الإفرنجي أو الزهري (syphilis)
التوعية الجنسية >>>> الأمراض المنقولة بالجنس
1. ما هو الإفرنجي؟
الإفرنجي (syphilis) عبارة عن إنتان ينتقل بالاتصال الجنسي تسبِّبه جرثومة اللولبية الشاحبة "Treponema pallidum". وُصِّف -أول مرة- في القرن السادس عشر، ويُعتقَد أنَّ الإسبان قد حملوه إلى أوروبا وآسيا لتصل معدلات الإصابة السنوية إلى 12 مليون مريض جديد في جميع أنحاء العالم؛ وبذلك يُعدُّ الإفرنجي -بعد الإيدز- العدوى المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي مع أعلى معدَّل وفيات.
2. كيف ينتقل؟
ينتقل مرض الزهري من شخص إلى آخر مباشرةً عن طريق ملامسة الاغشية المخاطية للقروح التي تظهر على الأعضاء التناسلية والمستقيم والفم بعد فترة كمون من الاتصال الجنسي.
يمكن أن ينتقل بسهولة في مراحله الأولى، غالبًا عن طريق الأفراد غير المدركين لمرضهم، لكنَّه لا ينتقل على نحو غير مباشر؛ أي لا ينتقل من خلال ملامسة الأشياء أو الأطباق أو الملابس التي يستخدمها الشخص المصاب.
ويمكن للمرأة الحامل أن تنقل العدوى إلى الجنين في أثناء الحمل؛ الأمر الذي يمكن أن يسبِّب وفاة الجنين داخل الرحم، أو قد يسبِّب ولادة طفل مصاب بمرض الإفرنجي الخلقي.
3. ما هي مراحل المرض؟
يتطوَّر الزهري وفق مراحل عدة يمرُّ بعضها دون ظهور أعراض سريرية واضحة؛ ما يؤدِّي إلى تطوُّر المرض تدريجيًّا:
- الإفرنجي الأولي أو القرح الصلب:
تبدأ هذه المرحلة بعد 10-90 يوم (20 يوم وسطيًّا) من حدوث العدوى وظهور الأعراض الأولى، وتتميَّز بقرحة وحيدة -عادةً- ذات قوام صلب وقاع نظيف غير ناز مع حواف واضحة غير مؤلمة، وتظهر في المنطقة التي تحدث فيها العدوى الجرثومية.
تترافق القرحة مع ضخامة عقد لمفاوية ناحية غير مؤلمة.
ويستمرُّ هذا القرح 3-6 أسابيع ويُشفى من تلقاء نفسه.
إذا لم يُعالَج الإنتان في هذه المرحلة؛ فإنَّها تتطوَّر إلى المرحلة التالية.
- الإفرنجي الثانوي:
يبدأ بظهور الطفح الجلدي الذي يسمَّى "الوردية الإفرنجية" التي تكون على شكل بقع حمامية غير وسفية على الجذع خاصة، ولا تصحبها حكَّة.
ويمكن أن يحدث بعد اختفاء القرح الصلب أو قد يتزامنان.
تختفي الوردية الإفرنجية ليليها ظهور الإفرنجي الحطاطي أو الإفرنجي الثانوي المتأخِّر الذي يسمَّى ب"المقلد الأعظمي" لتنوُّع الاندفاعات الجلدية المشاهدة فيه من اندفاعات حطاطية وبثرية وصدافية الشكل، وبقع نقص تصبغ، وتساقط أشعار مع إصابة اليدين والقدمين.
وقد يرافقه في هذه المرحلة حمَّى، واعتلال عقد لمفاوية، وفقدان الوزن، ووهن وألم عضلي أيضًا.
- الإفرنجي الثالثي:
تختفي أعراض المرحلة الثانية، ويدخل الشخص المصاب في مرحلة الإفرنجي الكامن؛ وهنا لا يزال الشخص مريضًا حتى لو لم تعُد الأعراض واضحة.
بعد عقد أو عقدين من الزمن؛ تبدأ إصابة الأعضاء الانتهائية (الجهاز العصبي، والعينين، والقلب والأوعية الدموية، والجلد، والعظام، والمفاصل). وتتنوَّع أعراض الإفرنجي الثالثي وعلاماته بحسب العضو المصاب.
ومن الجدير بالذكر أنَّ الإفرنجي الثالثي شديدُ الندرة حاليًّا في أنحاء العالم بفضل العلاج بالصادات الحيوية.
4. كيف يُشخَّص مخبريًّا؟
يمكن إجراء تشخيص لمرض الإفرنجي باستخدام الفحص المجهري المباشر لمسحة مأخوذة من القرح الصلب؛ إذ تتمتَّع الجراثيم بشكل متميِّز؛ وذلك عند استخدام المجهر ذي القعر المظلم.
ويمكن إجراء مجموعة من الاختبارات المصلية في حال الإفرنجي الثانوي والأولي:
- اختبار مختبر أبحاث الأمراض التناسلية (VDRL).
- اختبار الراجنة البلازمية السريع (RPR).
- اختبار امتصاص ضد اللولبيات التألقي (FTA-ABS).
- اختبارات (ELISA) من الجيل الجديد أصبحت متاحةً للاستخدام على نطاق واسع في كلٍّ من أوروبا والولايات المتحدة.
5. كيف نحمي أنفسنا ومن نحب؟
يُعدُّ استخدام الواقي الذكري أساسَ الوقاية، ومع ذلك؛ يمكن للقرح الصلب أن ينقل العدوى. واختفاء الأعراض ليس مؤشِّرًا على الشفاء، وإنَّما قد تكون بدايةَ مرحلة متقدِّمة منه.
ونختم بأنَّه لا يمكن منع انتقال العدوى إلَّا عن طريق التعليم الفعَّال للسلوك الجنسي المسؤول، واستخدام الخدمات الصحية من أجل التشخيص المبكِّر.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا