سريريًّا في العلاج؛ يجب على الفريق التأكُّد من كون هذه الخلايا آمنة.
وقد اختبر الفريق أيضًا قدرة هذه التقنية على تعديل الخلايا التائية لاستهداف خلايا سرطان الجلد؛ ووُجِد أن الخلايا المناعية المعدَّلة قد هاجمت الخلايا السرطانية في الفئران بنجاح.
ويرى الباحثون أن هذه التقنية تفسح المجال للتفكير في طرائق مبتكرة للغاية وفريدة من نوعها لتفعيل الخلايا المناعية التائية والعلاج بها.
المصدر:
هنا