التمر الهندي.. طعم منعش وفوائد غير متوقعة!!
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
وتتميز شجرة التمر الهندي بإمكانية الاستفادة من كافة أجزائها، سواء كان ذلك من الناحية الصيدلانية أم التصنيعية، إذ يُستخدَم اللب لتصنيع العصير الطبيعي والصلصات والوصفات الغذائية، في حين تستخدم مُستخلَصات البذور مضافاتٍ لتحسين لزوجة الأغذية المصنّعة وقوامها، أما الأوراق والأزهار فهي صالحة للأكل كما الثمار (1, 2).
وتشتهر هذه الفاكهة بغناها بالمغذيات، إذ يحتوي كوبٌ واحدٌ من لب التمر الهندي؛ أي قرابة 120 غ، على 6 غ من الألياف، و3 غ من البروتين، و1 غ من الدهون، ومجموعة من المعادن مثل المغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد، والفيتامينات مثل B1 وB2 وB3، إضافةً إلى المواد الكيميائية النباتية Phytonutrients؛ مثل المركبات الفينولية، والغليكوزيدات القلبية، والهلام النباتي، والأحماض العضوية مثل الماليك والطرطريك والستريك والخل وغيرها.
الجدير بالذكر أن محتواه التمر من السكر مرتفعٌ على الرَّغم من طعمه الحامض، إذ يحتوي الكوب منه على 287 سعرة حرارية، معظمها من السكر الذي يُشكّل 69 غ من مكوناته الغذائية؛ أي ما يُعادل 17.5 ملعقة طعام (2).
الخصائص العلاجية الفعالة للتمر الهندي:
يمتلك التمر الهندي بأجزائه المختلفة عدة فوائد على صحة الجسم؛ لذلك استُخدِم في الوصفات العلاجية عند الشعوب القديمة، من ثمَّ عمد العلماء إلى إجراء التجارب المخبرية بهدف إثبات صحة تلك الاستخدامات، ونستعرض معكم فيما يأتي أهم النتائج التي توصَّلوا إليها..
1 - الخصائص المضادة للجراثيم:
أظهرت مُستخلَصات التمر الهندي الميثانولية والأسيتونية نشاطًا مضادًا لجرثومة الكلبسيلة الرئوية Klebsiella pneumoniae، كما دُرسَت نشاطات المستخلصات المائية والإيثانولية ومستخلص الأسيتون تجاه الجراثيم الإيجابية والسالبة لصبعة غرام، فتوصل الباحثون إلى وجود فعالية مُحتَملة تجاه عدة أنواع جرثومية منها السالمونيلَّا التيفية، والعصوية الرقيقة، والعنقودية الذهبية. ويُذكَر أن الفضل في هذه المقاومة العالية للجراثيم يعود إلى وجود مركب Lupeol في التمر الهندي (2).
2 - الخصائص المضادة للأكسدة:
تحتوي بذرة التمر الهندي وغلاف ثماره على مركب فينولي مضاد للأكسدة هو ما يجعلها مصدرًا مهمًا للوقاية من السرطان وأمراض القلب والسكري. وهنالك نتائج واعدة تفيد أن المُستخلَص الإيثانولي للب الثمرة يمتلك فعالية مضادة للأكسدة وخافضةً لشحوم الدم لدى فئران التجارب المصابين بارتفاع الكولسترول (2).
3 - خفض سكر الدم المرتفع:
يُعتقَد أن المستخلص المائي لبذور التمر الهندي تمتلك فعاليةً محتملة تجاه ارتفاع سكر الدم، وقد أُثبت ذلك مخبريًا على مجموعة من ذكور فئران التجارب وما زالت الأبحاث جاريةً لمعرفة تأثيره الدقيق في الإنسان (3).
4 - التأثير في الدم والجهاز القلبي الوعائي:
أثبتت التجارب المخبرية على حيوانات التجارب أن التمر الهندي قد يؤثر إيجابيًا في مستويات الشحوم وضغط الدم الانقباضي والانبساطي وتصلب الشرايين، كذلك يُحتمل أن يكون مستخلص التمر الهندي فعالًا في خفض خطر تصلب الشرايين عند الإنسان (2, 4).
5 - مكافحة السموم:
لاحظ الباحثون في إحدى الدراسات تأثير مستخلص بذور التمر الهندي في تثبيط فعالية بعض الإنزيمات السامة مثل أنزيم الفوسفوليباز A، والبروتياز، وغيرهما، إذ نجح تطبيق هذا المستخلص في منع انحلال سلسلة بيتا للفيبرينوجين Fibrinogen البشري وانحلال الدم غير المباشر الذي يسببه السم، كذلك أطال زمن التجلط نسبيًا، وخفض الآثار السمية مثل الوذمة والنزف (5).
6 - خصائص مسكنة ومضادة للالتهاب:
يُعتقَد أن المركبات الكيميائية النباتية Phytonutrients الموجودة في التمر الهندي قادرةٌ على تسكين الألم، وتفيد أوراقه مع الزنجبيل في الشعب الهوائية، في حين يفيد مزيج من مسحوق لحاء الأشجار مع الماء علاجًا لالتهاب العين. ويساعد محتواه المرتفع من المغنيزيوم على مقاومة الالتهابات، وخصوصًا تلك التي تسبب أمراضًا مزمنة مثل خفض ضغط الدم، والوقاية من السكري (2).
7 - علاج واعد لجفاف العين:
يحتوي التمر الهندي على مادة كيميائية شبيهة بالميوسين (Mucin) الموجود في العين الذي يحمي سطح القرنية ويرطبه. وقد بيّنت الأبحاث المبكرة أن قطرات العين الحاوية على مستخلص بذور التمر الهندي قد تُحسّن أعراض جفاف العين (3).
الاستخدامات التقليدية:
1 - أعرض الجهاز الهضمي:
تستخدم عدة أجزاء من النبات؛ مثل الثمار ومنقوع الأوراق والجذور وحتى اللحاء، في العلاج التقليدي لعدد من الحالات الهضمية؛ منها الإمساك، إذ تعمل ملينًا طبيعيًا بسبب محتواهما المرتفع من أحماض الماليك والطرطريك، كذلك تفيد في تسكين آلام البطن والمعدة ومكافحة الغثيان المرتبط بالحمل وعلاج الإسهال والزحار. كذلك تستخدم عدة أجزاء من نبات التمر الهندي في طرد الديدان وعلاج داء المسلكات Ankylostomiasis الذي تسببه دودة الأنكليوستوما الشائع في بعض مناطق تنزانيا (2).
2 - مداواة الجروح والحمى:
يستخدم كلٌّ من مسحوق أوراق التمر الهندي أو لحاء أشجاره أو الكمادات المحضرة من تلك الأجزاء في علاج النزف والجروح والخرّاجات. من جهةٍ أخرى، يلجأ العديد من ممارسي الطب التقليدي إلى استخدام ثمار التمر الهندي وأوراقه في علاج أعراض الحمى والملاريا وذلك في عدة دول حول العالم (2).
التداخلات والمحاذير:
قد يسبب التمر الهندي زيادة امتصاص الجسم للأسبرين مما يزيد التأثيرات الجانبية المحتملة للدواء، وينطبق ذلك أيضًا على الإيبوبروفين. ويُنصح مرضى السكري بتناوله باعتدال لأنه قد يتداخل مع إمكانية ضبط سكر الدم لديهم (3).
لكن ماذا عن محتوى هذا المشروب من السكر؟
على الرَّغم من طعمه الحامض فإن التمر الهندي يحتوي على كمياتٍ كبيرة نسبيًا من السكر، لذا فإن بإمكانكم التمتع بكوب لذيذ ومنعش من هذا المشروب، لكن تذَّكروا أن الفوائد السابقة لن تعود عليكم بالكثير من النفع إذا استخدمتم كمياتٍ كبيرة من السكر المضاف في أثناء التحضير! لذا احرصوا على أن تكون كمية السكر المستخدم للتحلية أقل ما يمكن، ولا تنسوا الحرص على شرائه من مصدرٍ طبيعي وموثوق (3).
المصادر:
2. Jain A, Bhadoriya S, Ganeshpurkar A, Narwaria J, Rai G. Tamarindus indica : Extent of explored potential. Pharmacognosy Reviews [Internet]. 2011 [cited 21 April 2021];5(9):73. Available from: هنا
3. TAMARIND: Overview, Uses, Side Effects, Precautions, Interactions, Dosing and Reviews [Internet]. Webmd.com. [cited 21 April 2021]. Available from: هنا
4. Maruf Iftekhar A S M, Rayhan I, Abdul Quadir M, Akhteruzzaman S, Hasnat A. Effect of Tamarindus indica fruits on blood pressure and lipid-profile in human model: an in vivo approach. Pakistan Journal of Pharmaceutical Sciences [Internet]. 2006 [cited 21 April 2021];19(2):125-129. Available from: هنا
5. Ushanandini S, Nagaraju S, Harish Kumar K, Vedavathi M, Machiah D, Kemparaju K et al. The anti-snake venom properties ofTamarindus indica (leguminosae) seed extract. Phytotherapy Research [Internet]. 2006 [cited 21 April 2021];20(10):851-858. Available from: هنا