اليوم العالمي للامتناع عن التدخين (تأثير التدخين في الحياة الجنسية)
التوعية الجنسية >>>> أيام عالمية
لعبارة "التدخين ضار بصحتكم ويسبِّب العجز الجنسي" تفصيلاتٌ كثيرة سنتحدَّث عن بعضها في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين..
على الرغم من أنَّ مشكلات الصحة الجنسية تنجم عن أسبابٍ كثيرة؛ لكنَّ التدخين يُعَدُّ عاملًا خطرًا في حدِّ ذاته؛ إذ يؤدِّي كلٌّ من النيكوتين والتبغ إلى مخاطر ضعف الانتصاب؛ لما لهما من تأثيراتٍ ضارة على إمدادات الدم، وكذلك لأمراض القلب والأوعية الدموية -التي قد يمثِّل التدخين عاملًا مهمًّا في إحداثها- علاقةٌ وثيقةٌ بمشكلات الانتصاب. ويمكن أن يظهر ضعف الانتصاب قبل عدَّة سنوات من ظهور الأعراض القلبية الأولى؛ ومن ثمَّ فقد يكون تحذيرًا مبكرًا ومهمًّا يشير إلى خطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية.
وتشير بعض الدراسات إلى وجود زيادة في مشكلات الانتصاب تصل إلى ٤٠٪ لدى المدخنين على نحو يومي؛ فالسيجارة الواحدة فقط تخفِّض نسبة الانتصاب عند الرجال بمقدارٍ يصل إلى ال٢٠٪، في حين تخفِّض نسبةَ الإثارة وتساهم في جفاف المهبل عند النساء.
ذلك أنَّ التدخين يسبِّب تلفًا في العضلات الملساء داخل القضيب؛ الأمر الذي يساهم في ضعف الانتصاب، ويعمل عند المرأة على خفض مستوى الأستروجين؛ ما يؤدِّي إلى جفاف المهبل.
ولا تقتصر أضرار التدخين على الإثارة والانتصاب؛ فمن الممكن أن يؤثِّر في الخصوبة، ويسبِّب مشكلاتٍ للجنين في أثناء الحمل، ويميل التأثير المضاد للأستروجين الناتج من التدخين إلى قطع الطمث بعد ١٠ سنوات من التدخين المتواصل، فضلًا عن إمكانية مساهمته في تفاقم العديد من الأمراض المختلفة؛ مثل الالتهابات الجنسية أو مرض بيروني (شذوذ القضيب).
يقول بانايوتيس زافوس (Panayiotis M.Zavos) مدير معهد أمراض الذكور في أمريكا، وأستاذ علم الأعضاء التناسلية وعلم أمراض النساء في جامعة (Kentucky) في ليغسينغتون: "للتدخين تأثيرٌ سلبيٌّ مباشر في حياة الرجال الجنسية على الأصعدة كافة".
فمن خلال عمله مع الأزواج الذين يعالجون العقم؛ وجد زافوس وزملاؤه أنَّ للتدخين تأثيرًا سلبيًّا في القدرة على الحمل؛ لأنَّ التدخين قلَّص -بنسبةٍ كبيرة- رغبةَ الرجال الجنسية، حتى بالنسبة إلى الشبان في العشرين والثلاثين من العمر، فالتدخين يؤثِّر في الأداء الجنسي للرجال، وعندما تنخفض قدرةُ الرجال في الممارسة؛ تنحفض شهيَّتُهم للجنس طرديًّا..
أمَّا النساء المدخِّنات، فهنَّ مهدَّداتٌ أكثر بخطورة الإصابة بـسرطان العنق وانخفاض الكثافة العظمية، وقد أظهرت الدراسات أنَّ 10% من النساء المدخِّنات يعرِّضن أطفالَهن لمشكلات من مثل: (نمو جنيني منخفض، وانخفاض وزن المولود، ومضاعفات الولادة.)
وفي حال كنَّا نبحث عن الأسباب التي تدفع الإنسان إلى التدخين؛ فلا بدَّ أن نسأل "هل تدخِّن النساء لأسباب مغايرة عن الرجال؟!"
في الحقيقة، قد نجد اختلافًا بين الجنسَين هنا أيضًا؛ فالرجال يدخِّنون ليشبعوا حاجتهم إلى النيكوتين، أمَّا النساء يدخِّنَّ ليعدِّلنَ مزاجَهن ويضبطنَ وزنَهن -بحكم أنَّ النساء أكثرُ عرضةً للكآبة- فالتدخين يعيق الشهية ويمنح الشعور بالامتلاء.
ويواجه المُقلعون عن التدخين صعوباتٍ عديدة؛ مثل الحالة المزاجية السيئة، وأعراض خروج النيكوتين من الجسم.
ولا تُأثِّر الأدويةُ المستخدَمة في الإقلاع باستبدال النيكوتين -مثل لصاقات النيكوتين- في النساء مثل الرجال؛ فهذه اللصاقة تساعد الرجال على إشباع شهيَّتهم لتعاطي النيكوتين، وتخفِّف الأعراض البيولوجية الناتجة من نقص الاعتماد على النيكوتين، ولكن عند النساء؛ هذه اللصاقات لا تساعد على التخفيف من المزاج السلبي، ولا تضبط أيًّا من التوتر والشهية والوزن.
أظهرت الدراسات أنَّ دواء Varenicline) Chantix) يساعد النساء والرجال -على حدٍّ سواء- على الإقلاع عن التدخين؛ فهو لا يحتوي على النيكوتين، بل يعمل على حجب تأثيرات النيكوتين الممتعة في الدماغ.
أخيرًا، إنَّ للتدخين أعراضًا جمَّةً على صحة الإنسان العامة، لكنَّ معرفة أعراضه الخاصة بالحياة الجنسية يمكن أن يكون محفِّزًا مهمًّا لأولئك الذين يرغبون في التوقُّف عن التدخين، واستعادة حياة جنسية سعيدة ومرضية.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا