دور الليزر وتطبيقاته في جراحة القلب
الطب >>>> مقالات طبية
وأحد أشكال ال (CAD): هو الخناق الصدري المزمن، الذي يؤثر في حياة أكثر من سبعة ملايين مواطن في الولايات المتحدة وحدها عدا عن باقي دول العالم، وعلى الرغم من تقديم الوسائل العلاجية الدوائية والتداخلية القصوى، لا يزال 32% من هؤلاء المرضى يعانون أعراض داء الشرايين الإكليلية (CAD).
وإضافة إلى تزايد عدد حالات (CAD) غير المستجيبة لإعادة التوعية عن طريق العمل الجراحي "زرع مجازات إكليلية" (CABG)، أو عن طريق القثطرة "التداخل على الشرايين الإكليلية عبر الجلد" (PCI)، فإن 25% من المرضى قد وُجد لديهم إعادة التوعية غير كاملة على الرغم من تلك التداخلات مما جعل الخناق الصدري المزمن المعند على العلاج تحديًا صعبًا.
وسُخِّرت جهودٌ جبارة نتيجة لذلك للبحث عن سبل علاجية بديلة قادرة على تخفيف معاناة المرضى وتقليص شدة أعراضهم، وإحدى تلك السبل كان إعادة التوعية عن طريق تسليط الليزر خلال عضلة القلب (TRM : Transmyocardial Laser Revascularization)، وكانت هذه الطريقة خيارًا يمكن للمرضى اتخاذه عند استهلاكهم للسبل العلاجية غير الجراحية وغير القابلين للخضوع لعمل جراحي.
أُجريَ أكثر من 50,000 تداخل (TMR) خلال العشرين عامًا التي مضت، وحسب توصيات جمعية القلب الأمريكية وجميعة جراحة الصدر فقد فُضِّل استخدام ال (TMR) لمرضى الخناق الصدري المزمن المعند على العلاج.
ما الآلية؟
إن مبدأ إعادة التوعية عن طريق الليزر (TMR) قد أُعتمد بناء على تجارب عديدة على عضلات القلب الخاصة بحيوانات التجارب، وقد أُعتمدتْ فكرة تأمين التروية المباشرة للعضلة القلبية عبر القنيات الوعائية ما بين الشرايين الإكليلية وحجرات القلب لمعالجة نقص تروية العضلة القلبية العكوس.
وفي إحدى الدراسات على مجموعة من الكلاب بقيت تلك الأنفاق التي شُكِّلت عبر الليزر سالكة على نحو جيد لمدة 3 سنوات بعد ال (TMR).
ليُجرى ال (TMR) فإن جهاز الليزر يُدخل عبر جرح صغير في الناحية الأمامية الوحشية للصدر ليُسلّط مباشرة على الطبقة الخارجية للعضلة القلبية "النخاب" للبطين الأيسر، وهناك نوعان من الليزر وُوفِق عليهما لاستخدامهما في ال(TMR)، إما ال(Ho:YAG) ليزر أو ال(CO2) ليزر، وتُراقب كامل العملية عن طريق إيكو عبر المري كونه طريقة أدق تساعد على تحديد مدى القنيات التي تُشكّل في العضلة القلبية.
وعلى الرغم من أن تشكيل قنوات تروية للعضلة القلبية عن طريق الليزر قد اُستخدم في البداية لتوضيح الآثار العلاجية لل (TMR)، لكنْ ما زالت إمكانية بقاء تلك القنوات سالكة على المدى البعيد موضعًا للتساؤل في عديد من الدراسات.
وإضافة إلى تأمين قنوات تروية إضافية للعضلة القلبية عن طريق الليزر، فإن تشكيل أوعية دموية جديدة بعد ال (TMR) قد أصبح العامل أكثر تأثيرًا في الحماية القلبية والتحسن السريري للمريض، ويُفعل ذلك عن طريق تنشيط عديد من عوامل النمو بعد الحدثية الالتهابية التي يحدثها الليزر في العضلة القلبية، ونذكر منها عامل النمو المشتق من بطانة الأوعية (VEGF)، وعامل النمو المشتق من الصفيحات (PDGF)، مما يعزز دور ال (TMR) في إعادة التوعية وتحسين التروية للعضلة القلبية.
ومع متابعة الحالات المعالجة بال(TMR)، أيّدت الفحوص الشعاعية عبر ال(PET) ووسائل التصوير الشعاعي الأخرى الأثر المحرض لل(TMR) لتشكيل أوعية جديدة في عضلة القلب،وإضافة لذلك أظهر تصوير أوعية القلب بالمادة الظليلة بعد 10 سنين من (TMR) تشكيل شبكة أوعية جديدة لم تكن موجودة قبل العلاج بالليزر.
وأُجريت دراسة على مجموعتين من المرضى، فالمجموعة الأولى خضعت لعمل جراحي (زرع مجازات إكليلية CABG) فقط، أما المجموعة الثانية فخضعت لعمل جراحي (زرع مجازات إكليلية) إضافة إلى تطبيق ليزر علاجي (CABG+TMR)، وبالمقارنة بين المجموعتين على مدى 5 سنين، فقد وُجد في المجموعة الثانية ذات العلاج المزدوج انخفاضًا بنسبة الوفيات مقارنة بالمجموعة الأولى.
وأجريت كثير من الدراسات والتجارب عن موضوع إعادة توعية القلب عن طريق تطبيق الليزر، وفي النهاية كانت النتيجة بأنه يعد خيارًا مفضّلًا للمرضى الذين استهلكوا جميع الخيارات العلاجية الدوائية وغير المرشحين للخضوع للجراحة، وإضافة لذلك يعد إضافة جيدة للمرضى الذين خضعوا لعمل جراحي (CABG).
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
Bojar Perioperative Care : Synopsis of Adult Cardiac Surgery-Coronary Artery Disease, P.11