جورج براك رائد المدرسة التكعيبية
الفنون البصرية >>>> أيقونات فنية خالدة
(جورج براك- Georges Braque) فنان فرنسيٌّ، وُلِد عام 1882م، اشتُهر بصفته مؤسس المدرسة التكعيبيَّة إلى جانب الفنان بابلو بيكاسو. وبعد الحرب العالمية الأولى غيَّر الفنان (براك) أسلوبه مرة أُخرى؛ إذ كان أقل تنظيمًا وتخطيطًا ولم يعتمد على موضوع محدد في أعماله. وفي عام 1922م؛ نجح معرضه الفردي في باريس نجاحًا باهرًا، فقد حصل على اهتمام كبير بالأسلوب الذي قدَّمه مع الفنان (بيكاسو)؛ إذ عرضا ألوانًا جديدة وأضافا الكولاج، وكان ذلك سببًا في شهرتهما الكبيرة في عالم الفن، فقد أصبحا اسمين بارزين في تلك الفترة. 1- هنا 2- هنا 3- هنا
تطرَّق إلى مدارس أخرى في أعماله الفنية إلى جانب التكعيبية أيضًا مثل الانطباعية*، والوحشيَّة*، والكولاج*؛ فكانت لوحاته ذات ألوان منسجمة وهادئة، فقد رسم الطبيعة الصامتة من منظور مختلف، من لون، وخط، وملمس.
واتخذ (جورج براك) منعطفًا آخر في حياته المهنية في فترة الحرب؛ فقد كان يعتمد على الألوان الداكنة تعبيرًا عن فترة الكآبة التي مرَّ بها العالم. أما بعد الحرب؛ فقد غيَّر أسلوبه مستخدمًا ألوانًا بدرجات فاتحة تعبيرًا عن الفرح الذي يدور حوله، وغيّر النمط والأسلوب والألوان أيضًا، ولكنه لم يبتعد عن التكعيبية.
كان للوحاته أثر خاصٌّ يختلف عن باقي الفنانين الذين رسموا اللوحات في الفترة الزمنية نفسها ولم يُجرِّبوا أساليب مختلفة في لوحاتهم.
ركَّز في بداية مسيرته الفنيَّة على رسم لوحات بأسلوب الانطباعية التي نشأت في القرن التاسع عشر في باريس على يد مجموعة من الفنانين، وكان أغلبهم ينتمون للمدرسة الانطباعية وما بعد الانطباعية؛ ومنهم الفنان سيزان، ومونيه، وفان كوخ.
نُلاحظ خصوصية مميزة في أعمال (براك) في تلك الفترة على عكس باقي الفنانين؛ إذ كان رسمه فريدًا وألوانه حيّة ومشرقة، واهتمَّ بموقع الألوان وعناصرها على سطح اللوحة.
وبعد سنة 1905م؛ بدأ بأسلوب المدرسة الوحشيَّة، واتبع نظم الألوان، وكانت تصاميمه بارزة، وشارك في معارض عديدة في تلك الفترة، وكان حوله فنانون عديدون؛ منهم الفنان (هنري ماتيس) والفنان (أندريه ديرين)، وكان أوَّل معرض فردي له عام 1908م.
أمضى (براك) أغلب وقته في العمل مع الفنان (بيكاسو) بين عام 1909م إلى عام 1914م، وعمل كلاهما على تطوير أسلوبٍ جديد للفن، وكان أحدث مما وصلت إليه المدرسة الوحشية.
وسعيا وطورا مواضيع جديدة، وأدخلا خطوطًا عريضة وألوانًا قاتمة، وخلقا الأسلوب التكعيبي، وقد تحدَّيا الأشكال التقليدية في المنظور. وكان هدفهما تطوير نظرة جديدة تعكس العصر الحديث؛ إذ دمج (براك) الكولاج على لوحاته، ولصق القطع التي صنعها، وكانت الكولاج إضافة رائدة في الأسلوب الذي اتبعه في فترة عمله.
Image: https://www.mutualart.com
وفي أواخر عام 1920م؛ أخذت أعمال الفنان (جورج براك) تحولًا جديدًا في الأسلوب والدرجات اللونية، وبدأ بالتركيز على الواقعية في العمل، وركز على العمل في الطبيعة، وضوء الشمس، وكان هذا التحول الثالث الذي شهده أسلوبه، ومع ذلك لم يبتعد عن التكعيبية التي ألَّفها؛ فكانت المربعات، والخطوط المستقيمة والألوان الواضحة دائمًا موجودة في لوحاته؛ إذ ظهر الأسلوب التكعيبي في كل لوحة رسمها، بصرف النظر عن أيَّة فترة عمل بها، أو أيِّ أسلوب اتبعه.
أما في سنوات حياته الأخيرة؛ كُرِّم (براك) في معارض فنية مهمة وعديدة، في جميع أنحاء العالم، ومن بينها متحف اللوفر.
* المدرسة الانطباعيَّة: يرى روّاد هذه المدرسة في الإحساس، والانطباع الشخصي، الأساسَ في التعبير الفني والأدبي.
*المدرسة الوحشيَّة: هي اتجاهٌ فنيٌّ اعتمد على التقاليد التي سبقته. وسميت الحركة بالوحشية؛ لاعتماد الفنان في معالجة لوحته على الألوان الصارخة.
*الكولاج: نمط فنيٌّ يعتمد على تكوين لوحة من مواد مختلفة، مثل لصق الصور، والأوراق، والجرائد.
المصادر :