التهاب الجلد (الأكزيما)
الطب >>>> مقالات طبية
سنتحدث في هذا المقال عن التهاب الجلد التماسي وعن التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما).
أولًا: التهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis):
هو التهابٌ في الجلد يحدث بسبب تماس الجلد مع مادة مهيّجة أو محسسة مثل المواد الكيماوية الصنعية التي تشمل الكيماويات الموجودة في مراهم الصادات الحيوية ومستحضرات التجميل ومنظفات المنزل والمجوهرات المعدنية والعطورات وكثيرٍ غيرها.
ويصنّف الأطباء التهابَ الجلد التماسي إلى نوعين حسب المسبِّب:
1. التهاب الجلد التماسي المهيج Irritant contact dermatitis: يُثار بالتعرض لمواد كيماوية سامة للجلد، فهو لا ينتج عن ارتكاس تحسسي.
ومن أشيع أشكاله الطفحُ الناتجُ عن ارتداء الأطفال للحفاضات Diaper rash؛ إذ يحدث بسبب تماس الجلد مع المواد الكيماوية الطبيعية الموجودة في بول الطفل وبرازه مدة طويلة.
2. التهاب الجلد التماسي التحسسيAllergic contact dermatitis: ينجم عن رد فعل مناعي لدى الأشخاص الذين يمتلكون فرط حساسية بطبيعتهم تجاه مواد كيميائية معينة.
وفي هذا النمط قد لا يحدث الالتهاب إلا بعد 24-36 ساعة من التماس؛ لأن الاستجابة المناعية تحتاج بعض الوقت كي تتفعّل.
ومن أكثر أشكاله شيوعًا: الحساسية تجاه النيكل والكوبالت الموجودين في المجوهرات المعدنية أو تجاه سحابات الملابس أو تجاه اللاتكس الموجود في القفازات أو غيرها.
الأعراض:
قد تتغير الأعراض بتغيُّر طبيعة الشخص، ولكن؛ سنورد أكثر الأعراض العامة شيوعًا:
· احمرار خفيف وتورم الجلد.
· ظهور فقاعات جلدية.
· الشعور بأن الجلد يحك أو يحرق.
· بشرة سميكة ومتقشرة.
وإضافةً إلى هذه الأعراض، يتميّز نوعا التهاب الجلد التماسي ببعض الأعراض؛ إذ تتراوح أعراض التهاب الجلد التماسي المهيج من احمرار خفيف على الجلد إلى تورم الجلد وتقرُّحه، وتبدأ الأعراض مباشرةً بعد التماس مع المادة المهيجة.
أما التهاب الجلد التماسي التحسسي، فتظهر فيه فقاعات وحكة شديدة واحمرار. وكما ذكرنا قد لا تظهر الأعراض إلا بعد عدة ساعات أو حتى أيام من التعرض.
وتتراجع الأعراض مع العلاج المناسب في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ولكن؛ في حال استمرار التماس مع العامل المسبب فتصبح الحالة مزمنة وقد تدوم سنوات طويلة.
العلاج:
يعتمد العلاج على شدة الأعراض والعمر والصحة العامة؛ إذ إن أفضل علاج هو محاولة تحديد العامل المسبب وتجنبه، ولكن هناك بعض الطرائق التي يُنصَح بها لمعالجة الحالات الخفيفة أو المعتدلة:
· غسل المنطقة المعرَّضة بأقرب وقت ممكن بعد التعرض للعامل المسبب.
· مقاومة الحكة لتجنب العدوى بالجراثيم.
· استخدام كمادات باردة رطبة لتخفيف الالتهاب في حال تخرب الفقاعات.
· الاتصال بمقدم الرعاية الصحية في حال كان الارتكاس شديدًا.
وقد يصف الطبيب بعض الأدوية الإضافية مثل: مضادات الهيستامين الفموية لتخفيف الحكة، والستيروئيدات القشرية التي تُعطَى في معظم الحالات على شكل مراهم أو كريمات، وقد يصفها الطبيب في الحالات الشديدة بالشكل الفموي أو الوريدي. كذلك تساعد المرطبات على إعادة تشكيل القوام الطبيعي للجلد.
ثانيًا: التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما (Atopic dermatitis):
هو حالة من التهاب الجلد المزمن يرتكس فيها الجلد ارتكاسًا شبيهًا بالحساسية؛ مما يؤدي إلى انتفاخ واحمرار.
ويميّزه على نحو رئيسي وجود الحكة؛ إذ تسبب الحكة الشديدة تجريحًا في الجلد؛ مما يؤدي إلى تهيُّج إضافي يقود إلى الطفح.
وقد يكون الأشخاص الذين يعانون الأكزيما أكثر حساسية بسبب فقر الجلد لديهم لبروتينات معينة. ويترافق غالبًا مع الربو والحساسية الموسمية أو مع إصابة أحد أفراد العائلة بالربو أو بحمى الكلأ أو بالأكزيما.
الأعراض:
يتغير الطفح الجلدي مع تغيُّر العمر:
· يظهر عند الرضع كرقع جلدية نازة ملتهبة أو كمناطق قشرية على الوجه والرقبة والعانة.
· يظهر عند الأطفال والمراهقين في طيات الجلد على نحو أساسي.
· يتحدد عند البالغين بمنطقة واحدة في الجسم كاليدين.
علمًا أنه قد تسوء الحالة فجأة مع الوقت، ومن ثم قد يشفى الجلد وتختفي الأكزيما.
وتتضمن أعراض هذا الطفح:
· الحكة؛ عَرَض شائع جدًّا يظهر قبل ظهور الطفح، لذلك تسمى الأكزيما "الحكة التي تسبب طفحًا" لأن الحكة تسبق الطفح.
· انتفاخ مع احمرار وألم.
· نزّ الطفح.
· قد يوجد على الطفح قشور جلدية.
· تغير في لون الجلد.
· تتطور بعد فترة زمنية مناطق سميكة في الجلد.
وتبدأ الآفة بالاختفاء عادةً لدى الأطفال في عمر 5 أو 6 سنوات، ولكن؛ قد يحدث النكس. أما لدى البالغين فتكون المشكلة مزمنة وناكسة.
ومن مضاعفات الأكزيما: عدوى الجلد بالبكتيريا أو الفطريات وقد تترك ندبات دائمة، وقد تحدث أيضًا آثارٌ جانبيةٌ نتيجة الاستخدام الطويل للأدوية المعالجة.
العلاج:
تُوصَف أدوية مشابهة للأدوية المستخدمة في علاج التهاب الجلد التماسي، ومن أهم طرائق العلاج: محاولة تجنب الحكة وترطيب البشرة مع استخدام مضادات الهيستامين ومراهم الستيروئيدات القشرية.
وعند فشل هذه الأدوية، قد نحتاج استعمال أدوية ومعالجات أخرى مثل معدِّلات المناعة الموضعية Topical immunomodulators التي تُوضَع على شكل مراهم تساعد على كبح الجهاز المناعي من الارتكاس الشديد عند التحريض، والصادات التي تكون على شكل كريمات أو حبوب إذا ترافق الالتهاب مع إنتان، وقد نلجأ إلى المعالجة الضوئية؛ إذ نعرّض فيها الجلد للأشعة فوق البنفسجية.
وأخيرًا؛ يجب التنبيه لكون الطفل الذي يتغذى على حليب أمه حتى عمر الأربعة أشهر لديه احتمال أقل للإصابة بالأكزيما.
كذلك ننصح بزيارة الطبيب ومراجعته أو مراجعة مقدم الرعاية، وذلك في حال عدم التحسن باستخدام المعالجات المنزلية أو تطوُّر الأعراض للأسوأ أو ظهور علامات الالتهاب كالحمى والاحمرار والألم.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا