تقع مدينة بابل العراقية على بُعد 85 كم جنوب مدينة بغداد، وتشكل أطلالَ مدينةٍ ازدهرت بين عامي 626 و539 قبل الميلاد، وكانت عاصمة الإمبراطورية البابلية الجديدة (the Neo-Babylonian Empire)، ويشمل الموقع أيضًا القرى والمناطق الزراعية المحيطة بالمدينة القديمة. 

قرّرت لجنة التراث العالمي في جلستها الـ 43 المُجتمعة في باكو (Baku) عاصمة أذربيجان منذ 30 حزيران/يونيو إدراج موقع بابل على قائمة التراث العالمي (World Heritage List)، ويعود ذلك إلى كون بقايا المدينة وجدرانها الخارجية والداخلية وبواباتها ومعابدها وقصورها شهادةً فريدةً على واحدة من أكثر إمبراطوريات العالم نفوذًا، إذ تمثل بابل التي كانت مقرًا للإمبراطوريات المتعاقبة تحت سلطة حُكَّام مثل حمورابي ونبوخذ نصر تعبيرًا عن إبداع الإمبراطورية البابلية الجديدة في أوجها. كذلك فإن ارتباط المدينة بإحدى عجائب الدنيا السبع القديمة؛ وهي الحدائق المعلقة، قد ألهَمَ الثقافة الفنية والشعبية والدينية على نطاق عالمي. 

ويحمل إدراج بابل في قائمة التراث العالمي أهميةً كبيرةً نظرًا لكونه اعترافًا دوليًا بأهمية هذا الموقع تراثًا عالميًا للبشرية جمعاء، إضافةً إلى الالتزام بالمشاركة في حماية هذا التراث، وهو ما تنصُّ عليه الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والتي أُقرَّت في العام 1972. 

ومن الجدير بالذكر ما بذلته وزارة الثقافة العراقية من جهودٍ كبيرةٍ لتضمين الموقع في قائمة التراث العالمي، وذلك عن طريق تحضير ملف يوضِّح القيمة العالمية الاستثنائية للموقع ويفي بواحد على الأقل من معايير الاختيار العشرة الموضَّحة في المبادئ التوجيهية التشغيلية لتنفيذ اتفاقية التراث العالمي التي تمثَّل بدورها أداة العمل الرئيسية للجنة التراث العالمي. 

أخيراً، نذكِّر بوجود 12 موقعًا من سورية على قائمة الانتظار Sites on the Tentative List ما زالت تنتظر الاعتراف بها وتضمينها في قائمة التراث العالمي، منها أفاميا ومعلولا وغيرها من المواقع والمدن التاريخية المهمة على مستوى العالم. 

المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا