سجين السماء، عندما تغدو الذكريات أكثر أهمية من الحاضر
كتاب >>>> روايات ومقالات
فالرواية تتألف من خمسة أجزاء وخاتمة، والجزء الأول (حكاية من أجواء الميلاد)، يعود بنا على لسان دانيال إلى برشلونة عام 1957 بعد زواج دانيال وبياتيرس واقتراب زفاف دي توريس وبرناردا؛ إذ تظهر علامات قلق غير طبيعية على فيرمن، يردها الجميع إلى اقتراب الزفاف وارتباط العازب الأشهر فيرمن، ولكنَّ قلقه يمتدُّ سنين في الماضي؛ ماضٍ لا يعرفه أحد، فهو يخبئ سرًّا ضخمًا يربطه بدانيال والأب سمبيري.
وفي يوم من الأيام يدخل شخص مريب إلى مكتبة سمبيري ويشتري كتاب "الكونت دي مونتكريستو" ليتركه في المكتبة هديةً لفيرمن؛ ممَّا يزيد الأخير فزعًا وخوفًا عند معرفته الأمر.
وينضم دانيال إلى فيرمن في قلقه بعد أن يعثر الأول على رسالة في إحدى جواكيت بيا من خطيبها السابق، وتكون رسالة حب واشتياق وتحديد موعد للقاء، فتقضُّ مضجعه تاركةً الشكوك تنهش تفكيره، فيجلس الصديقان دانيال وفيرمن ليحكي كلٌّ منهما عمَّا يزعجه، وهنا يبدأ الجزء الثاني (من عالم الأموات)، فيأخذنا زافون إلى قلعة مونتويك ليروي لنا ليلة وصول السجين رقم 13 (صديقنا فيرمن) إلى القلعة، والتقائه بمدير السجن ماوريسو فايس -الرجل ذي الإلهام الأدبي- الذي تزوج من ابنة أكبر رجال الصناعة والداعم للقسم الأكبر من ميزانية الجنرال فرانكو.
ولم يمضِ وقت طويل بعد دخول فيرمن إلى زنزانته حتى تعرَّف إلى زملائه في السجن، وكان الزميل الأكثر أهمية (ديفيد مارتين) يسكن في الزنزانة المقابلة، ويمضي الليالي في حواراته مع ربِّ العمل.
وفي أحد الأيام يستدعيه المدير فايس ليعقد معه صفقة تتألف من طلبين فحسب، فإذا نفَّذهما فيرمن له خفف من العقوبات التي لم يكن لها أدلة في المقام الأول، وقد ينوِّله الإفراج أيضًا. وكان الطلب الأول: أن يقنع سالغادو -زميلَه الجديد في الزنزانة- بالإفصاح عن مخبأ المجوهرات المسروقة، والثاني: أن يحاول معرفة مكان مقبرة الكتب المنسية التي يتحدث عنها ديفيد مارتين.
فما كان من فيرمن ومارتين إلا وضْع خطة ذكية وخطيرة لتهريب فيرمن؛ تعتمد على الوقت المناسب والحظ، بعد أن وعد فيرمن بالاهتمام بامرأة تهم ديفيد مارتين، ولها الجزء الأكثر أهمية في ربط الشخصيات ببعضها.
أمَّا في الجزء الثالث (ولادة جديدة)، نكتشف سبب قلق فيرمن الحقيقي على الرغم من نجاته من السجن، وولادته الجديدة في مدينة الصفيح الخارجة عن الزمن والحياة.
وبعد استرجاعه عافيته يعود إلى برشلونة ويتعرف إلى عديد من الأشخاص؛ لتمضي السنين ويلتقي بدانيال، ومن هنا انطلقت أحداث "ظل الريح".
وتدخل برشلونة عامًا جديدًا ليأتي موعد لقاء بياتريس بخطيبها السابق ويبدأ الجزء الرابع (شكٌّ)، فيذهب دانيال إلى المكان الموعود ويلتقي بخطيب بياتريس السابق بابلو بوينديا؛ إذ تدور بينهما مشاجرة فيعترف بابلو أنَّ ربَّ عمله دفعه إلى التواصل مع خطيبته السابقة، فما الدافع ومن يكون هذا الرئيس يا ترى، ولم يلاحق دانيال؟
أسئلة تظل معلَّقة، ولعلَّ إجاباتها في الجزء الرابع لسلسة مقبرة الكتب المنسية.
ويحتفل الجميع في الجزء الخامس (اسم البطل) بتوديع عزوبية فيرمن وبرناردا؛ إضافة إلى زيارة غير عادية لمقبرة الكتب المنسية عند الفجر، والتي تحمل معها مفاجآت غريبة لدانيال.
وينهي زافون روايته بخاتمة، حين يزور دانيال قبر والدته بعد اكتشافه لغز موتها ويعدها أنَّ قصته قد بدأت للتو.
إنَّ "سجين السماء" رواية تكمل سحر سلسلة مقبرة الكتب المنسية، وتحتوي على بعض الإجابات، إضافة إلى احتوائها على أسئلة جديدة.
إنَّها رواية غنية بالأحداث والتفاصيل والشخصيات، وملعبها الوقت والماضي.
معلومات الكتاب:
اسم الكتاب: سجين السماء.
اسم الكاتب: كارلوس زافون.
اسم المترجم: معاوية عبد المجيد.
عدد الصفحات: 365 صفحة.
دار النشر: منشورات الجمل.